صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

حقوق المرأة من أمينة إلى آمنة!

صفاء نوار

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 07:27 م

انتظرت بفارغ الصبر أن يسفر مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى بالأزهر الشريف عن توصية تضع حدا لغلب الست أمينة فى القرن الواحد والعشرين ومعها المرأة المصرية والحد من ظاهرة الطلاق المتسرع الذى يضع استقرار البيوت ومستقبل الأسر والأطفال رهن كلمة يلقيها الرجل فى حالة غيبوبة «انت طالق»، أو مطلب تطلبه الست أمينة فى حالة انتحار «طلقنى».. لكن المؤتمر أسفر عن معركة حادة بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبين رئيس جامعة القاهرة الدكتور عثمان الخشت حول تجديد الفكر وهى معركة خلقت حالة استقطاب ـ مع وضد ـ وأضاعت قضية تجديد الخطاب الدينى.


ولمن لا يعرف أمينة والسيد أحمد عبد الجواد يعيد قراءة بين القصرين لحكيم الرواية نجيب محفوظ ويترحم على العالمى يحيى شاهين (سى السيد) والرائعة الفنانة آمال زايد (أمينة) ومعهم المخرج حسن الإمام.
وهو الفيلم الذى ناقش نفس القضية عام 1962 والرواية التى عرضت قضية المجتمع قبل ثورة 1919.


ويجسد مفاهيم الرجل الشرقى واختلافاته داخل وخارج البيت وفى وسط أحداث الاحتلال والمقاومة، حيث تضيع المرأة ومعها الأسرة والأولاد بين قتيل وشريد ومحبوس، 100 سنة على طرح القضية وستين سنة على الفيلم السينمائى إلا أننى شعرت بالخوف وأنا أتابع كلام الدكتورة النائبة آمنة نصير وهى تعرض قضية الأسرة المصرية فى البرلمان بنفس المرارة التى عرضها فى روايته نجيب محفوظ حين طرحت مبادرة بعنوان «الضوابط الأخلاقية والمعيشية لبيت الزواج الجديد»، لضبط إيقاع الحياة فى البيت المصرى فى ظل نسب الطلاق الكبيرة.


وقالت: لم تعد «الست أمينة» موجودة، إضافة إلى أن كثيرا من الأزواج يتصورون أنهم عندما يتزوجون تصير الزوجة ملك اليمين، ويوجهون لها ما تشاء ويفعلون بها ما يشاءون.


معقول بعد 100 سنة نناقش نفس القضية ولدينا توجيه واضح من الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أكثر من عام بسرعة وضع تشريع لضبط إيقاع الحياة فى البيت والحد من ظاهرة الطلاق المتسرع، ورغم حسن النيات فى المناقشات لكنى أخشى أن تتوه القضية فى أسئلة وطلبات إحاطة وتشكيل لجان استماع ولجان تنبثق عن لجان وتتفاقم المشكلة ونتحسر على أوضاع أمينة فى القرن الـ 19!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة