د.شريف شاهين
د.شريف شاهين


خبير مكتبات يطمئن الأسر المصرية: لا تقلقوا.. ظاهرة العناوين المبتذلة ستختفي

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 13 فبراير 2020 - 06:13 ص

فادية البمبي

حين فتحنا ملف ظاهرة الكتب الهابطة والعناوين المسفة المبتذلة التى كشف معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أحدث دوراته عن تغلغلها وانتشارها بصورة موسعة،أزعجت الرواد،وأقلقت الأسر المصرية الحريصة دائما على مستوى الكتب التى يقرؤها أفرادها وأبناؤها،الأمر الذى تطلب منا وقفة لإثارة القضية فى إطار من الموضوعية وقد أثرى عدد من المفكرين والمبدعين والنقاد المناقشة بآرائهم السديدة التى تنوعت على طريق البحث عن حلول،ولكنها فى مجملها لم تخرج عن إطار الإدانة والمطالبة بضرورة التصدى،أما خبير المكتبات وأستاذ علومها فى آداب القاهرة د.شريف شاهين وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، فقد فاجأنا بآراء مغايرة ترى أن علينا ألا نقلق من هذه الظاهرة،وأنه يجب التعامل معها فى هدوء،ودون تخوف من انتشار آثارها ونتائجها.

فقد أوضح لنا الخبير البارز فى هذا المجال الحيوى طبيعة القضية شارحا بقوله : هناك ثلاثة أطراف أساسية لمنظومة القراءة والاطلاع، وهى بالترتيب: المؤلف أو المبدع ــ الناشر والطابع ــ القارئ أو المتلقي. وهو ما يجعلنا فى حالة طمأنينة وهدوء وقناعة بأن الانتشار لن يكتب إلا للمعرفة والفكر الذى تتفق الأطراف الثلاثة حوله.

 

فعلى سبيل المثال عندما يخرج للسوق كتاب هابط فى أفكاره ومعارفه ومحتواه بصفة عامة قد يكون رائجا فى البداية،ولكنه لن يستمر طويلا سيختفى دون أن يترك انطباعا أو أثرا فى جمهور القراء والمتلقين،.

 

وهنا نؤكد أن الطرف المهم وليس الأهم فى المنظومة هو»المتلقي» وهنا أتذكر مقولة مصرية كانت متداولة فى المجتمع وهى: «الجمهور عايز كدة!» وواقع الأمر أن هذا الجمهور المسكين لم يجد بديلا أو اختيارات أخرى أمامه سوى هذه الوجبة الفنية او الفكرية التجارية الهابطة،ويواصل د. شريف شاهين شرحه لمختلف جوانب القضية قائلا : فى عام 1924م قدم العالم الأمريكى الهندى المولد « شيالى رانجاناثان» خمسة قوانين لمهنة المكتبات وهي: لكل كتاب قارئ – لكل قارئ كتاب – الكتب للاستخدام – توفير الوقت للقارئ – المكتبات كائن ينمو. وحتى الوقت الراهن لازالت القوانين الخمسة متداولة بين القائمين على المكتبات يؤكدون من خلالها إما على سلوكيات داخل المكتبة أو نتائج دراسات وأبحاث تتعلق بالمكتبات والمترددين عليها، وهنا يبرز السؤال المهم: هل قراءات الفرد يجب أن تكون كلها ذات صيت فكرى ومكانة ثقافية مميزة، أو قام عليها مؤلفون أعلام؟ والإجابة:هذا حق القارئ فى اختيار ما يناسبه من موضوعات وغالبا ما ترتبط دوافع القراءة بالمراحل العمرية والمستويات التعليمية والاهتمامات الوظيفية،ولا ننسى أبدا القراءة للمتعة وللترفيه وشغل وقت الفراغ.

 

ويستمر خبير المكتبات والمعلومات البارز فى بسط تفاصيل التشخيص والعلاج بقوله : منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى وقتما عرفت البشرية هذه المساحة الحرة للفكر والمعارف والتجارب والخبرات والمعاملات والسياقات المختلفة أو ما يعرف بالشبكة العالمية للمعلومات (العنكبوتية العالمية) كانت هناك ولاتزال مخاوف من بعض الحكومات تجاه مواطنيها من دخول هذه الشبكة بكل محتواها للمواطنين والمجتمع والخوف من تأثيرها السلبى نتيجة المحتوى الجنسى الهابط أو تجارة المواد المخدرة دون قيود وتسهيل الوصول إليها وغيرها من أمراض المعرفة كالسحر والشعوذة والدجل والانتحار والانضمام للعصابات والجماعات المنبوذة والمرفوضة فكرا وسلوكا...إلخ. أقرت بعض الحكومات منظومة إلكترونية تراقب المحتوى وفق تشريعات وآليات حددتها تلك الحكومات ومعظمها يتعلق إما بالسياسة أو الدين أو الجنس.

 

والحقيقة أن ما كان يهم شعوب تلك الحكومات تمركز حول سبل تخطى تلك الحواجز أو الموانع الإلكترونية وتيسير الوصول لهذا المحتوى والمواقع الممنوعة أو المحجوبة. تسللت إلى مجتمعاتنا قنوات التواصل وسبل متنوعة للوصول إلى المعرفة وتوجه اهتمام المجتمع العالمى نحو قضايا فلترة المحتوى وتهذيبه، وحماية الخصوصية والملكية الفكرية والإبداع...واجتمعت معظم الدراسات والأبحاث العلمية حول نتيجة واحدة وهى أن الفرد الواعى معلوماتيا والمثقف هو أهم من أى منظومة أو تشريع أو آلية إلكترونية للفلترة والتهذيب للمحتوى المتاح على تلك الشبكة العنكبوتية.

 

واليوم يهتم المجتمع العالمى من خلال العنكبوتية العالمية بما يعرف بالانفتاحية فى إتاحة الوصول الحر للمعرفة والبرمجيات، وغيرها من أنواع المحتوى المفيد، وأصبح وصف الانفتاح مصاحبا للبيانات وللعلوم وللبرمجيات وغيرها. لا عودة للرقابة....ولكن تأكيد على أهمية وقيمة الارتقاء بفكر وثقافة ووعى المجتمع أفرادا ومؤسسات. هل نلتقى يوما لنتحدث عن المعلومات الزائفة ؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة