لمواجهة الفيروسات القاتلة.. عدم مخالطة المرضى فرض عين والحجر الصحي إلزام نبوي
لمواجهة الفيروسات القاتلة.. عدم مخالطة المرضى فرض عين والحجر الصحي إلزام نبوي


لمواجهة الفيروسات القاتلة.. عدم مخالطة المرضى «فرض عين» والحجر الصحي «إلزام نبوي»

سنية عباس- نادية زين العابدين

الجمعة، 07 فبراير 2020 - 06:27 ص

في زماننا هذا كثرت الأمراض والأوبئة التي لم تعرف في الأزمنة السابقة، ومنها ما يسببه فيروس كورونا المستجد الذي يشغل العالم حاليا وللتصدي له أعلنت مصر حالة الاستعداد القصوى، واتخذت ودول كثيرة الإجراءات الاحترازية في المطارات والموانئ لفحص القادمين من أماكن الإصابة لعدم انتقال العدوى.

وقبل توصل الطب الحديث لأسباب الأوبئة، أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تحدث لكثرة العمران الذي يفسد الهواء بما يخالطه من العفن والرطوبات الملوثة وإذا تلوث الهواء يسري الفساد ويعني في الأزمنة الحالية الفيروسات وغيرها، وتؤكد هذه النبوءة المحمدية ما رصدته منظمة الصحة العالمية من إصابة العالم خلال خمسة أعوام فقط بما يزيد عن ١١٠٠ وباء تمت السيطرة على بعضها بإذن الله عند التوصل إلى اللقاحات اللازمة لمكافحتها والبعض الآخر كما هو الحال فى فيروس كورونا المتحور سريعاً لم يتم التوصل الى لقاحات للتعامل معه ولم يطلق على المرض المسبب له اسم حتى الآن.

يقول الشيخ فكري إسماعيل من علماء الأزهر الشريف: جاء الإسلام لبناء المجتمع بالمقومات المختلفة التى تكفل أداء رسالته ومن أهمها المقومات الصحية، وعندما دعا نبى الله زكريا قائلا:  «رب هب لى من لدنك ذرية طيبة» فسر العلماء كلمة «طيبة» بالسليمة من الآفات الصحية، فطالبنا الإسلام بالأخذ بالأسباب وشرع من أمور الدين ما يكفل عدم  تعرض الإنسان لأى أمراض ومن هذه الأمور تحريم ما يضر بصحة الإنسان كأكل الميتة ولحوم الخنزير والمنخنقة وبعض الطيور والحيوانات وغيرها وحلل كل ما له قيمة غذائية بدون إسراف، وعندما لا يأخذ المجتمع بما يحرم الله وبما يحلل يصاب الأمراض التى تكون ابتلاء من الله لعباده.

احتياطات واجبة

ويضيف الشيخ فكرى: الوقاية من المبادئ المحمدية لمحاصرة العدوى قال صلى الله عليه وسلم: «لا يردنَّ ممرض على مصح»، أى لا يختلط المريض بالصحيح، وليست الأمراض بعيب وللتعامل مع تطورها تؤكد السنة النبوية وجوب الإحتراز بعدم مخالطة المريض والمحيطين به وهذه الاحتياطات الواجبة للحفاظ على الصحة أمر إلزامى لجميع أبناء الأمة ولكن بإرشادات لا تثير الخوف والقلق بين الناس فذلك ليس بمطلب شرعى لحرمة ترويع الناس وإذا كانت أول سورة نزلت فى القرآن الكريم تحث على العلم فى قوله تعالى «إقرأ» فإن ثانى سورة نزلت بعدها أمرت بالنظافة فى قوله تعالى «وثيابك فطهر»، فجعل الإسلام النظافة الشخصية من العبادات.

وصايا محمدية

ويؤكد الشيخ فكري: من أهم مجالات الطب الوقائى بيئة صحية لا تنفذ إليها الأمراض فعنى الإسلام بالطهارة باعتبارها عبادة وقربة لله ومن الفرائض وبها تصلح الأبدان وأيضا عنى بنظافة الأماكن التى نعيش فيها والبيئة من حولنا فحذر من أعمال يرتكبها البعض منافية للآداب وتسبب الأمراض ومنها التبول والتبرز فى الطرق والماء الراكد أو موارد المياه وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم بالملاعن الثلاث لأنها تجلب على صاحبها لعنة الله والملائكة والصالحين ولهذا قرر الإسلام الابتعاد عن الاماكن التى تظهر فيها الأمراض المعدية والأوبئة بفعل التلوث قال الرسول صلى الله عليه وسلم فى أمر الطاعون: «إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه»، وحينما ذهب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى الشام وعلم قبل دخولها أن هناك وباء شاور أصحابه فى الرجوع بعيدا بهم عن مواطن الخطر فقال أبو عبيدة: «أتفر من قدر الله يا أمير المؤمنين؟! فقال نعم: نفر من قدر الله إلى قدر الله»، وهذا تأصيل لنظام الحمية فى الاسلام ويعنى الحجر الصحى الآن فكم من حامل للمرض ليس بمريض وفرض عين على كل إنسان عدم نقل العدوى لوقاية المجتمع بأكمله، وتأكيدا لذلك أوصتنا السنة النبوية بالعمل بقاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع»، فللاجسام حقوق علينا فيسمع الناس عبارة «ان لبدنك عليك حقا» ومن هذه الحقوق المداواة عند المرض لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لكل داء دواء».

طرق الوقاية

وتقول دكتورة ريم عبدالسلام أخصائى طب الأسرة ان فيروس كورونا لا يوجد له حتى الآن علاج محدد للمرض الذى يسببه ولكن الرعاية الدائمة للاشخاص المصابين بالعدوى ناجحة تماما، وهناك فرق بين نزلات البرد العادية والاصابة بهذا الفيروس، فنزلة البرد العادية اعراضها خفيفة يحتملها المريض أما أعراض الاصابة بفيروس كورونا فهى تشبه اعراض البرد ولكنها تتحول إلى آلام شرسة خلال ٣ أيام فيزداد سيلان الأنف والسعال والتهاب فى الحلق مع ارتفاع شديد فى الحرارة وضيق فى التنفس ثم يعقبه بعد ذلك توقف فى أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والرئتين وفشل فى وظائف الكلي.

لذا أنصح كبار السن ومرضى الصدر والاطفال عند تعرضهم لنزلات البرد الخفيفة فى فصل الشتاء عدم الاهمال لإن جهاز المناعة لديهم أضعف من غيرهم.

وتضيف: هناك عدة طرق للوقاية والاحتياطات يجب اتباعها منها ضرورة تطهير الايدى بعد غسلها بأى مطهر واستخدام المناديل عند العطس أو السعال، أيضاً غسل الخضر والفاكهة بالماء والصابون وارتداء الأقنعة الواقية والحرص على تناول فيتامين «سي» وعدم استعمال الادوات الشخصية لمريض البرد والمحافظة على نظافة الاسطح والارضيات وتطهير مفاتيح النور وتطهير الأيدى عند استخدام العملات الورقية والمعدنية، طهى الطعام جيداً خاصة البيض والدجاج والابتعاد عن الحيوانات الأليفة بقدر الإمكان.. أخذ قسط كاف من النوم، المحافظة على العادات الصحية الاخرى كالتوازن الغذائى والنشاط البدني.. الحد من التوتر.. المعروف ان فيروس كورونا تم اكتشافه فى ديسمبر ٢٠١٩ فى مدينة ووهان بالصين وتنتقل العدوى بين المصابين بالاختلاط المباشر الرذاذ المتطاير من المريض أثناء العطس أو لمس الأسطح الملوثة ثم لمس اليدين أو الفم أو الأنف.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة