صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات| حين سكن الجمال ديار مصر.. الحب «ماركة فرعونية مسجلة»

شيرين الكردي

الأربعاء، 12 فبراير 2020 - 09:20 م

كعادتها كانت الحضارة المصرية القديمة، رائدة في إرساء القيم الإنسانية وحب الخير، وأسست قانون "ماعت" رمز الحق والعدل على أساس الحب، وبعبارة "أنا أنفتح على الحب بكل أشكاله"، رسم المصري القديم ملامح حياته التي ظهرت تفاصيلها على جدران المعابد والمقابر الفرعونية على مر العصور.

"الحب هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها".. 10 كلمات تلخص رؤية المصري القديم لقيمة الحب، وبمناسبة احتفال المصريين والعالم في 14 فبراير من كل عام بـ"الفلانتين"، نرصد أشهر قصص الحب والعشق عند قدماء المصريين.

الدستور الفرعوني 

الخبير الأثري الدكتور مجدي شاكر، يقول إن الحضارة الفرعونية صنعت دستورها المعروف بقانون "ماعت" رمز العدالة والمساواة على أساس الحب.

وأوضح "شاكر"، لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن الحب نبع من أرض مصر، واعتاد المصري القديم على العيش في بيئة مليئة بالقيم والعاطفة المقدسة، حتى نسجت أسطورة إيزيس وأوزوريس على أساس قصة حب وفاء الزوجة التي ظلت تبحث عن زوجها.

وأضاف الخبير الأثري، أن الحكيم المصري القديم "سنوهي"، قال: "سكن الجمال ديار مصر، وأبى ألا يبرحها إلا على جناح الحب"، ما جعل المؤرخين يطلقون على مصر مسمى "أرض الحب".

مظاهر الحب عند الفراعنة

وقال مجدي شاكر، إن المصري القديم لم يغفل تسجيل يومياته واحتفالاته التي تشير إلى مظاهر الحب على مدار الأسرات، وقديماً حرص المصريون على تبادل الهدايا المتمثلة في الزهور والورود كنوع من تقديرالأحبة لبعضهم بعضًا ووسيلة للتعبير عن مشاعرهم.

وعلى جدران المقابر والمعابد اعتمد المصري القديم على الصور لتسجيل وتوثيق هذه اللحظات، وإن لم تتوافر النصوص التي تدل على هذه الاحتفالات، والتي تشبه إلى حد كبير احتفال المصريين والعالم كله بعيد الحب حالياً، كما تتشابه الهدايا من الزهور والورود التي كانت تقدم تعبيرًا عن الحب في احتفالية كبرى، وهي تلك النقوش المدونة على جدران المعابد ومقابر الجيزة وعشرات الجداريات التي توثق احتفاء المصري القديم بمحبوبته.

قصص أسطورية

قصص الحب والعشق في مصر القديمة، لم تكن مقتصرة على طبقة الملوك والنبلاء فقط، بل تنوعت باختلاف الطبقات الاجتماعية، وطوال التاريخ الفرعوني، هناك قصص تعد نموذجاً في الوفاء والحب على مدار القرون والأزمنة.

ويذكر "شاكر"، بعض هذه القصص قائلا: "نشأت قصة حب بين الملك أمنحتب الثالث والملكة تي، إذ تحدّى الجميع وتزوجها على الرغم من أن قراره كاد يهدد عرشه وقتها".

قصص الحب بالفرعوني

ومن بين هذه العلاقات أيضًا، قصة عشق الملك توت عنخ آمون للملكة عنخ أس يا أمون، على الرغم من أن زواجهما لم يدم طويلاً، إضافة إلى قصة حب الملكة نفرتيتي والملك أخناتون، والتي خُلِّدت على جدران المعابد.

ويقول الخبير الأثري، إن بناء المعابد في مصر القديمة كانت إحدى وسائل التعبير عن الحب، حيث "شيد الملك رمسيس الثاني أحد ملوك الأسرة 19 للملكة نفرتاري معبد أبو سمبل، الذي يجاور معبدا بأسوان جنوبي مصر"، مشيرًا إلى أنَّ عشق رمسيس الثاني لنفرتاري وصل إلى حد وصفه لها بـ"حتحور" معبودة الحب والجمال.

وكشفت المقابر عن قصص حب أخرى لطبقات غير الملوك، ومنها مقبرة "كاهاي" مطرب البلاط الملكي وزوجته "ميريت إيتس" إحدى كاهنات معبد آمون.

وأوضح "شاكر"، أن اكتشاف المقبرة يعود إلى عام 1966 بمنطقة سقارة في محافظة الجيزة، ويرجع تاريخها إلى نحو 4400 عام، مشيراً إلى نقش جداري يسجل لحظة تحديق الزوجين في أعين بعضهما البعض وهما يتبادلان مشاعر الحب الطيبة.

وتسجل المقبرة أيضاً مشهداً تضع فيه الزوجة يدها اليمنى على الكتف الأيمن لزوجها تعبيراً عن الاحتواء والحنان، ويصف الخبير الأثري قصة كاهاي وميريت بـ"أجمل قصة حب عرفها التاريخ القديم".

ويرى "شاكر"، أن التعريف بهوية الأشخاص ومكانتهم في المجتمع أسهمت في إبراز قصص الحب لدى الفراعنة، إذ يظهر كاهاي مرتدياً شعراً مستعاراً وقلادة وتنورة وأساور، ممسكاً بعصا وصولجان كرمز للمسؤولية والسلطة، كما ظهرت ميريت بملابس الكاهنات في مصر القديمة.

ولم تخلُ البرديات الفرعونية من سرد قصص العشاق، التي تظهر معاناة الأحبة إذا غاب الحب أو تخاصم الطرفان مثل بردية "شستربيتي".

وسجّل التاريخ الفرعوني وقائع لمن ماتوا في سبيل الحب، ومنهم فتاة تدعى "أيزادورا" أحبت ضابطاً، لكن اعتراض أبيها على زواجهما دفعها للذهاب لوداع حبيبها، ولكنها سقطت في النهر وهي في الطريق إليه.

وتظل قصة "شهيدة الحب أيزادورا"، خالدة على جدران مقبرتها في منطقة تونة الجبل في محافظة المنيا بصعيد مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة