الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


نهاية إجراءات العزل| براءة متوقعة ترفع رصيد نقاط ترامب في مواجهة الديمقراطيين

آية سمير

الخميس، 06 فبراير 2020 - 01:11 ص

 

"براءة متوقعة".. هذا ما تحقق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال التصويت النهائي على عزلة بمبنى مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء الأربعاء 5 فبراير، الأمر الذي يحسم إجراءات العزل التي بدأتها رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي منذ سبتمبر الماضي.


ستة أشهر استمرت خلالها إجراءات العزل وتضمنت عدد من المحطات الهامة، على رأسها موافقة مجلس النواب الأمريكي على اتهام ترامب بتهمتين رئيسيتين، هما إساءة استخدامه للسلطة، وعرقلة عمل الكونجرس.


بٌنيت التهمة الأولى، والخاصة بإساءة استخدام ترامب لسلطته نتيجة تسريب مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالبه خلالها بالتحقيق مع المرشح الديمقراطي، جو بادين وابنه، الأمر الذي اُعتبر ابتزازًا لدولة صديقة، وإساءة استخدام واضحة للسلطة التي يملكها الرئيس.


وتعتبر هذه التهمة والتي صوت مجلس الشيوخ بتبرئة ترامب منها، هي الخطر الأكبر على منصب الرئيس الأمريكي، إلا إن التصويت النهائي فيها جاء بعدد أصوات بلغت 48 نائب لصالح إدانته، مقابل 52 نائب آخرين صوتوا ببراءته.


 وتعتبر هذه التهمة محط استنكار السياسيين الأمريكيين، حتى ممن سيصوتون لتبرئته، وفقًا لتفاصيل الجلسة التي عُقدت، الاثنين 3 فبراير، بمجلس الشيوخ وتحدث خلالها عدد من النواب الديمقراطيين بالإضافة لمحاميين الرئيس الأمريكي ترامب. 


وتعليقًا على تصويت النواب الجمهوريين على هذه التهمة تحديدًا، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال تغريدة: "إن 52 نائب خانوا قسمهم اليوم في مجلس النواب" مشيرة لان ما حدث يعتبر تهديد حقيقي للديمقراطية في الولايات المتحدة."

 


أما التهمة الثانية، والتي تتعلق بعرقلة الرئيس الأمريكي لإجراءات الكونجرس حول إجراءات عزله، فلم تتسبب بقدر كبير من الجدل كما حدث مع التهمة الأولى، حتى أن عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ميت رومني، والذي تمرد على حزبه معلنا أنه يصوت لصالح إدانة ترامب، أكد أنه سيفعل ذلك في التهمة الأولى، وليس على التهمة الثانية.


وفيما يخص تهمة عرقلة مجلس النواب – التهمة الثانية-، صوت 53  نائب على براءة ترامب منها، بينما صوت 47 نائب آخر على إدانته.
رسميًا، انتهت إجراءات عزل ترامب، إلا إن معركته مع الحزب الديمقراطي لا يبدو أنها انتهت، خاصة مع تجاهل ترامب لمصافحة نانسي بيلوسي قبل ساعات من التصويت التاريخي على عزلة، الأمر الذي ردت عليها بتمزيقها لنسختها من خطاب الاتحاد الذي القاه بمبنى الكابيتول، متحدثُا عن إنجازات إدارته.


ليس هذا فحسب، بل إن الرئيس الأمريكي قرر استفزاز خصومة بفيديو قصير نشرة من خلال حسابة على موقع تويتر، يوضح من خلاله أنه يمكن أن يبقى في السلطة للأبد وأن أي محاولة لعزلة ستفشل، تمامًا كما حدث في هذه المرة.

 

 

وأشار ترامب في تغريدة أخرى أنه سيلقي خطاب ليتحدث من خلاله على ما وصفة بـ"نجاح البلاد لتخطي خدعة العزل" وذلك الساعة الثانية عشر ظهرًا بتوقيت واشنطن – الثامنة مساءًا بتوقيت القاهرة-.

 

 

على مدار الأيام الماضية وحتى هذه اللحظة، وصف ترامب محاولة عزلة بأنها «خدعة»، ووصف مطاردة الديمقراطيين له، وعلى رأسهم نانسي بيلوسي بأنها «مطاردة للساحرات»، لكن الحقيقة أن الصراع السياسي لم ولن ينتهي عند هذا الحد، فوفقًا لتحليلات سياسية نقلتها قناة CNN  الأمريكية في أعقاب التصويت، فإن عدد كبير من السياسيين الأمريكيين – من ضمنهم الديمقراطيين بالطبع- يعتقدون أن المحاكمة لم تكن كاملة أو عادلة، خاصة مع عدم وجود شهود، واختصار الإجراءات بشكل واضح، الأمر الذي يشير لأن "عدد من الحقائق" قد تظهر للأمريكيين قريبًا حول ترامب وسياساته.


ومع ذلك، يظل التصويت على عزل ترامب اليوم، الأربعاء 6 فبراير، تاريخيًا، في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. فترامب هو الرئيس الرابع الذي يخضع لهذه الإجراءات في تاريخ البلاد عقب أندرو جونسون، ريتشارد نيكسون، و بيل كلينتون.


يٌنهي ترامب هذه الجولة منتصرًا على الديمقراطيين، ليس فقط داخل مجلس الشيوخ بإسقاط التهم التي حاولوا عزله عن منصبه بها، ولكن أيضًا في الانتخابات التمهيدية التي بدأت الثلاثاء 4 فبراير في ولاية ايوا.

 

إقرأ أيضًا: صور| «أول القصيدة تأجيل» انتخابات «أيوا» تكشف تخبط الديمقراطيين..وفوز لترامب


تمكن ترامب بالفوز في ولاية ايوا كمرشح الحزب الجمهوري لولاية ثانية، بينما تخبط الديمقراطيون وعجزوا عن إعلان فوز مرشح داخل الولاية، نتيجة "لتضارب في نتائج التصويت"، وفقًا لتصريحاتهم.


وبالتبعية، سيطرت حالة من الإحباط على الديمقراطيين الأمريكيين، الذين على ما يبدوا سيخسرون عدد آخر من الجولات القادمة أمام الرئيس الأمريكي.


جدير بالذكر أن عدد مقاعد الجمهوريين في مجلس الشيوخ بلغ حوالي 53 عضوًا مقابل 45 عضوًا ديمقراطيا، وعضوين مستقلين. ولزم موافقة ثلثي أعضاء المجلس، البالغ عدد أعضائه 100 عضو، حتى يتم عزل الرئيس الجمهوري من منصبه، أي موافقة 67 عضوًا على الأقل من أصل مائة، وهو ما لم يحدث.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة