كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الحلم الثقافى العظيم !

كرم جبر

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 08:02 م

البديل الأمثل لمواجهة التطرف هو الثورة الثقافية الشاملة، التى تهب نسائمها على البلاد، وتنقب عن المواهب المدفونة، فمصر فيها الآلاف مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وطه حسين والعقاد وغيرهم.
الثقافة تجرى فى شرايين البلاد مثل نهر النيل، وآن الأوان لبناء صروح تتصدى للفكر الجائر، وتعيد المصريين إلى مصر، وطن الفنون والأدب والابداع والمبدعين.
يحز فى نفسى أن أجد أطفالنا يتحدثون لهجة مدبلجة لبنانية وتركية، بسبب اجتياح المسلسلات الأجنبية فى السنوات الأخيرة، والحمد لله أن هذه الظاهرة انقشعت، وعادت الذراع الطولى للمسلسلات المصرية، وهذا فى حد ذاته انجاز مهما كانت الانتقادات.
ويحز فى نفسى أن ينزوى فنانونا وراء التجاهل والطحن والاقصاء، مع أنهم الثروة الحقيقية، التى تحمى ثورة العمران والانشاءات، فالشعوب تحمى أوطانها بالثقافة وتنشد أعذب الالحان.
كنا زمان نغنى للسد العالى والاشتراكية والتصنيع التقيل والصورة التى تضم فئات الشعب العاملة، كان شعباً فقيراً ومكافحاً ولكن مبتسماً ومتفائلاً، وهذبت الفنون المصرية الأصيلة النزاعات المتطرفة والدعاوى العنصرية.
الآن نبنى ونشيد ما لم تشهده مصر فى تاريخها، ولكن الفن «واخد على خاطره»، ويجلس هناك بعيداً فى مقاعد المتفرجين، محاولاً أن ينكأ جراح سنوات الإجهاض والتجريف.
نعم، تعرض الفن المصرى خاصة والثقافة بشكل عام إلى حروب ناعمة، وقودها الدولار والزيت والغبار، بهدف إزاحة الهيمنة المصرية المسيطرة على الوجدان والمشاعر العربية، كخطوة حتمية لنزع الهيمنة السياسية، مع أن مصر لم تسع ابداً إلى ذلك، بل بحثت عنها الامجاد.
نعم، كان المحتكرون يتعاقدون لمدة 10 أو 15 سنة مع أى مطرب أو فنان له جماهيرية، عقود احتكارية ليس لأن يغنى ويبدع، ولكن لتعطيله عن الغناء والقضاء على الأصوات المصرية الواعدة اولاً بأول، واسألوا....و...و...
وصلنا إلى «محطة الغرباء»، فصار الفنان المصرى مسكيناً فى بلده، ويكتفى بانتظار «ولى الإنتاج»، يأمر ويتحكم، ويؤمم المبدعين لصالح الدولار والأجساد، ففقدت الآذان متعتها واستيقظت العيون.. وعلى أى حال لا يجوز البكاء على الحبر المسكوب.
< < <
الوزيرة إيناس عبد الدايم
أعرف أن لها مشروعا ثقافيا فحواه التنقيب عن الإبداع والمبدعين فى كل ربوع القطر المصري.. وأقول لها الإبداع هناك، فى القرى والنجوع والارياف التى انجبت عبد الحليم وأم كلثوم.. فى شارع محمد على وعماد الدين وباب الشعرية وبولاق، والأرض الطيبة التى جاء منها الابنودى وبليغ حمدى ومحمد عبد المطلب وطه حسين.
واعرف أن المواهب الرائعة التى كنا نراها فى مؤتمرات الشباب غناء وعزفا وابداعاً، كانوا من اكتشاف الوزيرة حين كانت تتولى رئاسة دار الأوبرا المصرية.
فمتى يتحرك الحلم الثقافى الكبير، مع إيمانى بأن الدولة التى تنفق مئات المليارات للتشييد والبناء، لن تبخل أبداً لحماية ما تبنته، بــ «تنوير العقول».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة