احمد شلبى
احمد شلبى


كلام على الهواء

غرفة الحوار

بوابة أخبار اليوم

السبت، 15 فبراير 2020 - 08:38 م

مازالت أصداء ما دار بين شيخ الأزهر والدكتور الخشت رئيس جامعة الأزهر حول التراث والتجديد تلقى بظلالها على الأجواء الحوارية سواء فى الفضائيات أو الصحف مع شخصيات عامة أو من المهتمين بإدانة التراث وتغليب العلمنة وليس علوم الدين.
السؤال المهم ما المقصود بتجديد الخطاب الدينى
الإجابة هى استنباط الأحكام من النصوص الدينية بما يتناسب مع العصر وعلى وقائع قد تتفق أو تختلف قليلا أو كثيرا عن الماضى دون الخروج عن الثوابت أو مخالفة حكم أو نص قطعى الثبوت بشكل مبدئى.
التجديد ليس وليد هذه اللحظة بل هو قديم منذ بداية الدعوة وفى حوار سيدنا محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ مع معاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن سأله بماذا تحكم؟ قال أحكم بما فى كتاب الله «القرآن» فقال له سيدنا محمد وإذا لم تجد قال أحكم بما فى السُنة قال: وإذا لم تجد قال: أجتهد ولا آلو أى لا أقصر.. إذن الاجتهاد أمر شرعى مطلوب وقد كان الشافعى أقر منهجا فى العراق وعندما جاء إلى مصر وجد أن الظروف الاجتماعية تختلف عن العراق فأقر منهجاً آخر يتناسب مع أهل مصر.
إذن ليس هناك مشكلة ولكن على من يقع القيام بهذه المهمة؟
الآية الكريمة تقول: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».. الاجتهاد يقع على عاتق أهل الذكر والفقهاء وفقا للحديث الشريف «إن أراد الله بعبد خيراً فقهه فى الدين» ولا مانع من وجود المتخصصين فى اللغة العربية وعلماء أصول الدين وهذا الأمر ليس مقصوراً على من هم بداخل البلد بل يمكن أن يكون من خارجها ولكنهم متخصصون فى الشأن المصرى ولديهم ذخيرة فقهية علمية مثل ما لدينا من بعثات أجنبية فى اكتشاف الآثار.
أما ما يحدث الآن من تناثر للآراء بشكل شخصى ومعارض للطرف الآخر هذا يوقعنا فى جدل بنى إسرائيل الذى أضاعهم ولم يفد الناس.
لهذا يجب أن يكون الحوار فى غرفته الفقهية يتناقش فيها العلماء والفقهاء لحل مشاكل الناس سواء بالأخذ من التراث بما يتناسب مع العصر أو كما فعل معاذ بن جبل بالاجتهاد.
وعلينا ألا نقحم العلم بشكل خاطئ فى التفسير فمازال العلماء فى كل أنواع المعرفة يكتشفون معجزات القرآن ، والقاعدة الأصيلة أن القرآن باق ليوم القيامة فى الحكم بين الناس وأيضا تفسير العلماء سيبقى يتجدد ليوم القيامة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة