الثلاثاء، 11 فبراير 2020 - 06:50 م

الجيد فى المعركة ضد وباء «كورونا» أن العالم كله متأهب وأن الكل جاد فى اتخاذ الاحتياطات ولو بدرجات مختلفة.
والجيد أيضا أن يكون سبعة آلاف من مراكز البحث العالمية فى سباق لاكتشاف العلاج الحاسم فى أقرب وقت وفقا لتأكيدات منظمة الصحة العالمية.
والجيد أيضا امتلاك العالم لوسائل نشر التوعية بالخطر ووسائل مقاومته بصورة لم تكن متاحة هكذا من قبل.
على الجانب الآخر.. علينا أن نأخذ باهتمام بالغ التحذيرات الجادة بأن أمام العالم أسابيع حاسمة فى هذه المواجهة وألا نهمل تصريحات منظمة الصحة العالمية بأننا قد نكون - حتى الآن - أمام رأس جبل الجليد المختفى، وعلى العالم أن يضع فى حساباته كل الاحتمالات.
الصين بالطبع تبذل جهدا خرافيا فى مواجهة الخطر، لكن طبيعة النظام هناك تفرض على العالم التعامل بحذر مع البيانات الخاصة بهذا الوباء كما هو الحال فى الأوضاع المشابهة. يعزز ذلك ما تكشف عن الطبيب الصينى الذى كان أول من نبه للخطر فلم يستمع له أحد، ودفع الرجل حياته كما ضاعت أيام حاسمة قبل أن يكشف النقاب عن الخطر ويبدأ العالم فى الاستعداد له.
ويعزز ذلك ماقيل عن فرار ما يقرب من خمسة ملايين من سكان مدينة «ووهان» مصدر الوباء قبل أن تتخذ الاجراءات لعزل المدينة وحصار الوباء. وبالطبع فإن تتبع هؤلاء مهمة صعبة حتى مع حشد الصين لكل امكانياتها لتفادى الكارثة التى يخفف منها حتى الآن أن نسبة الوفيات بين المصابين بــ «كورونا» قد لايتعدى 2٪ معظمهم من كبار السن الذين يعانون من أمراض قاسية.. لكن هذه النسبة قد تكون كارثية حين يحذر بعض العلماء من أن الوباء قد يصيب 60٪ من سكان العالم!!
حتما سينتصر العلم على الوباء. لكن كل دقيقة فى هذا السباق لها ثمن.. تبادل المعلومات والتعاون بين مراكز البحوث العالمية قد يختصر الكثير من الوقت والجهد للوصول الى العلاج واللقاحات المطلوبة.. فهل تقدم الشركات العالمية الكبرى على هذه الخطوة، أم تبقى فى أسر الرغبة فى تحقيق الأرباح؟!