ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

إننا نتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف

ممتاز القط

الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 07:35 م

أتوقف كثيرا أمام عبارة الرئيس عبدالفتاح السيسى «إننا نتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف». ورغم الدلالات الكثيرة التى تحملها العبارة إلا أنها تعكس رؤية حقيقية وصادقة لأحوال أمتنا العربية وطبيعة التغيرات التى طرأت فى الآونة الأخيرة بالعلاقات الدولية والتى أعلت سقف المصالح الخاصة على حساب أى مصالح أخرى.
هذه المتغيرات ضربت فى مقتل ثوابت كثيرة أصبحت من تراث الماضى مثل التمسك بالشرعية الدولية والقانون الدولى الذى يعصف به كل يوم.
لغة المصالح الضيقة لكل دولة أخرجت مفهوم «الشرف» من قاموس أخلاقيات السياسة ليأخذ مكانه مفهوم «القوة» بكل مكوناتها.
فى زمن يعز فيه الشرف تتراكم الغيوم والسحب لتجعل الرؤية ضبابية واختيار الطريق أمرا صعبا ومحفوفا بالمخاطر.
أقول ذلك وأنا أتابع متغيرات السياسة الدولية والصراعات الإقليمية والتى فقدت تماما وجود بوصلة للأخلاقيات. وعلى حين قفزت القوى الكبرى فى العالم فوق كل الاعتبارات أو الثوابت المتفق عليها، لا يزال عالمنا العربى يعيش عقلية ماض لايزال يتمسك بثوابت تحولت إلى أوهام وشعارات جوفاء.
فى حسابات الزمن لا يزال عالمنا العربى يفكر بأسلوب أمس واليوم وغدا بقدر المسافة بين عقارب الساعة والتى تنحصر فى ٢٤ ساعة على حين تتعامل القوى الكبرى معها بأسلوب تتحول فيه الساعات إلى دهر.
لم يفق العربى على حقيقة أن الأمس بعيد بعيد وما كان مقبولا فيه لم يعد كذلك اليوم وحتما سيكون مختلفا فى المستقبل. كانت أمريكا وإسرائيل تعلمان علم اليقين أن الفلسطينيين ومعهم بعض العرب سوف يرفضون مشروع السلام المسمى بصفقة القرن.
كانت تعلم أن ردود الأفعال الغاضبة لن تتجاوز بعض عبارات الشجب والإدانة والرفض واللجوء لبعض المنظمات الإقليمية والدولية فى محاولة للحصول على قرارات تظل حبرا على ورق لتلحق بمئات القرارات التى سبق إصدارها منذ احتلال فلسطين عام ٤٨.
ولأن صوت الحق يضيع فى زمن المصالح أتمنى أن يكون رد الفعل الفلسطينى نابعا من رصيد طويل من الإخفاق الذى يدفع ثمنه الشعب الفلسطينى.
الصفقات لا تتم بالشجب والإدانة ولكن بالتفاوض الذكى بعيدا عن لغة الرفض الحماسية التى أعلنتها بعض الدول العربية تجبران خواطر الفلسطينيين ومن منطلق الجالسين على البر والذين أيديهم فى المياه وليس فى النار.
إسرائيل ستكون أكبر المستفيدين من رفض الصفقة لتظل القضية الفلسطينية ليس محلك سر ولكن للخف در.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة