علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

الرفض ليس بديلا

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 05 فبراير 2020 - 07:36 م

 

موجات متتابعة من الرفض فى مواجهة «خطة ترامب» توالت عربيا وإسلاميا، مع تحفظات إقليمية ودولية، لكن ما يعنينا فى هذا السياق التأكيد على طرح سؤال: وماذا بعد الرفض؟
الرفض ــ بحد ذاته ــ لا يمثل بديلا، وإنما محطة تسبق تبنى رؤية مغايرة لما تم رفضه، لأن الاكتفاء برفض توابعه الشجب والاستنكار والإدانة فحسب، لا يغير من ملامح الواقع على الأرض قيد أنملة، بل على العكس فقد يوفر بيئة مناسبة لتحويل «المسألة المرفوضة» إلى «أمر واقع»!
وماذا بعد؟ أو ما العمل؟ أو ما البديل؟
تلك النوعية من الاسئلة هى فقط التى من شأنها تحويل أى تحد إلى فرصة، بشرط القدرة على الانطلاق من نقطة الرفض، إلى مرحلة التحرك لبناء بديل مغاير، مع امتلاك إرادة حقيقية لإنفاذه، وفق آليات قابلة للتفعيل، بعيدا عن إدمان الخطاب الحماسى، أو الفورات التى سرعان ما تذهب مع الوقت أدراج الرياح.
المهم الانطلاق فى رفض خطة ترامب من أرضية تمكنه، من أن يكون «بديله» قادرا على مقارعة «الخطة» أو «الرؤية» التى يسعى أصحابها لفرضها، بينما تفتقر إلى مقومات تضمن لها الحياة، لكن ضعف من ستُفرض عليهم يغرى بهم، حتى فى غياب أبسط معانى العدل والشرعية، فضلا عن قواعد المنطق وحقائق التاريخ، فإن الوقوع فى أسر التشرذم، وضعف الإرادة، وتجاهل المرجعيات، والتعامى عن آليات توحيد المواقف فى لحظة مصيرية، كلها تقود إلى إنتاج ما لا نحبه أو نرضاه!
بالقطع فإن أضعاف تلك المساحة لا تتيح رسم ملامح البديل وخطوات العمل وآلياته، غير أن ما لا يختلف عليه الجميع ــ على تفاوت درجات رفضهم ــ إن الطرح البديل يبدأ من وداع مرحلة التشرذم فلسطينيا وعربيا، لأن استمرارها يُفسح كل الطرق، أمام تحويل الخطة المرفوضة إلى واقع كئيب يحتاج لقرون، إذا «انتوينا» تغييره.
نحن بصدد لحظة تاريخية حرجة، لا تحتمل تحويل المشهد إلى تراچيديا أو فانتازيا، وإنما المطلوب تعامل رشيد فى مواجهة من يستقوون ليس فقط بقدراتهم، ولكن ـ للأسف ــ بقدراتنا التى يوظفونها لصالحهم إلى حد الاستنزاف، وبضعفنا الذى يستثمرونه - دائماً - فى حدوده القصوى!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة