يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

انقذوا نادى القصة

يوسف القعيد

الخميس، 13 فبراير 2020 - 07:02 م

 

ابحثوا عن روائى أو قاص أو ناقد للسرد لم يذهب إلى نادى القصة عندما كان يُثقِف ذاته. ويستعد للمهمة المقدسة: أن يكتب. كان قِبلة للجميع تم تأسيسه 1960، وفى رواية أخرى أن يوسف السباعى أسسه بعد ثورة يوليو بسنة واحدة. أى أنه أقدم جمعية ثقافية موجودة فى مصر الآن.
تولى رئاسته: توفيق الحكيم، وتردد عليه وشارك فى ندواته. واستفاد من أنشطته: طه حسين، إحسان عبد القدوس، نجيب محفوظ، عبد الحليم عبد الله، أمين يوسف غراب، عبد الحميد جودة السحار، ثروت أباظة، محمود تيمور، محمد فريد أبو حديد، على أحمد باكثير، يحيى حقى، سهير القلماوى، مصطفى محمود، ومحمود السعدنى.
إنه ليس مجرد نادٍ للقصة. بقدر ما هو جزء حى وأصيل من تاريخ الأدب الروائى والقصصى، المصرى والعربى والعالمى. ويكاد كل ركن فيه أن ينطق بذكريات من ترددوا عليه. وناقشوا أعمالهم فيه. واستمعوا للندوات التى كانت تقام فيه. وكان يحضر لها مثقفون عرب من آخر الدنيا. خصيصاً للمشاركة فى أعمال نادى القصة بالقاهرة. أكثر من هذا، أصدر سلسلة الكتاب الذهبى، والكتاب الفضى بالتعاون مع مؤسسة روزاليوسف، ومجلة للقصة، وأقام مسابقات، وحفر لنفسه نهراً كبيراً ساعد كثيراً من المبدعين على أن يعثروا على أصواتهم وطرائقهم فى الكتابة. إن نادى القصة ليس مجرد شقتين فى إحدى عمارات شارع قصر العينى بالقاهرة. إنه صفحة كاملة فى مسيرة السرد المصرى والعربى فى القرنين العشرين والحادى والعشرين. ويرأس النادى الآن القاص والروائى: نبيل عبد الحميد، الذى كان يفكر جدياً فى ترك النادى، لولا هذه الأزمة الأخيرة التى جعلته يظل فى موقعه. ويدير العمل بالنادى الروائى محمد قطب، وغيرهما. مؤخراً تعرض النادى لمتاعب من أصحاب العمارة التى يوجد بها، ووصل الأمر لصدور أحكام ضد النادى. ولا يصح علينا مهما كانت الأسباب أن نشهد نهاية هذا الصرح الثقافى العظيم. ولابد من مد يد العون والمساعدة له. أكتب مخاطباً الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة الهمامة النشطة والدؤوبة. والدكتورة نيفين رياض القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى. لمطلب محدد وهو إخراج النادى من عثرته المالية. وتمكينه من الاستمرار فى القيام بمهمته.
وإن كان حل مشاكل النادى ربما يتجاوز وزارتيهما: الثقافة والتضامن. فهل أطمع بإجراء من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، للوقوف مع النادى قبل أن يصبح ماضياً تاماً. ونتباكى عليه وعلى انتهائه والبكاء لا يعيد الموتى أبداً للحياة. ربما تراجع دوره فى السنوات الأخيرة. وهذا يعود للتضييق عليه وتجفيف منابع الميزانية. ولكنه يظل النادى الأساسى للسرديات فى الوطن العربى والعالم الإسلامى والعالم الثالث. ودعمه والوقوف معه فرض عين على كل مثقف فى هذا البلد. أصحاب العقار الذى يوجد فيه النادى يتربصون به. لدرجة أن الإيجار يتم دفعه عن طريق المحكمة. ويسدد ليس من ميزانية النادى التى لا تكفى لشيء. لذلك يضطرون لجمع أموال من بعضهم البعض ليسددوا التزامات النادى المالية. ورغم هذه الظروف العصيبة والصعبة فإن أنشطته مستمرة. ومطبوعاته يحاولون الاستمرار فيها. فمجلة القصة تطبع أحياناً فى الهيئة المصرية العامة للكتاب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة