يكتبها اليوم : سمير الجمل
يكتبها اليوم : سمير الجمل


يوميات الأخبار

بدل طبيعة دلع.. للعروسة «ست... يع»!!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 03 فبراير 2020 - 08:08 م

 

يكتبها اليوم :سمير الجمل

اذا لم تتوافق الأمزجة واكتشف احدهما أن شريكه «كُبة» و«سم» ودمه يلطش ولا ينزل له من زور أو بلعوم.. اعطاه استمارة 6

الاعتذار واجب فى بداية الأمر.. فقد تأخرت هذه الدعوة فى الوصول إلى حضرتك لأكثر من ٤٠٠٠ سنة ربما لأسباب تتعلق بالاتصالات وعربة البريد التى يجرها الحصان.. وعلى كل حال من الضرورى أن أقول لك عقبال أولادك.. أو عقبالك أنت شخصيا إذا لم تكن قد فعلتها.. وهذه دعوة لحضور ليلة زفاف السيد «عنخ بخ» إلى ربة الصون والعفاف «ست يع» وذلك فى المعبد الكهنوتى.. وسيحضر حفل الزفاف الفرعون الباشمهندس «تاح توح» وبطانته.. وسوف يحيى الحفل المغنية الشهيرة «تانت ينوت».. وقد أعدت للعروسين أغنية جديدة بعنوان:
- أحبك يا ست.. وأنتى أحلى بنت.. وأرقصى يا عروسة بالعند فى قناة التت.
وكالمعتاد سوف توضع صور الفرح على حوائط المعابد مؤقتا حتى تظهر قناة «ميساي» بعد آلاف السنين وتذيع الحفل كاملا بما فى ذلك فقرة الرقص التى تقدمها فرقة «أولاد طيبة» للفنون الشعبية..
ولأن سيادتك من ابناء عصر الـ «G4».. والـ «هاى تيك» والتويتر والفيس.. لابد أن أعطيك فكرة عن الزواج وحكايته وتفاصيله والذى منه فى هذا العصر الفرعونى حتى تحضر الفرح وأنت على نور.
وقد تسأل ولماذا لم يتم تأجير صالة أفراح.. من أجل حفل الزفاف أو بإقامة شادر على ما قسم فى حارة من حوارى منف حيث يتم توزيع «الجعة» أو «البيرة» على المعازيم.. لكن فى الزمن الفرعونى كان من الأفضل أن تقام حفلات الزفاف فى المعبد بحضور أقارب الزوجين.. لأن الكهنة هم الذين يقومون باجراء المراسم.. فلم يكن عم المأذون قد ظهر بعد.. ومع ذلك كانت هناك عقود الزواج التى يبصم عليها العريس بمزاجه أو غصبا عنه ومن المراسم الأساسية نحر الذبائح وهذا يدل على أن اللحم والهبر من المواد الضرورية جدا.. حيث لا تكتمل الفرحة إلا بالمشوى والمحمر وكانت الموسيقى مهمة جدا ربما لاتمام عملية الهضم من أثر السمين والضانى.
وتقول الوثائق أن أقدم عقد زواج يرجع إلى سنة ٥٩٠ قبل الميلاد.. لكن قبل ذلك كانت العملية تتم بالأسلوب الشفوى «عايزاه يا بابا» وهنا يرد «بالهنا والشفا ومطرح ما يسرى يا روح بابا».. وعند كتابة العقد يكون ولى الأمر هو المفوض بالتوقيع.. وهو ما يعرف فى زمانكم الحالى «بالوكيل».. لكن بعض العرائس كانت تفضل أن تتولى المسألة بنفسها.
عهد ووعد
والعريس يقسم خلال العقد على تعهداته بأسماء أربابه واسم مليكه وينص كتابة على قيمة الصداق المسمى بينهما من أوزان الفضة ومكاييل الغلال.. أى أن هناك عروسا تستأهل شيكارة قمح وأخرى تساوى ٣ كيلو أرز وثالثة  يقدرونها بـ ٥ كيلو ذرة من تلك النوعية التى تصلح لعمل الفيشار.. وبخلاف المهر كان المؤجل أو المؤخر يتم كتابته حتى إذا ما أراد العريس أن يلعب بديله ويخلع.. دفع المطلوب عدا ونقدا.. وهو ما يعرف أيضا حاليا «بالخلع» وحتى تعرف جيدا غلاوة عروس زمان.. كان العقد يتضمن أن يقدم الزوج للست بتاعته مقدارا من الحنطة كل صباح ومقدارا من الزيت كل شهر.. ودعنى أدهشك أكثر فهل تصدق أن العروس كانت تتقاضى راتبا شهريا يمكننا أن نسميه بلغة هذه الايام بدل طبيعة دلع وطبيخ وخدمة.. وأكثر من هذا كان يخصص لها راتبا سنويا لزوم أدوات الزينة والذهاب إلى الكوافير الفرعونى وهو مبلغ قد تخصص العروس بعضه لزوم عمليات التجميل لكى تنافس جميلات العصر الفرعونى الشهيرات من أمثال «هاى فاء» و«آل يسا» و«نان سى عج رم».. لكننا للأمانة التاريخية لم نعرف أن كانت عمليات التجميل والإصلاح هذه تشمل النفخ والشد والشفط والسمكرة والدوكو.
وهناك فى مرحلة متقدمة من الدولة الفرعونية الحديثة كانت الزوجة تدخل فى شراكة مالية مع زوجها هى بالثلث وهو بالثلثين فإذا «فلسع» أحدهما أى توفى قبل شريكه حصل على حق انتفاع لا علاقة له طبعا بنظام BOT، وكانت فترة الخطوبة أو البث التجريبى معروفة فى هذا الزمن وقد تصل إلى سنة.. فإذا اتفقا كان بها.. واذا لم تتوافق الأمزجة واكتشف احدهما أن شريكه «كبه» و«سم» ودمه يلطش ولا ينزل له من زور أو بلعوم.. اعطاه استمارة 6 وفشكل المشروع نظير مبلغ يتم دفعه على سبيل التعويض.
سؤال بايخ
وقد يسألنى أحدكم: وهل كان للرجل الفرعونى فى عصره الحق ان يتزوج على مراته ويأتى لها بضرة؟.. تجعل حياته مرة!. هنا يلعب العامل الاقتصادى دوره.. فالعريس اذا كان ابن فاميليه ومتريش.. يمكن أن يعيش على طريقة فرق كرة القدم تكون له زوجة أساسية.. ومجموعة احتياطية لزوم الفرفشة على دكة البدلاء.
وغالبا ما تشمل القائمة الاحتياطية على المغنيات والجواري.. فاذا كان العريس ملكا فلا يحق لهذه الاحتياطية ان تكون وريثة للعرش ويكفيها شرفا إن الملك أعجب بها.. ويقال إن الامير «مرى - كا- رع» تزوج بنصف دستة محققا الرقم القياسى والدليل على ذلك صورته على المعابد وهو محاط بست نساء.. لكن فى المجمل كانت الزوجة الواحدة تكفى وتجعل زوجها يزهد فى الحياة الدنيا ويمشى على العجين ولا يلخبطه.. ولا ندرى إن كان هذا يتم لاحساس الزوج بالشبع والامتلاء.. أو بخوفه من تكرار التجربة.
كله فى العقد
والشر بره وبعيد.. كان الطلاق من حق الزوج فقط لكنه فى العقد يتعهد بأنه إذا هجر زوجته كارها أو بسبب رغبته فى الارتباط بأخرى يدفع لها التعويض المتفق عليه عدا ونقدا.. وكانت صيغة الطلاق الرسمية تقول:
> «لقد هجرتك كزوجة لى وأننى أفارقك وليس لى مطلب على الاطلاق كما أبلغتك إنه يحل لك أن تتخذى لنفسك زوجا آخر متى شئت».
لكن قبل أن تقع الفأس فى الرأس كان الحكيم «بتاح» وليس «بتاع» كما يدعى عادل أمام فى محور أحاديثه الشهيرة إرتباط «البتاع».. «بالبتاعة».. وإنجابهما لعدة «بتاتيع» صغيرة.
كان الحكيم بتاح ينصح الشباب قائلا:
إذا كنت عاقلا فأسس لنفسك وأحب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها ما عاشت إياك ولا تكن فظا ولا غليظ القلب وأنت باللين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك وتتصل سعادتك.
وقال حكيم آخر هو «آني».
«لا تمثل دور الرئيس مع زوجتك ولا تقسو عليها إن أدركت صلاحها وافتح عينيك وأنت صامت تدرك فضائلها وإن شئت أن تسعدها فأجعل يدك معها وعاونها وتعلم كيف تمنع أسباب الشقاق فى بيتك إذ لا مبرر لخلق النزاع فى البيت وكل امريء على أن يتجنب اثارة الشقاق فى البيت اذا تحكم سريعا فى نزعات نفسه».
ومع احترامى لسيادة الحكيم «آنى»: لماذا لم يوجه نصائحه أيضا إلى المرأة.. أم ان هناك من وعده برئاسة المجلس القومى للمرأة فى الدولة الفرعونية فهو يطلب من الرجل ألا يعمل فيها «عنتر» على مراته فهل هى «عبلة».
ويطلب منه أن يساعدها وأن يشعر أن وقوفه على حوض المواعين.. إضافة إلى رجولته.. وأن إمساكه بالمكنسة يعادل إمساكه بمدفع «آر بى جيه» يخوض به معركته ضد الجهل والغباء وظلم المسكينة مهيضة الجناح.
وعمنا الحكيم بارك الله فيه يطالب الزوج بأن يتحكم فى أعصابه وهو مطلب عادل.. لكن ماذا يفعل المسكين.. إذا جعلته السنيورة يخرج من هدومه ومن الدنيا بحالها..
وعلى كل حال هذه فكرة عامة عن أجواء الزواج فى الحياة الفرعونية والدعوة عندك والاختيار لك.. ونتمنى نوماً سعيداً للأطفال.. وفى حالة الاعتذار نرجو الاتصال على قاعة نفرتيتى للاحتفالات وعقبال عندكم جميعاً.. مع العلم أن الحفل سوف تحييه راقصة «مفاف» الأولى المستوردة «صا.. فى.. نار» برعاية برونسيرة الواحدة والنصف والمحاضرة بكلية «هش ك» الأستاذة «دى نا».
خراطيش
>> أكثر المهن التى كانت المرأة الفرعونية تعمل بها الزراعة والخدمة المنزلية وصناعة الغزل والنسيج وإنتاج الخبز.. لهذا ظهرت براعة بنات حواء فى «اللت والعجن»!
>>>
>> عرفت المرأة منذ قديم الأزل المشط والمرآة والأساور والأقراط والمكاحل ودبابيس الشعر وأحمر الشفاه.. وطلاء الأظافر.. والحمد لله أنها فى هذا الوقت لم تعرف «السيلكون» و«البيوتكس»!
>>>
>> لفظ «ست» يعنى المرأة وهو مايزال مستخدماً حتى الآن لكن من باب الدلع يناديها زوجها فى الوقت الحاضر: «انتى يا وليه».. خاصة فى أفلام «سعد الصغير واللمبى وخالتى فرنسا».
>>>
>> حنوت حموت نبوت.. عفواً ليس هذا اسم مضاد حيوى لعلاج الروماتيزم.. لكنه لقب «ست الستات» وهو من الألقاب الشرفية التى كانت تطلق على الملكات والأميرات وزوجات حكام الأقاليم أى «المحافظ».. لكن مؤخرا السيدة «نادية أنزحة» الشهيرة بـ «يسرا» أطلقت على نفسها اللقب!
>> «بنت يا مت».. هى ذات الجاذبية أو بلغة «عبده موته».. «وكركر».. صاروخ أرض أرض!
>>>
>> «رخت خت».. وتعنى «العالمة» أى ذات العلم والمعرفة.. وليس بمعنى «الرقاصة».. ومن هنا قد تصل إلى حقيقة.. أو سر تمسك الغوازى بلقب «العالمة»!
>> أدخل على زوجتك وأنت راجع من الشغل وقل لها: «يا نفرت حر».. وقبل أن يركبها العصبى وترد عليك بما لذ وطاب من قاموس السب والقذف  إشرح لها أن هذا اللقب معناه: جميلة الوجه أو مليحة الطلعة.. فإذا لم تصدقك عليها أن تتصل بالملكة كليوباترا تسألها بنفسها؟
>>>
>> استخدمت المرأة الفرعونية الباروكة أو الشعر المستعار.. لأنها أحيانا كانت تحلق شعرها على الزيرو.. فهل كان التجنيد إجباريا فى هذا الوقت!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة