«سانتوس» أحد متحدثي منتدى شباب العالم
«سانتوس» أحد متحدثي منتدى شباب العالم


بعد عودته إلى إسبانيا

«سانتوس» أحد متحدثي منتدى شباب العالم: شرفت بالوقوف أمام الرئيس السيسي

ياسمين سامي

الإثنين، 10 فبراير 2020 - 12:25 ص

«سانتوس» أحد متحدثى منتدى شباب العالم بعد عودته إلى إسبانيا:


الفعاليات تعزز ثقافة قبول الاختلاف


المسلمون لا يشكلون خطرا على أوروبا


نهدف لتوعية المجتمعات بحماية اللاجئين ومكافحة العنصرية


«التأشيرة الإنسانية» حل للسيطرة على الهجرة غير الشرعية


أسست تحالفا شبابيا لتعزيز التعاون بين دول المتوسط

 

كان أحد المتحدثين بمنتدى شباب العالم الماضى الذى عقد بمدينة شرم الشيخ، لفت الأنظار بلباقته وببضع كلمات بسيطة وجهها باللغة العربية فى افتتاحية جلسته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى وإلى شباب العالم ووصف مصر بأنها «أم الدنيا» أثناء مشاركته فى جلسة سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط ومجابهة التحديات المشتركة.

 

وذلك على الرغم من عدم اجادته للعربية إلا أنه حرص على تعلم تلك الكلمات للتأكيد على احترامه وامتناته لتواجده على ارض عربية مصرية افريقية وتمنى لو أنه يجيد العربية حتى يستطيع أن يستكمل حديثه بها، إنه كارلوس سانتوس، مؤسس أحد التحالفات الشبابية فى اوروبا للمساهمة فى تعزيز التعاون بين دول البحر المتوسط.

 

حاورت «الأخبار» الاسبانى كارلوس سانتوس، للتعرف على تفاصيل كثيرة عن مشاركته فى المنتدى ومدى تأثيرها على عمله وحياته عقب عودته إلى وطنه كنموذج للشباب الذى استفاد كثيرًا بالحضور إلى مصر فى هذا الحدث الضخم ولذى يضم شبابا من مختلف بلاد العالم تجمعهم أرض السلام.

 

> فى البداية حدثنا عن نفسك؟


انا اسبانى الجنسية عمرى 31 عامًا، عملت فى العمل المجتمعى لمدة 11 عامًا على المستوى الدولى لتطوير التعليم والحفاظ على البيئة وحل المشكلات من خلال برامج ومبادرات تخدم تلك المجالات وتعزز الترابط والتعاون بين الدول على مستوى تلك الأصعدة، كما كنت محاضرًا فى 7 جامعات.


> كيف كانت زيارتك إلى مصر واستفادتك من حضور المنتدى؟


سعدت كثيرًا بزيارتى لمصر خلال مؤتمر الشباب خاصة أنه تم عقده فى مدينة جميلة مثل شرم الشيخ وكان لى شرف المثول امام الرئيس عبد الفتاح السيسى واختيارى كمتحدث فى منتدى ضخم وحدث عالمي، وبحثت مع وزير السياحة سبلا للتعاون لتنشيط السياحة، كما أتمنى زيارة مصر مجددًا فهى أم الدنيا وبها العديد من المزارات مثل الأهرامات التى استمتع بمشاهدتها وكذلك السير والتنزه على النيل، وبالطبع قد استفدت كثيرًا واكتسبت العديد من الخبرات من خلال التعامل مع شباب اخرين بثقافات مختلفة فهو يعزز ثقافة تقبل الاختلاف بين البشر والتى ارى اننا نفتقدها جميعًا كثيرًا واحياء رسالة السلام.


> كيف تم اختيارك للمشاركة فى منتدى شباب العالم؟


تقدمت من خلال الانترنت وتم التواصل معى واختيارى ضمن 300 الف متقدم لحضور المنتدى من العالم وكنت سعيدا للغاية خاصة بعدما تم تصعيدى كمتحدث فى احدى الجلسات امام الرئيس السيسي، كما حضرت مجموعة من اللقاءات والتى قدمت فيها مشروعات ومقترحات لكيفية التصدى لقضية الهجرة غير الشرعية وضرورة التعاون الدولى للحد منها، وضرورة التكاتف بين دول اوروبا ودول البحر المتوسط.


> حدثنا بشكل أكبر عن التحالف الذى أسسته فى اسبانيا؟


اسست تحالفا شبابيا فى اسبانيا لبحث طرق للتعاون بين مجموعة دول البحر المتوسط للحفاظ على البيئة والحد من التلوث وحماية حقوق الانسان، ونقدم افكارا للناس والطلاب والمزارعين ونحاول الاستماع إلى مشاكلهم وتوصيل هذه الافكار للمدارس وللنشء الجديد على وجه الخصوص واعددنا نماذج ومبادرات،على سبيل المثال قمنا بتدشين مبادرة لتنظيف الشواطئ وتوعية الاطفال بضرورة الحفاظ على البيئة.


> ما هى سبل التعاون بين مصر واسبانيا واوروبا لحلول قضية الهجرة غير الشرعية؟


أستطيع القول إننا لابد أن نركز على أسباب الهجرة إلى اوروبا، فهناك على سبيل المثال أزمة ضخمة فى المياه بالمنطقة، وعندما لا يستطيع الناس توفير مصادر الشرب أو موارد استخدام المياه يحتاجون لذلك إلى الانتقال والهجرة، والكثير من الناس يخطئون بقولهم إن سكان الشرق الأوسط يختارون الهجرة والعيش فى الخارج طواعية، ولكن فى واقع الأمر هم لا يختارون ذلك بإرادتهم، بل هم مجبرون على الانتقال إلى أوروبا ومضطرون لذلك، وبحاجة إلى النجاة، لذلك نحتاج إلى توصيف ومعالجة هذه المشكلة بالشكل الصحيح، هم لا يحاولون الرحيل عن أوطانهم إلى أوروبا، بل هم ينتقلون إلى هناك لحاجتهم إلى النجاة والبقاء على قيد الحياة، وبالطبع يوجد العديد من الحلول والطرق مثل تعميم فكرة «التأشيرة الإنسانية».


> أشرح لنا فكرتك عن التأشيرة الإنسانية؟


لحل قضية الهجرة غير الشرعية لابد من وجود خطة وفلسفة للتعامل والتأشيرة الإنسانية التى تحدثت عنها وارى انه لابد من تعميمها قد تم تفعيلها فى القرن العشرين وقد أتاحت للناس إمكانية الحصول على تأشيرة دخول إلى أوروبا عبر التوجه إلى السفارة أو القنصلية وطلب التأشيرة والحصول عليها، ومن ثم يمكنهم شراء تذكرة سفر والتوجه إلى أوروبا مثلا لو تم قبولهم، ويعنى ذلك أنهم لا يحتاجون آسفين إلى اتخاذ مغامرة عبر المتوسط للسفر إلى أوروبا والتعامل معهم باعتبارهم لاجئين.


> هل يوجد اقتراحات للتعامل مع اللاجئين وتحسين اوضاعهم؟


نعم بالتأكيد فأحد هذه الحلول توفير البيئة والمناخ الملائم للاجئين بما يوفر لهم فرصة النمو وتحقيق الإنتاجية فى العمل، وأبرز مثال على ذلك ما توفره أوغاندا للاجئين من فرص عمل رائعة، حيث تسمح لهم بحرية الحركة والانتقال وإقامة المشروعات الخاصة والعيش بحرية، كما أنها تسمح للاجئين بخلق نشاطات وكيانات اقتصادية، والواقع هناك أنا ٢٥٪ من المهاجرين إلى أوغندا يقومون بإنشاء شركات ومعظمهم يقومون بتوظيف السكان المحليين فى أوغندا للعمل فى هذه الشركات، وهذا هو أفضل مثال على ما يمكن للاجئين القيام به عند توفير البيئة الملائمة لهم للعيش بحرية والعمل والإنتاج والابتكار، حيث عادة ما يواجهون العديد من المشاكل والعراقيل التى تمنعهم من العمل والانتاج واندماجهم فى المجتمع بشكل يفيد.


> وما هى تلك العراقيل التى تواجه اللاجئين؟


من أهم الأسباب التى تجعلنا نواجه مثل هذه العراقيل التى تؤدى إلى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية.. وجود بعض السياسيين الذين يستغلون هذه الظاهرة كدعاية انتخابية لهم، كما أنهم يكتسبون القوة والشعبية جراء التهويل من هذه الظاهرة وتزكية وتعزيز نعرات العنصرية فى الشعوب الأوروبية ضد المهاجرين وزرع الخوف داخل نفوس الأوروبيين من المهاجرين.

 

على الرغم من أنه بين ما يقرب من ١،٦ مليون مسلم فى أوروبا، لا يوجد سوى أقل من ١٪ فقط من بينهم يمكن أن يشكلوا خطرا أو تهديدا على أمن أوروبا، فى الوقت الذى يمكن فيه للمهاجرين أو السكان المحليين من غير المسلمين أن يشكلوا خطرا على الأمن والاستقرار فى أوروبا، فما يحدث فعليا يعد جريمة تعصب خالصة، ونحتاج إلى السماح لمجتمعاتنا بأن تكون أقل عنصرية، وأن نمتلك شجاعة الاعتراف بأننا عنصريون بشدة، ولعل ذلك يعد أحد الأسباب الرئيسية فى امتلاكنا فى أوروبا الكثير من المصوتين على منع استقبال المهاجرين، لأنهم فقط لا يشعرون بالراحة تجاه الأناس المختلفين عنهم.


> اذا كنت ستوجه رسالة إلى الشباب، فما هى؟


سأقول للشباب حاولوا انقاذ العالم واجمعوا الأموال وكونوا سعداء هذه العناصر الثلاث اهم رسالة يمكن ان يتم توجيهها لهم، فلابد ان يكون لديهم نوع من انواع التوازن بين تحقيق مصالحهم الشخصية وبين خدمة الناس والمجتمع، فالسعى من اجل تحسين ظروف اناس اخرين سيكون سببا فى السعادة لأن هناك من يعيشون ظروفًا صعبة ويحتاجون إلى من يمد لهم يد المساعدة.

 

وبالطبع لا يعنى ذلك اهمال الاهداف الشخصية والمصالح لكن السعى لتحقيق مصالح الذات والغير فى آن واحد هو اسمى الرسالات، ولابد ايضًا الا ينغلق الشباب على ذاته لكن يجب ان ينفتح للتواصل مع العالم وتفهم الاختلاف بين الثقافات والاعراق واختلاف الافكار، وان يدرك ان السعادة الشخصية غير متوقفة على ما تملك من مال فقط بل بما تمنحه أيضًا للآخرين.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة