الرئيس السيسي يتوسط الشباب الأفريقي والعربي
الرئيس السيسي يتوسط الشباب الأفريقي والعربي


تأهيل الشباب الإفريقي للقيادة.. أولوية مصرية

بوابة أخبار اليوم

السبت، 08 فبراير 2020 - 03:00 ص

دراسة: د. رحمة حسن

- تدريب ١٠٠٠ شاب إفريقى.. وتأسيس مجلس للتعاون بين الجامعات العربية والإفريقية

الزمان .. فبراير 2019.. المكان «الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي».. الحدث: تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، من الممكن اعتبار هذا التاريخ يوماً للشباب الأفريقي، فمنذ اليوم الأول لتسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، أخذت مصر على عاتقها أن تضع ملف الشباب على رأس أولوية أجندة مصر للتنمية المستدامة، فى إطار تحقيق الأجندة الأفريقية 2063، والقائمة على ثلاثة محاور أساسية، وهم الاندماج القاري، والتكامل القائم على المصالح المشتركة للدول، ويتمثل المحور الثالث والذى يُعد تتويجاً للمحورين السابقين، وهو «السعى لتوفير المزيد من فرص العمل للشباب الأمر الذى يتطلب بشكل رئيسى حشد الاستثمارات الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا».


اعتمدت السياسة المصرية تجاه القارة الأفريقية بوجه عام، وشباب القارة السمراء على وجه الخصوص على مبدأ إعلام الشعوب بالتحديات وإشراكه فى تحقيقها من خلال الحوار، والعمل على وضع توصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فلم تخلو الكلمات الرئاسية التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كافة المشاركات الدولية والمحلية من الدعوة وإطلاق المبادرات وتنفيذها رافعاً مبدأ «الاستثمار فى الشباب» باعتبار الشباب الأفريقى موطن الحلول للكثير من التحديات التى تتعرض لها القارة.


وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى الشباب الأفريقى فى ختام الدورة قائلاً: «سنعمل خلال عام 2019 على تعزيز أُسس التنمية المُستدامة بما يُطور من إمكانات مُجتمعاتنا، ويوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا، ويمهد الطريق نحو أفريقيا المزدهرة القوية». 


لم تمر تلك الكلمات مروراً عابراً، بل نتجت من إيمان بقوة الشباب فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولكن شكلت أيضاً السياسة التى اعتمدت عليها القيادة السياسية خلال رئاستها للاتحاد، فأخذت الدولة المصرية على عاتقها تحقيق تلك الأهداف من خلال تنفيذ أجندة مصر التى ظهرت فى كافة المحافل الدولية.
جاء اهتمام مصر بالشباب الأفريقى قبل تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، والذى بدء بالاهتمام بالتعرف على رؤية الشباب فى حل مشاكل القارة من خلال محورين أساسيين «التواصل والتدريب» فجاء الأول فى الملتقيات والمؤتمرات المحاكاة الخاصة بفتح قناة حوار بين شباب القارة ومشاركتهم فى صنع القرارات، والثانية فى تنفيذ توصيات تلك الملتقيات، وإطلاق المبادرات، والمتمثلة فى : 


نموذج محاكاة الاتحاد الأفريقى MAU: والذى جاء تنفيذاً لتوصيات منتدى شباب العالم 2017، وعُقد فى القاهرة مايو 2018، والتى نصّت على ضرورة تفعيل الحوار بين الشباب العربى والأفريقي، وبحضور ممثّلين لأكثر من 20 دولة عربية وأفريقية. 


نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية: والذى عُقد على هامش منتدى شباب العالم  فى نسخته الثانية 2018، بتمثيل 67 دولة عربية وأفريقية بهدف إيجاد حلول للتحديات المشتركة التى تواجههم كشباب، وكذلك تعزيز التعاون بين الشباب العربى والأفريقي، وتنفيذاً لتوصيات منتدى شباب العالم 2017. 


ملتقى الشباب العربى والأفريقى فى أسوان:  وعُقد فى مارس 2019، وجاء تنفيذاً لتوصيات منتدى شباب العالم 2018، من أجل صياغة الشباب العربى والأفريقى رؤية واعدة للتكامل بين القارة الأفريقية والعالم العربي، من أجل مشاركة الشباب فى صناعة السياسات وخلق جسور التواصل بين القادة الشباب الواعدين وبين صُنَّاع القرار والسياسيين والخبراء فى المجالات المختلفة لصياغة رؤية شبابية تسعى نحو مستقبل أفضل بالمنطقتين العربية والأفريقية، وقام الرئيس السيسى بتكريم العديد من الشباب الأفريقى على هامش الملتقى من الرواد فى بلادهم، من مصر والدول العربية والأفريقية، وتوصل الملتقى لعدة توصيات تهدف لدعم الدور المصرى فى التبادل العلمى بين الشباب المصرى والأفريقى ومنها: 


- فتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والأفريقية للاستفادة من بنك المعرفة المصرى ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.


- إطلاق مبادرة مصرية للقضاء على فيروس سى لمليون أفريقي، وإطلاق حملة 100 مليون صحة للضيوف المقيمين فى مصر.


- قيام وزارة التعليم العالى وبالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والأفريقية ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمى والثقافى بين العرب وأفريقيا.


البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفارقة APLP:  فى ضوء تحقيق المحور الثالث فى أجندة مصر الأفريقية حول الاهتمام بالعنصر البشرى وتمكين الشباب وتأهيلهم، تم إطلاق التوصية الخاصة بتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة فى منتدى شباب العالم 2018، قامت الأكاديمية الوطنية للتدريب بتخريج ثلاث دفعات حتى الآن من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقي، وبدأت الأكاديمية الوطنية للتدريب فى تنفيذها تزامناً مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى عام 2019، ويهدف البرنامج لتدريب 1000 قائد أفريقى من الشباب التى يتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 30 عاماً، وذلك عبر 10 دورات، تبلغ مدة كل دورة 5 أسابيع، ومن المقرر أن تستكمل أعمال الدورات خلال عام 2020، وذلك من أجل خلق لغة من الحوار والتفاهم بين كافة أبناء القارة، فى برنامج تدريبى واحد، باعتبار الشباب الركيزة الأساسية التى تعتمد عليه القارة، والذى يأتى على رأس أجندة مصر كرئيس الاتحاد الأفريقى فى تنفيذ الأجندة الأفريقية 2063.


وشهد الرئيس السيسى حفل تخريج الدفعة الأولى فى يوليو 2019، خلال أعمال المؤتمر الوطنى السابع بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة 29 دولة أفريقية، وكرم خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددًا من النماذج الواعدة من الشباب الأفريقى، بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة، كما بلغ عدد الدول المشاركة فى الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى 31 دولة، وتم تخريجهم فى أكتوبر 2019، وجاءت مشاركة 37 دولة أفريقية خلال أعمال الدورة الثالثة من البرنامج.


مبادرة أفريقيا لإبداع التطبيقات والألعاب الرقمية»: والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نوفمبر 2018، وتم الإعلان عن بدء التسجيل فيها فى فبراير 2019، للتعلم من ثلاثة مواقع تعليمية كبرى وهى كورسيرا وedX وأوداسيتي، وتشمل الدورات التعليمية مجالات الذكاء الصناعى وتطوير التطبيقات الرقمية والواقع الافتراضي،  وتتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذ المبادرة بالتعاون مع الجهات المعنية، لتنمية القدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصرى وأفريقى على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات وتحفيز تأسيس 100 شركة مصرية وأفريقية ناشئة فى هذا المجال.

وجاءت المبادرة لسد الفجوة التكنولوجيا، وخلق جيل مبدع قادر على مواكبة التحديات التكنولوجية، وخلق مشروعات قائمة على ريادة الأعمال، ولخلق جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي، وإدارة أنظمة العمل فى البيئة الرقمية، وتشجيع وتحفيز الإبداع التكنولوجي، ليس فقط مصر بل وفى القارة الأفريقية.


لم يتوقف دور مصر تجاه الشباب الأفريقى بانتهاء فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي، بل سبق الأمر المسئولية المصرية تجاه أبناء القارة، وسيستمر عقب ذلك، كما تم سرده بالسابق، وتوضح المبادرات أن ملف الشباب وتمكينه وتأهيله لم يكن فقط المحور الثالث بل المحو رالأساسى للأجندة المصرية على طاولة الاتحاد الأفريقي، والذى دعمه من خلال المؤتمرات والمشاركات الاقتصادية وتحقيق الاستدامة التنموية من خلال الاندماج القارى والتكامل، لخلق فرص عمل وتأهيل الشباب وتمكينه فى سوق العمل، وخلق جيل قادر على قيادة ثروات القارة فيم بعد، وكما قال الرئيس السيسى فى كلمته أثناء ملتقى الشباب العربى الأفريقى بأسوان مخاطباً الشباب الأفريقى «كل ما لدينا فى مصر نقدمه لكم بكل محبة». فالأنشطة التى قامت بها مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى والتى تم عرضها بالسابق هى أبلغ رد على وضع توصيات قابلة للتنفيذ ساهمت فى خلق نوع من الحوار والتواصل بين الشباب الأفريقي، وعودة الدور المصرى لقلب أفريقيا، والذى لن ينقطع بانتهاء فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، لأنها قائمة على مبدأ الاستدامة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة