جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

حراس الليل.. لن يمنعوا السقوط!!

جلال عارف

الثلاثاء، 04 فبراير 2020 - 06:27 م

لا يعانى الرئيس التركى أردوغان فقط من متاعبه الخارجية، حيث يقوده الهوس العثمانلى إلى الصدام مع العالم كله، والتحالف فقط مع الإخوان ومنظماتهم الإرهابية مدعوماً بأموال قطر المنهوبة من حكام تحولوا إلى أدوات للتآمر على كل ما هو عربى!
لا يعانى أردوغان فى الخارج فقط، لكنه يعانى أكثر من الآثار الوخيمة لسياساته الفاشلة وحماقاته التى لا تتوقف على الداخل التركى.. حيث تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءاً، وتتصاعد المعارضة لدى الشعب التركى الذى أعلن رأيه فى الانتخابات البلدية الأخيرة وألحق بأردوغان وحزبه هزيمة منكرة، يقابلها أردوغان ـ من ناحية ـ بالمزيد من الجنوح إلى الاستبداد والانفراد بالسلطة، والاستمرار فى وهم استعادة «السلطنة» وإحياء العثمانية، ضارباً عرض الحائط بقرن كامل من سعى شعب تركيا للنهوض بعد سقوط العثمانيين بكل ما فرضوه من تخلف وارتكبوه من خطايا.
آخر شطحات «أردوغان» جاءت مع مشروع قانون جديد يحاول من خلاله أن يقلد تجربة الحرس الثورى فى إيران، بامتلاك ميليشيا خاصة، يعيد أردوغان تنظيم الآلاف ممن كانوا يتولون مهمة حراسة الأسواق والمتاجر بعد أن يضيف لهم مهام عديدة ويقوم بتسليحهم ويجعل منهم قوة أمنية يسمونها «حراس الليل».
تقول المعارضة إن القوة الجديدة هى ميليشيا خاصة لحزب أردوغان، الذى يدرك أن الأوضاع الداخلية تتدهور بسرعة، وأن التحدى لسلطة أردوغان أصبح كبيراً، لم يعد اليسار والوسط فقط بقيادة حزب الشعب هم المنافس. دخل الحلبة الرفاق القدامى فى حزب أردوغان «الحرية والعدالة» الذين انشقوا عنه وقاموا بالإعلان عن تكوين أحزابهم المنافسة وعلى رأسهم داود أوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية الناجحة قبل انقلاب أردوغان عليها، وعلى بابان المسئول عن الاقتصاد التركى قبل انتكاسته على يد أردوغان.
يدرك المهووس التركى أن المخاطر فى الداخل تزداد، وأن فشل حماقاته الخارجية المحتوم سيترك آثاره السلبية على اقتصاد تركيا،  وأن استبداده فى الداخل وحماقاته فى الخارج لابد أن يصطدما بإرادة شعب تركيا الرافضة لهذا الهوس. لا يجد أردوغان إلا طريق تكوين الميليشيات فى الداخل كما يفعل فى الخارج متصوراً أنها يمكن أن تمنع السقوط!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة