أرشيفية
أرشيفية


الزيت للجروح والمياه للإفاقة.. أشهر الخرافات الشعبية لإسعاف المصاب

أميرة شعبان

الأحد، 16 فبراير 2020 - 05:43 ص

 


 اعتاد المصريون اتباع عادات شعبية قديمة متوارثة فى إجراء العلاج المنزلى السريع منذ عقود طويلة، فـ«الإنسان طبيب نفسه» و«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» كانتا أشهر مقولتين لتبرير عدم الاستعانة بالأطباء.
وبالرغم من نجاح العديد من تلك الطرق نظرا لأصلها العلمي، إلا أن هناك العشرات من الأمور الخاطئة التى لا تزال متبعة حتى عصرنا الحالى والتى نسرد أشهرها فى السطور القادمة.
الزيت والثلج
لا يكاد يخلو منزل من إصابة أحد أفراده بحروق بسيطة أو حتى عميقة، ومنذ القدم انتشرت عملية وضع الثلج أو الزيوت على الحروق للإسراع فى العلاج، ولا يقتصر الأمر على المجتمع المصرى فإذا عدنا بالتاريخ سنرى أنه قد نصح الجنرال فريدريك فون إيسمارخ، الجراح البروسي، الذى ينسب إليه الفضل فى وضع اللبنة الأولى لإجراءات الإسعافات الأولية، باستخدام الزبد لإسعاف المصاب بالحروق، إلا أنه لم يعرف مخاطرها.
ويبرر مستخدمو الزيت والثلج فعلتهم بأن تعريض المنطقة المصابة بالحرق للهواء يسبب ألما مبرحا، ولهذا قد تساعد تغطيتها بمادة باردة كالزيت والثلج فى تخفيف الألم لبعض الوقت، لكن الدراسات العلمية أثبتت أن الزيت يؤدى لمنع وصول الهواء إلى الجزء المصاب فيحجز الحرارة فى الداخل، وهذا يعنى أن الحرارة ستواصل الانتشار فى أنسجة الجلد وحرقها، أما الثلج فهو على عكس المتوقع يسبب تهيجا كبيرا للحروق.
وفى المقابل ينصح بوضع الجزء المصاب تحت الماء البارد مباشرة لأطول مدة ممكنة، لا تقل عن 20 دقيقة، لأن الماء البارد سيوقف تغلغل الحرارة فى أنسجة الجلد، وفى الوقت نفسه سيساعد فى تخدير الجزء المصاب. وبمجرد أن يبرد مكان الحرق، يمكن تغطيته بقطعة قماش نظيفة أو شاش فزلين لمنع التصاقه بالجلد.
وقف النزيف
يصاب الصغير والكبير بنزيف الأنف لأسباب متعددة، وعادة ما يصاب البعض بالهلع بمجرد رؤية الدماء فيلجأون - كما هو معتاد ومتوارث فى مختلف المجتمعات- لعدة طرق لوقف النزيف، أولها إرجاع الرأس للخلف، أو وضع مناديل بفتحات الأنف، أو الاستلقاء.
وقد أكد الأطباء أن كل تلك الأمور خاطئة فإعادة الرأس للخلف قد ينتج عنه ابتلاع الدم، وهو يؤدى للشعور إلى التقيؤ، كما أن تمديد الجسم أثناء نزيف الأنف قد يؤدى إلى وصول الدم لمسارات التنفس وهو ما قد يكون له نتائج خطيرة، وسد الأنف بالقطن يؤدى لحبسه ويزيد من نزفه بمجرد إزالة القطن، كما أن تنظيف الأنف بقوة بعد توقف النزيف يزيد من خطورة حدوثه مرة أخرى، لذلك فمن الأفضل توخى الحذر والتعامل بلطف شديد مع الأنف حتى تمر 12 ساعة بعد توقف النزيف.
أما الطريقة الصحيحة فهى النزول بالرأس لأسفل من أجل السماح بخروج الدم والتنفس بهدوء مع الضغط المتواصل لعشر دقائق بأصابع اليد على الجزء الخلفى للأنف باستثناء الحالات التى تكون فيها الأنف متورمة نتيجة لجرح أو حادث.
الإنعاش القلبي
تعد عملية الانعاش القلبى الرئوى ( CPR) من أكثر الأمور التى تساعد على الحفاظ على حياة الفرد سواء تعرض لتوقف القلب فى المنزل أو فى الطرقات فالإسراع بعملية الإنعاش تزيد من فرصة نجاته، لكنها ثقافة غير منتشرة بالمجتمع المصرى بشكل كبير، بالرغم من لجوء المستشفيات لها فى حالة توقف القلب وبالفعل عادة ما يتم انقاذ المريض.
ومن أبرز الخرافات المنتشرة حول هذا الأمر أن الانعاش القلبى لا ينجح إلا بجهاز الصدمات بالمستشفيات، وأن عملية الضغط على الصدر ما هى إلا ضياع للوقت، كما أن الكثيرين يعتقدون أن عملية الانعاش لا يمكن ان تتم إلا بـ»بالتنفس الإنقاذي» وهو الأمر غير المنتشر بالمجتمعات العربية.
لكن على العكس تماما توصلت دراسات إلى أنه من الأفضل التوقف عن إعطاء التنفس الإنقاذي، ومواصلة الضغط على صدر المريض ضغطات سريعة متتابعة دون توقف للمساعدة فى إيصال الدم إلى الدماغ، فهذه العملية ستسرع من تدفق الدم إلى الدماغ، رغم أنه لن يكون مشبعا بالأكسجين.وأجريت ثلاث تجارب، وُزع فيها المشاركون على المجموعات عشوائيا، للمقارنة بين طريقة الإنعاش القلبى الرئوى التى تتضمن التنفس الإنقاذى وطريقة الإنعاش القلبى الرئوى من دون التنفس الإنقاذي، وتوصلت التجارب إلى أن الاختلافات بين الطريقتين تكاد لا تذكر، لكنهم أوصوا أن تتم عملية التنفس الانقاذى للناجين من الغرق والأطفال لاحتياجهم الكبير للاكسجين فى حالة توقف القلب.
رش المياه
كثيرا ما نرى فى الأفلام عملية «رش المياه» على وجه من يتعرض للإغماء لمحاولة افاقته، كما يتم رفعه ووضع وسادة أسفل الرأس كمحاولة لانقاذه، وهو ما يحدث أيضا فى حوادث الطرق فمحاولة إفاقة المصاب تكون مسئولية جميع من حوله، لكن كل تلك الإجراءات من الممكن أن تزيد الأمر سوءا، لذا فحين يتعرض أحدهم للإغماء فالاستلقاء هو الخطوة الأولى مع الحفاظ على رأسه منخفضا ورفع القدم لزيادة ضخ الدماء للمخ وتدريجيا سيستعيد المصاب وعيه، إلا أن بعض الحالات تتطلب مراقبه النفس جيدا مع التأكد من النبض، وفى حالة توقف القلب على المواطن البدء فوريا فى الإنعاش القلبى الرئوى وعدم التوقف لحين وصول الإسعاف، فمن الممكن أن ينقذ المواطن حياة المصاب خلال دقائق محدودة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة