عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

هل ينتبه المجمع؟!

عمرو الديب

الأربعاء، 12 فبراير 2020 - 06:21 م

 لذلك الكيان العريق فى نفسى مكانة رفيعة، وهو يشغل مساحة بارزة فى الوجدان المصرى، ويغوص عميقا فى الضمير الأدبى العربى، وحين أنتقد تقاعسه أحيانا عن أداء واجبه المقدس فى الزود عن اللسان المشرف، فإنما ينطلق هذا من حرصى عليه، وعلى الجميلة التى انتدب نفسه للدفاع عنها، وأقام من أبنائه والمنتسبين إليه حراسا للسهر على حمايتها، وكم دفع أعضاؤه فى أجيال سابقة عن لغتنا العربية الخلابة هجمات الحاقدين عليها، وتصدوا - فى شجاعة وإخلاص- لمئات المؤامرات والمخططات التى حاولت طمس ملامحها، ويكفى أنه شرف بانتساب عميد الأدب العربى طه حسين إليه، وحظى برعايته كرئيس له، وكذلك يزهو مجمع اللغة العربية بالقاهرة أو مجمع الخالدين بعضوية أفذاذ مصر وشقيقاتها العربية، بل النوابغ من غير أبناء اللسان العربى، وما العقاد ومحمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم، والمازنى، وأحمد أمين، وجواد على، وجميل صليبا، وزكى المهندس، وشفيق غربال، وعبد الوهاب عزام، وعلى الجارم، ومحمد متولى الشعراوى، ومجدى وهبة، وحمد الجاسر، ومصطفى عبد الرازق إلا ماسات مضيئة فى عقده الفريد، ولقد صال هؤلاء وجالوا فى أروقة المجمع، وردهاته، وفى ظروف شبيهة بمفترق الطرق الذى تجد فيه لغات العالم الأصيلة نفسها فيه الآن فيما يعرف بمعترك «العولمة» الهوجاء، وقف هؤلاء الفرسان - فى شجاعة وتجرد وإخلاص- يصدون أعاصير شرسة حاولت اقتلاع الجذور، وطمس الملامح، خدمة لاستعمار جشع نهم لا يعرف القيم ويزدرى الرحمة، ولكن أعقبهم خلف لم يواجهوا الأخطار بما تستحقه، ولم يعدوا العدة لمعارك إزاحة اللسان العربى، وجره إلى أقبية المتاحف وقاعات المزارات التاريخية، وقد استكان مجمعنا العريق لفكرة سد الخانات، بعقد الفعاليات الموسمية، وإصدار الأسفار القيمة،، مع ان الخطر الداهم الذى تواجهه العربية اليوم يتطلب جهودا مضاعفة، وتحركات فعالة، ولا تتوقف عند عقد مؤتمر سنوى، وإصدار توصيات مع تقديم بعض المطبوعات التى تعلن عن وجود المجمع، بل الأمر يجب أن يتجاوز ذلك بكثير مثل إعداد الحملات التى تحشد همم آلاف المفكرين والمثقفين، وتستنهض غيرة حشود العاشقين للسان العرب، وكذلك يفعل الفرسان الخالدون، وهم يدافعون عن الكيان الذى نذروا أنفسهم لحمايته وحراسة حياضه، فهل يفعلون؟ خاصة ان بعض الخبثاء صاروا يتندرون على مجمع الخالدين، ويرددون: انه مجمع للنائمين!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة