عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

تسييس فيروس كورونا !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 10 فبراير 2020 - 08:10 م

عداد ضحايا فيروس كورونا لا يتوقف عن العمل ومؤشره لا يتوقف عن الحركة والصعود لأعلى..ورقم الضحايا اقترب من ألف حالة وفاة من بين نحو أربعين ألف حالة إصابة فى الصين وحدها، بينما لم تسفر عن جديد محاولات اكتشاف علاج له ومصل للوقاية من الإصابة به.. ولذلك بدأ كثيرون يتنبهون إلى ان ذلك الفيروس الذى ظهر فى الصين أساسا وانتقلت عدواه إلى عدد من دول العالم سوف يكون له آثاره الاقتصادية ليس على الصين وحدها وإنما على الاقتصاد العالمى كله، خاصة بعد أن بدأت حركة الإنتاج والاستهلاك تتضرر كثيرا فى مدينة ووهان الصينية مركز ظهور الفيروس، وهى ايضا مركز صناعة كبير وعالمى، وبعد أن أعلنت شركات عالمية التوقف عن العمل فى الصين، وتأثرت الحركة العالمية للسياحة والسفر، وقامت الصين برصد نحو ١٧٣ مليار دولار لتغطية تكاليف مواجهة هذا الفيروس.. لكن يبدو ان هذا الفيروس لن تكون له فقط آثار اقتصادية فقط وإن اتسمت بالعالمية.. هناك الآن من يتوقعون له آثارا وتداعيات سياسية ايضا، سوف تنال بالطبع الصين النصيب الأكبر منها باعتبارها مهد ظهور هذا الفيروس، ولكن سوف تتخطى الحدود الصينية لتصير عالمية ايضا مثل الآثار والتداعيات الاقتصادية له !
بل يمكن رصد محاولات لرسم وصياغة آثار وتداعيات سياسية لهذا الفيروس الخطير الذى مازال يحصد بلا هوادة ـ ورغم كل إجراءات العزل والحجر الصحى الصارمة ـ الأرواح بمعدل اقترب فى اليوم من المائة الآن فى الصين.. وهى فى حقيقتها محاولات لتسييس هذا الفيروس !.. وقد بدأت هذه المحاولات مبكرا بتوجيه اتهامات أمريكية للصين بالتأخر فى اعلان ظهور هذا الفيروس لنحو الشهر، وعدم الاستجابة لتحذير مبكّر لطبيب محلى انتهى به الأمر فيما بعد لأن يصير احد ضحايا هذا الفيروس ويفقد حياته بسببه أثناء علاجه المصابين به.. وعلل الأمريكان ذلك التأخر الصينى فى الإعلان عن ظهور هذا الفيروس إلى الطبيعة المركزية للنظام السياسى الصينى وإلى البيروقراطية السياسية الموجودة فى الصين وسيطرة حزب واحد على الحباة السياسية فيها، وعدم وجود تداول للسلطة على غرار مايحدث فى الغرب..
وذلك للنيل من الصين سياسيا أيضا وليس اقتصاديا فقط، من خلال تشويه أو هز الصورة التى دأب الصينيون فى السنوات الأخيرة على ترويجها عالميا عن بلادهم، خاصة بين الدول النامية، وهى صورة البلد الصاعد بسرعة الصاروخ والذى يتاهب لأن يزيح الولايات المتحدة عن عرش الاقتصاد العالمى ليحتل مكانها فى الصدارة، والذى تمكن ان يحقق الازدهار لأهله ويخلص الملايين فيه من الفقر فى ظل نظام سياسى قوى يمسك بكل زمام الأمور من خلال حزب واحد وبالتالى يختلف عن النظم الغربية التى تتباهى بأنها دول ديمقراطية.
وهكذا الأمر الآن اكبر من عملية استثمار او استغلال اقتصادى تمناها البعض فى امريكا لفيروس كورونا، وهو ما أفصح عنه وزير التجارة الأمريكى عندما قال مبكرا جدا ان هذا الفيروس سوف يمكن امريكا من استعادة ملايين من فرص العمل من الصين، رغم ان الأزمة الاقتصادية عندما تكون عالمية لا يفلت من آثارها جميع دول العالم.. وإنما هناك ايضا استثمار واستغلال سياسى لهذا الفيروس للنيل من المكانة العالمية للصين كدولة، والنيل ايضا من المكانة العالمية لرئيسها، والذى يعد مع الرئيس الأمريكى والرئيس الروسى واحدا من اهم ثلاثة قادة على الساحة العالمية.
لكن نجاح عملية تسييس فيروس كورونا او إخفاقها متوقف على ما يفعله الصينيون للسيطرة على هذا الفيروس، وهو حتى الآن يحظى بإشادة منظمة الصحة العالمية.. وقادة الصين يؤكدون انهم قادرون على تجاوز هذه الأزمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة