المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم
المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم


ناجح إبراهيم يرد على منتقدي «الطيب»: لو تأملوا لأنصفوه

إسراء كارم

السبت، 15 فبراير 2020 - 01:53 م

أكد المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم، أن مؤسسة الأزهر الشريف تتعرض من فترة لأخرى للهجوم من وانتقادات تسعى لتهميشها والإساءة لعلمائها وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.

وأضاف خلال تصريحات له، أن شيخ الأزهر ضرب أروع الأمثلة في الزهد والتفاني والتعفف، فهو الأول في تاريخ الأزهر الذي لا يقبل هدايا الملوك، ويأبى أن يتقاضى مرتبا، ولا يركب سيارة المشيخة أثناء إجازاته.

وأشار إلى أن فضيلة الإمام الأكبر يعيش في نفس الشقة البسيطة التي عاش فيها طوال حياته، إلا أنه عمل طوال هذه الفترة على تطوير كل الآليات الأزهرية والتجديد المتواصل في المنظومة الأزهرية مع صلابته في الحق، ودفاعه المستميت عن الشريعة، ودورانه حولها وليس حول متاع الدنيا الزائل، ورغم ذلك يطالبه البعض بالتجديد وهم لا يريدون سوى التبديد.

وقال ناجح إبراهيم، إن أكثر المطالبين له بالتجديد لم يتأملوا وثائق الأزهر الشريف الست التي أنتجها بعلمائه ومفكريه، ولو تأملوها يوما لأنصفوا الأزهر، فمن بنودها دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التي تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، ويفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة، ويحدد إطار الحكم، ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها على قدم المساواة، بحيث تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب، بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح.

وأوضح أن فيها أن الإسلام لم يعرف لا في تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه ما يعرف في الثقافات الأخرى بالدولة الدينية الكهنوتية التي تسلطت على الناس، وعانت منها البشرية في بعض مراحل التاريخ، وتضمنت اعتماد النظام الديمقراطي، القائم على الانتخاب الحر المباشر، الذي هو الصيغة العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية.

وأكد أن فيها الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسئولية في المجتمع، وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين أو استخدامه لبث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين، واعتبار أن الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن، وبناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الإسلامي ودائرتها الإفريقية والعالمية على أساس وثيق.
وفيها أن للأفراد حرية إقامة شعائرها دون عدوان على مشاعر بعضهم أو مساس بحرمتها قولا أو فعلا ودون إخلال بالنظام العام، ويترتب على حـق حرية الاعتقاد التسليم بمشروعية التعدد ورعاية حق الاختلاف، ووجوب مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين، والمساواة بينهم على أساس متين من المواطنة والشراكة وتكافؤ الفرص في جميع الحقوق والواجبات.
واستكمل إبراهيم، تصريحه بأن البنود فيها أن الوجود العبراني في مدينة القدس لم يتعد 415 عاما بعد ذلك، على عهد داود وسليمان عليهما السلام، في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو وجود طارئ وعابر، حدث بعد أن تأسست القدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرنا من التاريخ.
وذكر أن تاريخ القدس شهد العديد من الغزوات والغزاة، فإن عبرة التاريخ تؤكد دائما أن كل الغزاة قد عملوا على احتكار هذه المدينة ونسبتها لأنفسهم دون الآخرين، وصنع ذلك البابليون، والإغريق، والرومان، وكذلك الصليبيون، ثم الصهاينة الذين يسيرون على طريق هؤلاء الغزاة، ويعملون الآن على تهويدها واحتكارها، والإجهاز على الوجود العربي فيها، والقدس ليست مجرد أرض محتلة، وإنما هي ــ قبل ذلك وبعده ــ حرم إسلامي ومسيحي مقدس، وقضيتها ليست لتحريرها من الاغتصاب الصهيوني، ولكن لتأكيد قداستها، ويجب تشجيع ذلك عند كل أصحاب المقدسات كي يخلصوها من الاحتكار الإسرائيلي والتهويد الصهيوني.
وأكد أن الأزهر الشريف في بنود وثائقه ــ ومن ورائه جميع المسلمين في الشرق والغرب، يرفض هذه المشروعات، ويحذر الكيان الصهيوني والقوى التي تدعمه من التداعيات التي تهدد سلام المنطقة بل سلام العالم كله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة