خالد رزق
خالد رزق


مشوار

الحبيبة نادية

خالد رزق

السبت، 15 فبراير 2020 - 08:41 م

من بين كل ممثلات السينما المصرية الرائعات الراحلات حظيت الجميلة نادية لطفى بوداع شعبى احتشدت فيه مشاعر من الود والاحترام الحقيقيين المخلصين بقدر تكاد لم تسبقها إليه أى فنانة مصرية أخرى.
الحلوة نادية بنت البلد باهرة الجمال لم تكتسب كل الاحترام والمحبة لدى المصريين فقط لفنها وأدائها التمثيلى العبقرى فى سهولته، ولا للقائمة الطويلة من أعمالها السينمائية الخالدة التى عشنا ونعيش معها أجمل وأرق الأحاسيس التى نحاكى معها قصصنا وحبيباتنا، غير تلك الأداءات المبهرة فى أدوارها الأعظم تاريخية ومعاصرة التى عبرت عن عصر الأمل والأحلام الوطنية تواكبنا مع ثورة الأحرار، وإنما لأنها وعلى المستوى الإنسانى كانت التعبير المجسد للشخصية الوطنية المصرية الحاملة لقيم الحرية والمؤمنة عملاً ونضالاً فكرياً وعلى الأرض وليس قولاً «بالمبادئ» القومية لأمتنا العربية.. وفى ذلك ولأنه ليس هناك من هى مثل نادية صدقها وأحبها الملايين من أبناء شعب عبرت وبكل الصدق عنه.
وليس فقط عند شعبنا المصرى الذى لن ينسى أنها كانت بين أوائل بناته على الجبهة وبالمستشفيات تدعم وتطبب جنودنا خلال حرب أكتوبر وإنما عند الملايين من القوميين العرب تبقى لنادية لطفى هذه القيمة الكبيرة والمكانة الرفيعة والمساحة الحميمية بالقلب والوجدان، ولعل هذا ما يفسر انتشار آلاف التعليقات فى رثائها صادرة عن عرب فلسطين ولبنان وسوريا وغيرهم، يذكر الجميع لها وقبل حتى ذكرهم لأعمالها الفنية كيف كانت فى مقدمة الفنانين العرب الأكثر تأثيراً الذين توجهوا إلى لبنان لمناصرة الفلسطينيين واللبنانيين زمن الحصار الصهيونى على بيروت بداية ثمانينيات القرن الماضى.
الجميلة نادية لطفى التى رحلت عن عالمنا ونودعها بحزن مجلل بكل الحب هى النموذج الذى ينبغى على كل صاحب تأثير وليس فقط كل فنان الاحتذاء به، فالحب والاحترام ليسا من الأشياء الرخيصة وإنما هما الأغلى وثمنهما الذى ربما يكلف الكثير لا بد من سداده.
الاحتفاء العظيم بالحبية نادية لطفى يقول لكم: كونوا مع شعوب أمتكم يكونوا لكم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة