نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

لماذا تبدأ الوبائيات من الصين ؟!

نهاد عرفة

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 07:28 م

مازالت أصداء انتشار وباء الكورونا مسيطرة على أهم الأخبار فى الصحف ووسائل الإعلام الدولية، وتراجعت أخبار الحروب والأزمات التى تعانى منها منطقتنا ومناطق كثيرة حول العالم، بالقطع سيؤثر هذا الوباء المتفشى على الإقتصاد العالمي، خصوصاً أنه ظهر فى الصين، ثانى أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وهوَ ما يذكرنا بفيروس سارس، الأقل عنفاً من الكورونا، الذى انتشر بالصين أيضاً عام 2003 وأدى إلى تباطؤ اقتصادها وكلف الصين وقتها أربعين مليار دولار، فلماذا تبدأ الوبائيات من الصين ؟ هذا السؤال على دولة الصين الإجابة عنه، ففى الكثير من السلوكيات تكمن الإجابات، ولا أريد هنا أن أشير إلى بعض الحيوانات والطيور غير المعتاد ذبحها التى يتناولونها، قد تكون من الشائعات، وعلى الباحثين والدارسين والأجهزة الإعلامية القيام بواجبهم. هذا ليس فقط، فكما قلت فى مقال الأسبوع الماضى أن انتشار الوبائيات بهذه السرعة فى عالم أصبح بلا حدود أحد نتائج السلوكيات البشرية من التلوث البيئى والتغيرات المناخية، فقدان الغابات وبناء الطرق والسدود والتنقيب عن المعادن وتلوث المياه الجوفية والساحلية، وتمدد المدن والزراعات الخاطئة والحرائق والكثير من السلوكيات التى تعزز نمو كائنات ممرضة تنتقل بسرعة البرق إلى الإنسان، وتعزيز إجراءات عدم انتقال المرض رغم أهميتها، بدون البحث عن الأسباب وتلافيها لن تمنع انتشاره. حروب الوباء أقوى وأشرس من حروب الإنسان، فهوَ يقضى على الصالح والطالح، ورغم عزل مدينة يوهان الصينية التى بدأ منها انتشار المرض إلا أنه انتشر وتفشى بسرعة البرق فى دول عديدة ووصل إلى منطقتنا فى المغرب، الرقم الصادم الذى حذر منه الباحثون بجامعة هونج كونج أن إصابات الكورونا قد تتجاوز الأربعين ألف شخص، هذا فى الصين، وماذا عن أعداد الإصابات حول العالم ! لقد بدأت بشارات تأثير الوباء على الاقتصاد العالمى رغم أنه فى بداياته، لقد توقفت الرحلات الجوية من وإلى الصين، وهوَ ما يعنى خسائر بالمليارات لشركات الطيران الدولية، وقررت بكين إغلاق المدينة المحرمة التى يزورها 80 ألف شخص يومياً، أحد أهم المعالم السياحية العالمية، تراجع كبير فى بورصة الصين وأسهم الأسواق الأسيوية والأمريكية والأوروبية، تراجع أسعار النفط 20%، حالة طوارئ عالمية فرضتها مخاوف كثيرة بشأن الاقتصاد العالمي، نتمنى من الله أن تظل البورصة المصرية متماسكة وننجو منه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة