الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 06:26 م

عادة..يكون الخطاب السنوى للرئيس الأمريكى أمام مجلس النواب «خطاب حالة الاتحاد» مناسبة لمخاطبة الشعب كله بمختلف فصائله واتجاهاته بعيدا عن النزعات الحزبية الضيقة.
بالطبع يتحدث الرئيس عن انجازات إدارته، ويعرض أيضا للتحديات التى تواجهها، ويحاول أن يبدو رئيسا للجميع، وأن يركز على نقاط التوافق، ويبتعد ـ بقدر الإمكان ـ عن مناطق الاختلاف أو يستنهض الجميع للحوار حولها.
بالأمس.. كان خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه الرئيس ترامب وما وافقه من أحداث كاشفا عن عمق التغييرات التى تشهدها أمريكا، وعن قسوة الصراع الدائر حول السياسات الداخلية والخارجية. كان موعد الخطاب قبل ساعات من قرار منتظر من مجلس الشيوخ برفض عزل الرئيس الذى كان يريد أن يبدو بمظهر المنتصر. لكن ما حدث فى الجلسة يقول إن الانقسام عميق والأزمة ــ فيما يبدو ــ سوف تستمر لأنها تعكس انقساما فى قلب المجتمع.
تجاهل الرئيس ترامب يد رئيسة مجلس النواب التى امتدت لتصافحه «!!» وردت «بيلوسى» بتمزيق نسخة «خطاب حالة الاتحاد» التى قدمها لها ترامب «!!» بينما كانت القاعة تجسد هذا الانقسام بين جمهوريين يحتفلون بالرئيس، وديموقراطيين لا يعيرونه التفاتا!!
هذا الانقسام يزداد عمقا، ويزداد حدة فى موسم انتخابى عاصف سوف يستمر لنهاية العام، الصعود العاصف لليمين المتطرف مع ترامب يثير مخاوف المعتدلين والأقليات.. النتائج الاقتصادية الجيدة لا تخفى القلق من آثار سلبية على المدى الطويل. لا يقتصر الأمر على الفقراء لكن جناحا كبيرا من الاغنياء يخشون من آثار الحروب التجارية فى الخارج، والآثار الاجتماعية فى الداخل.
خطاب «حالة الاتحاد» والأحداث التى رافقته، كانت انعكاسا لـ «حالة إنقسام» غير مسبوق، لا تتحملها أمريكا طويلا، ويتحسب العالم كله لآثارها السلبية.