ملابس ملوك وأمراء الفراعنة
ملابس ملوك وأمراء الفراعنة


صور| أسرار ملابس ملوك وأمراء الفراعنة

شيرين الكردي

السبت، 15 فبراير 2020 - 02:27 ص

 

عرفت مصر صناعة النسيج وكانت مستقرة بها، ولها ورش وأنوال، وكان الملوك والأمراء لديهم الورش الخاصة بملابس في قصورهم، كما عرفت ورش عامة الشعب ومغاسل الملابس العامة، في القرن الرابع قبل الميلاد أي منذ حوالي 6000 عام.

ويقول الباحث الآثري حسام زيدان، إن مصر سبقت العالم بـ 2000 عام في صناعة النسيج، ووقت ما كان العالم يرتدي ما بين الجلود وأوراق الشجر كانت مصر تعرف تلك الصناعة، وكنا في ذلك من أرقي شعوب الدنيا حيث صنع المصري الملابس بأشكال وطرز مختلفة منذ أقدم العصور.

مصر غنية بالمتاحف الأثرية والتي تتسم بالحضارات الإنسانية

وأضاف «زيدان» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن متحف تورين بإيطاليا يمتلك قطعة نسيجية مصرية ترجع لعصر نقادة الثاني، أي إلى ما يقرب من 6500 عام مضت، قبل اختراع النول المصري، أي أنه مارس النسيج اليدوي وبهذه الأدلة الأثرية يكون المصري القديم قد سبق العالم في هذه الصناعة، بما يقرب من 2000 أو 3000 عام، ووقت أن كان العالم لا يزال يعيش في الكهوف ويرتدي جلود الحيوانات، وكان المصري القديم عرف النسيج، وعرف كيف يصنع منه ملبسًا، فمنذ الأسرة الأولي أي من 3500 عام، كان المصري القديم يُدفن معه ملابسه الشخصية، حتى أن سيدة مصرية دفن معها في مقبرتها التي ترجع لعصر الأسرة الأولى 12 من فساتينها الشخصية، وأيضًا في متحف تورين طبق فخاري يرجع لزمن نقادة الثانية، عليه رسم لآلة النول، وهي الآلة التي تستخدم في صناعة النسيج بطريقة ميكانيكية، أي أن المصري القديم وصل لهذه التقنية منذ ما يقرب من 6000 عام، مما يؤكد أنه عرف النسيج اليدوي قبل هذا التاريخ بكثير.

وأكد «زيدان» أن المصري القديم عرف فنون التطريز والزخرفة على النسيج، بل ونقلتها باقي الشعوب عن قدماء المصريين، بما في ذلك الشعوب العربية، ومن الفنون المرموقة التي أتقنها المصريون هو فن "السيرما" أو "التقصيب"، وهو التطريز بخيوط الذهب والفضة على النسيج، حيث أبدع فيه المصريون وصدروه للعالم، وهو متطور عن النسيج المعروف بـ "القباطي"، وطريقة القباطي معروفة في مصر منذ عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، وهي الطريقة التي فيها يستعمل الصانع التطريز في النسج، وقد أعجب نسيج القباطي الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وأرسل لعمرو بن العاص أن يتم صنع كسوة الكعبة من القباطي المصري، وظلت مصر تكسي الكعبة من عهد عمر بن الخطاب حتى عام 1962م.

وتابع أنه تطورت طريقة التطريز بالنسج من زخارف بسيطة إلى زخارف معقدة ومراحل كثيرة، وشهدت قمة تطورها في العصور الفاطمي والمملوكي ثم العثماني، حتى وصلتنا على صورتها الحالية التي نراها في كسوة الكعبة.

كما تميزت مصر منذ القدم بصناعة الكتان، والذي استورده واستعمله العالم كله، وكانت صناعة الكتان في مصر ضمن موارد الاقتصاد الوطني بمفهومنا الحالي، فقد كانت الدولة تحكم صناعة الكتان قديمًا وتحقق دخلًا قوميًا.

ونجح المصري القديم في صنع الفساتين متعددة الطيات، والمعروفة حديثًا باسم "البليسيه" وذلك منذ 4500 عام، ولدينا في متحف النسيج المصري الموجود بشارع المعز عدد من تلك الفساتين المصنوعة بهذه الطريقة، والتي تعتبر حاليًا تقنية حديثة لم نعرفها سوى في القرن الماضي.

و"البليسيه" طريقة صعبة في الصناعة، فالطيات المتعددة أو "الكُسر" كي تُصنع تحتاج إلى تقنية عالية، وقد صنع قدماء المصريين هذه الطيات بطريقة بدائية مبتكرة، ففي البدء عالج الكتان بالبخار لفترة طويلة، ثم يبدأ في صنع الطيات وتعريضها لضغط بين حجرين لفترة طويلة، ومن هنا تتكون الطيات في الأقمشة، ثم يتم صنع الفساتين منها.

أما النسيج هو خير دليل على رقي وعظمة الحضارة المصرية على مر العصور، فمن خلال الأهرامات والمقابر والمعابد والمساجد والكنائس نرى عظمة الانتاج الذي قدمه المصري، ولكن النسيج والملابس تشير إلى تذوق المصري الفني وزوقه العام، النسيج أظهر الرقي المصري، فعندما نرى ملابس النبيلات، وملابس الخادمات، وملابس المواطن العادي، وملابس الملوك، نجد أننا أمام شعب له زوق وموضه واستايل وتنوع في الألوان.

وأشار «زيدان» إلى أن المصري القديم صنع الملابس وميزها بتوقيع "سينييه"، وصنع المغاسل العامة "اللوندري" وكشفنا عن قطع فخارية عبارة عن إيصالات تسليم وتسلم لقطع الملابس بالمغاسل، فلدينا حضارة وحياة كاملة يحكيها النسيج.

أسرار صناعة النسيج في مصر القديمة

صناعة النسيج والكليم والسجاد اليدوي، بدأت في مصر خلال العصور القديمة، فقد اشتهر الصانع والحرفي المصري بتلك الصناعات منذ عهد القدماء المصريين مرورًا بالعهد الروماني ثم الإسلامي، واشتهرت مصر الفرعونية عبر العالم القديم بكتانها، الذي كانت النساء يقمن بإنتاجه في ورش النسج.

المنسوجات المصرية اليدوية تمر بكل العصور

فإن المنسوجات المصرية اليدوية، بدأت في العصر الفرعوني مرورًا بالعصر اليوناني الروماني، والقبطي، والإسلامي، والأموي ثم العباسي والطولوني والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ثم عصر الدولة الحديثة متمثلة في عصر محمد علي.

صناعة المنسوجات اليدوية

براعة القدماء المصريون في صناعة المنسوجات اليدوية، إذ احتاج إليها الفراعنة في ملابسهم لتقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء، وفي المنزل صنع منها فتيل لمبات الإضاءة ومفروشات وأغطية له ولحيوانات حقله، وفى تجارته لمقايضتها بالمنتجات الأخرى، وفي تنقلاته من شراع المراكب وحبالها، وفي معابده لتقديمها كقرابين للآلهة، وفي شعائره الجنائزية من تحنيط لجسده ولفه باللفائف الكتانية لينعم بالحياة في العالم الآخر، وقرابين توضع في مقابره من ملابس ومفروشات وأطعمة محنطة كانت تغلف بالنسيج.

على جدران مقابرهم

أجاد الفراعنة غزل ونسج ألياف الكتان رغم صعوبة هذه الخامة، وقد حرص المصريون القدماء على تمثيل مناظر غزل ونسج الكتان على جدران مقابرهم، وعلى الرغم من الكشف عن ملابس ومنسوجات في المقابر والمواقع السكنية المصرية القديمة، وكذلك بعض النصوص المتعلقة بصناعة المنسوجات التي نُقشت على جدران المعابد أو كتبت على صفحات البردي، وشقف الفخار وكسر الأحجار، وما كتبه المؤرخون القدماء عن مصر القديمة، إلا أنه لم يتم الكشف حتى الآن إلا عن القليل من أسرار صناعة النسيج في مصر القديمة.

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

حكاية ملابس ملوك وأمراء الفراعنة ..تعرف علي ورش الخاصة في قصورهم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة