عمرو دياب
عمرو دياب


عمرو دياب يعلن نهاية عصر المهرجانات في 24 ساعة فقط

مصطفى حمدي

الخميس، 13 فبراير 2020 - 03:20 م

تصادف أن أحل ضيفًا على برنامج مساء dmc ليلة الأربعاء لأتحدث عن صخب أغاني المهرجانات، قبل أن نبدأ الحديث سألني المذيع رامي رضوان : عمرو دياب نزل الألبوم ؟!

صدور ألبوم عمرو دياب في حد ذاته حدث يفرض نفسه على كل حديث فني ، كنا نناقش ظاهرة المهرجانات التي احتلت "تريند" السوشيال ميديا ، قلت أن الحل الوحيد لمواجهة هذا المد القبيح لا يكمن في المنع بل إن الحل لدى المطربين الحقيقيين، لا يمكن مواجهة المهرجانات إلا بالفن ، أن يفهم فنانونا ذائقة الجمهور ، يحللوا توجهاتهم ، يفسرون المزاج العام ، ويقدمون كلمة جديدة ولحن مختلف وإيقاع يلمس قلوب الناس بعيدًا عن التكرار والتنميط ، كنا نتحدث في اللحظة التي يطرح فيها عمرو دياب ألبومه "سهران" وكأنه يرد على كل ماقيل ، بمجرد أن خرجت من الاستوديو كان الهضبة قد طرح كل أغنيات ألبومه ومعه احتل كل "تريندات" السوشيال ميديا ، ليمحي في دقائق سيطرة المهرجانات وشواكيشها على حديث أهل السوشيال.

كمستمع لم يخذلني عمرو دياب يومًا، ولم يخذلني عندما راهنت على أن الحل لديه هو لأنه الوحيد الذي يملك روشتة العلاج التي كتبها رواد الأغنية المصرية الأوائل بالتجربة، وسار عليها هو طوال مشواره وطورها وأضاف إليها لمسته وفلسفته وصبغته فتربع على القمة .

ترتفع أمواج وتنخفض، تشتعل موضات وتأفل، تلمع أسماء ثم ينطفيء بريقها، ويبقى هو في موقعه ثابتًا، يحترف تجاوز الزمن، ويعرف كيف يوقد شغف جمهوره بغنائه. هو عمرو دياب الرجل الذي حطم مبيعات الكاسيت في زمن مضى، والأن يمارس هوايته بلغة هذا العصر فيحطم أي تريند هش صنعته الصدفة والفراغ.

أثبت عمرو دياب في أقل من 24 ساعة أن عصر المهرجانات سينتهي بسهولة لو احترم كل نجم جمهوره وفنه وأخلص له ، ساعات من العمل في الاستوديوهات ، وأيام من التحليق في السماء بين القاهرة وعواصم العالم لإحياء الحفلات هنا وهناك ، يدرك عمرو دياب جيدًا أن لكل مرحلة فلسفتها ولهذا قرر أن يكون في متناول جمهوره في كل مكان لينشر فنه وصوته وأغنيته.

ولن أبالغ لو قلت أن عمرو دياب هو خط الدفاع الأخير عن هوية الأغنية المصرية ، وهو يؤكد في كل مرة أنه الإبن الشرعي للموسيقى المصرية الأصيلة ملحنًا ومطربًا يفاجئنا من حين لآخر بجملة شرقية ضاربة في جذور تراثنا وهويتنا ، بينما يطير بها إلى آفاق العالمية بقدرة مدهشة على مزج القديم والجديد ، الأصيل والحديث ، وهذا سر خلطتة التي صنعها بخبرة السنين ، وشغف البقاء على قيد النجومية .

لا أرى عمرو ظاهرة، الظواهر مؤقتة بطبعها، أما هو فنموذج يدرس في فن النجاح والبقاء، بل لا أبالغ لو قلت أنه أفضل نموذج فني ناجح يمكن أن نطرحه أمام أجيال يحاصرها الإحباط ويلتهمها اليأس مع أول اخفاق، صحيح أننا في زمن يصنع مشاهيره بضغطة زر، ويمسحهم بضغطة زر آخر، لهذا لن يستمر سوى الفاهم والمحنك، لن يستمر سوى من قرر أن يبدأ بالأغنية المصرية عصر جديد يمحو فيه قبح الضجيج والصخب والنشاز ، بل ويتحدى الجميع وهو يغني الأن "أنا هعمل مهرجان مهرجان " .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة