محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

جرائم العصر

محمد حسن البنا

السبت، 08 فبراير 2020 - 07:44 م

لا أعتقد أن علماء النفس والاجتماع أو الباحثين فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية سيتجاهلون ما حدث من جرائم جنائية بشعة وغريبة فى الفترة القليلة الماضية ، صحيح هى حوادث تحدث فى كل الدنيا ، بل ويحدث ما هو أبشع منها ، لكنها تحولت إلى ظاهرة مع مجتمع يتسم بالتسامح والرضا بقضاء الله وقدره ، كما أنها ليست من قيم وأعراف وتقاليد المصريين ، الغريب أيضا أن أغلبها وقع فى محافظة كفر الشيخ ، فهل هناك أسباب خاصة تدفع لذلك ، أم هى محض مصادفة؟!. وهل هناك تغييرات جديدة بالمجتمع تزيد من هذه الجرائم ؟! الحكم سيكون للباحثين والعلماء ، وليس للتكهنات.
لقد قرأنا وسمعنا وشاهدنا ما فعله أب بأسرته ، ذبح زوجته وأبناءه ، ثم انتحر.. ففى إحدى القرى قتل عامل بمساعدة زوجته شقيقه بتحطيم رأسه بخشبة لخلاف عائلى. وفى قرية اخرى قتل إمام وخطيب مسجد شقيقه للخلاف على الميراث. وطالب ثانوى قتل شقيقه التلميذ بالصف السادس الابتدائى بصورة مقززة ، حيث قام بتقطيع جسد شقيقه متلذذاً بتناول لحمه وإخراج أحشائه كأنه فى مشهد تمثيلى يعبر عن «آكلى لحوم البشر». وهذا طبيب يذبح زوجته لخلافات زوجية وذبح أطفاله الثلاثة ، ثم ابلغ عن الجريمة. لم تكد المحافظة تفيق من هذه الجرائم البشعة حتى سمعت عن قيام نجار بذبح والدته المسنة أثناء صلاة الفجر ، لانها كانت تعاتبه على أفعاله وتريد ان ينصلح حاله. هذه الجرائم البشعة دوافعها خلافات زوجية أو خلافات على الميراث أو لضغائن بين الأشقاء والأبناء أو لشكوك بين الزوج وزوجته ، لكن الضحايا أبرياء لا ذنب لهم ، فالأطفال لا ذنب لهم فى خلافات الاب والام ، أو لأمراض نفسية مصاب بها القاتل ، دون أن يهتم به أحد ، أو يوضع فى مصحة للعلاج النفسى ، هذه الجرائم ارتكبها أبناء فى حق والديهم أو أشقائهم. وهى غالبا جرائم يغيب فيها دور الاب والام فى متابعة ومراقبة أبنائهم ، مع غياب الوعى الدينى ، والتربية السليمة.
دعاء: رﺑﻨﺎ وأدﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎت ﻋﺪن اﻟﺘﻲ وﻋﺪﺗﻬﻢ وﻣﻦ ﺻﻠﺢ ﻣﻦ أﺑﺎﺋﻬﻢ وأزواﺟﻬﻢ وزﻳﺎﺗﻬﻢ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ وﻗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺌﺎت وﻣﻦ ﺗﻖ اﻟﺴﻴﺌﺎت ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻘﺪ رﺣﻤﺘَﻪ وذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻔﻮز اﻟﻌﻈﻴﻢ.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة