«واحدة وعليها واحدة».. «المراتب المغشوشة» سبوبة للنصب على المواطنين
«واحدة وعليها واحدة».. «المراتب المغشوشة» سبوبة للنصب على المواطنين


«واحدة وعليها واحدة».. «المراتب المغشوشة» سبوبة للنصب على المواطنين

مصطفى عبدالله ميري

الأحد، 16 فبراير 2020 - 05:48 م

 

- خبراء: سعر الأصلية 3 آلاف جنيه.. وهذه علامات المنتجات المقلدة

- أطباء: «المغشوشة» أضرارها كثيرة على الجلد والعظام والرقبة

- «حماية المستهلك»: سحبها من الأسواق مسئولية التموين

 

تستيقظ مصر كل يوم على  جريمة جديدة من جرائم الغش والتدليس التي يقع ضحيتها المستهلك بحسن النية،  فبعد نجاح الأجهزة الأمنية بالقليوبية  في ضبط مالك مصنع لإنتاج المراتب الأسفنجية "بدون ترخيص" بدائرة مركز شرطة الخانكة، وبحوزته 21320 قطعة مستلزمات إنتاج "مجهولة المصدر" و41 مرتبة "منتج نهائي"، تمهيداً لطرحها للبيع بالأسواق مدخلاً للغش والتدليس على جمهور المستهلكين.. تناقش«بوابة أخبار اليوم» الخبراء والأطباء حول أضرار المراتب المغشوشة التي تنتجها مصانع «بير السلم».

مصانع «بير السلم»

في البداية تقول سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، إن لدينا صناعات «بير السلم» ليس لها أي مواصفات ومستندات وغير معلوم أماكنها، وعقدنا مؤتمر العام الماضي حول صناعات « بير السلم» وطلبنا من الدولة القيام بمجموعة إجراءات لتقنين أوضاعها.

«مسئولية المواطن»

وتابعت «الديب»، في تصريحاتها لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنها تهيب بالمواطنين عدم شراء المراتب الرخيصة غير معلومة الهوية والمواصفات والتي تنتجها مصانع مجهولة، مشددة على ضرورة شرائها من مصدر معلوم فالمراتب تتعلق بالصحة والسلامة للمواطنين، فيجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل فاتورة الشراء من البائع، وتكون الفاتورة معتمدة، والتأكد من مواصفات معتمدة للسلعة وتجربتها قبل الشراء، وعدم الشراء بدافع انخفاض السعر لأن هذا ليس معيارا أنها جيدة.


وأوضحت أن مصانع «بير السلم» لا يوجد حصر لها، ونحن قدمنا روشتة لحل مشكلاتها من خلال المؤتمر، ولدينا تجربة منذ زمن الدكتور محمود عيسى رئيس المواصفات والجودة وحددنا عدد من مصانع «بير السلم» لكي يتم عمل مواصفات للمنتج والأماكن الموجودة بها والمستندات التي يستخدمونها، وأن تتبناهم  الدولة ويتم فتح الباب لهم لتوفيق أوضاعهم.

«إهدار للاقتصاد القومي»
 
وأشارت «الديب»، إلى أن المراتب المغشوشة وغيرها من صناعات «بير السلم» تعد إهدارا للاقتصاد القومي وتضر بسمعة مصر، مؤكدة على ضرورة تقنين هذه المصانع لتدخل مع القطاع الرسمي وتخضع للرقابة.

وذكرت أن مصانع «بير السلم» لا تخضع للرقابة ولو وردت شكاوى منها لا نستطيع التصرف معها، لأنها غير معلومة الأماكن والعناوين، لافتة إلى أن هذه المصانع تبيع للمحلات بأسعار متدنية ودون فواتير ويشكلون منظومة فيما بينهم.

رقابة «التموين»

ولفتت رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، إلى أن وزارة التموين والتجارة الداخلية هي المختصة بالرقابة على هذه المنتجات من خلال المفتشين، موضحة أن الروشتة التي تم تقديمها لحل أزمة مصانع مراتب «بير السلم» شملت أصحاب المصانع والمجتمع المدني والجهات الرقابية عليهم مثل هيئة المواصفات والجودة ومعهد الجودة ومصلحة الكيمياء، وتم رفع التوصيات وروشتة العلاج لجميع المسئولين والجهات المعنية، لكن دون الوصول لأي جديد حول تلك الأزمة.

«الأصلي والمغشوش»

يقول طارق جمال مسئول مبيعات بشركة مراتب شهيرة، إن الفرق بين المراتب المغشوشة والمراتب السليمة كبيرة جدا، فنجده بمكونات المراتب، فالمغشوشة تتكون من شاسية من السوسات يكون سمكها 2.2م، أما الأصلية وصاحبة الجودة العالية تمتاز بسوسته سمكها2.4م، ثانيا: فأما بالنسبة لطبقة اللباد الحراري العازل والموجود أعلى الشاسية، ففي المرتبة المغشوشة نجد شركات تضع اللباد ذو كثافة قليلة، وأخرى لا تضع لباد أصلا، وكما أن هناك شركات أخرى تضع كارتون أو فل ويعلوها طبقة رقيقة جدا من الإسفنج، وأخرى تضع بطاطين صوف مستعملة، وبواقي مصانع الجلد.

وتابع «جمال» أما المرتبة الأصلية فيضع بها اللباد بخامة مستوردة، وذو كثافة عالية تكون 80م، ونذهب إلى أهم مكون بمكونات المرتبة والتي تلعب دور كبير في تخفيض تكلفة المرتبة، وهي طبقة الإسفنج الموجودة بالمرتبة، فالمصانع تضع إسفنج «سوبر سوفت» أضعف كثافاته  22م، ودا أقل مصنع يعطى أقل كثافة، أما ورش بير السلم فيضعوا الكرتون أو الفل ويعلوهم طبقة من الجلد الهالك بالكيلو.

وأكد «جمال» أن هروب أصحاب الورش إلى أماكن متطرفة لا توجد مراقبة عليها في مرحلة الإنتاج والتوزيع ، فانتشار ورش بير السلم تحت مسمى المرتبة المصري، أما المراتب ذات جودة عالية يطلق عليها مرتبة مستوردة، رغم إنتاج الاثنين بالسوق المصري، ورغم عدم امتلاك أصحاب الورش أي نوع من التراخيص إلا أننا نفاجئ بظهور إعلاناتهم على شاشات التلفاز.

«ورش متنقلة»

وتابع «جمال»، أن أصحاب الورش يقومون بتغيير أماكن ورشهم تقريبا كل عام حتى لا تتمكن الرقابة من ضبطهم، فهم يستأجرون الأدوار الأرضية بالأماكن البعيدة، والأرياف، وبالنسبة لشاشات التلفاز التي يظهرون عليها ويؤكدون حصولهم على شهادات جودة، وهذا على خلاف الحقيقة، فتصبح شريكة لترويج المنتج الغلط، ففي الحقيقة هم غير حاصلين علي أي شهادات ولا يملكون سجل تجارى، ومنتجهم غير حاصل على أي علامة تجارية، فهو غير مطابق للمواصفات.


«نصائح للمستهلكين»

ونصح «جمال» المستهلكين عند ذهابهم لشراء المرتبة، أولا سؤالهم على نوع شاسيه المرتبة، وسمك السوستة بها، ثانيا: ارتفاع وكثافة الإسفنج، ونوعية الأقمشة المستخدمة في المرتبة، وأخيرا محاولة التأكد من صحة وسلامة الشهادات الحاصلة عليها الشركة وذلك للذهاب لحماية المستهلك في حالة الضرر ووقوع الغش.

وتابع «جمال» أن إدعاء هذه الورش أن ضمانها 20 عاما، فهذه أكذوبة كبيرة فصاحب الورشة يقوم بتغيير اسم المنتج بعد تشبع السوق بها، ويقوم بإنتاج مرتبة أخرى بمسمى أخر ويقوم بتغيير البروشور الموجود علي المرتبة، وتسقط كل التزاماته بالنسبة للمرتبة القديمة.

يقول «جمال»  نظرا للتكلفة المرتفعة للمراتب الأصلية وغلو مكوناتها، فإن المراتب الأصلية لا يمكن أن تجد سعر مترها المربع أقل من 1000 جنيها، فمثلا المرتبة 120*100 لا يجب أن يكون سعرها أقل من 1200 جنيها، فإعلانات  اشترى مرتبة وأكسب  مرتبه هدية بـــ900 جنيها تعد دعاية لمراتب مضروبة  وغير أصلية، ومن إنتاج ورش بير السلم، فالمراتب الأصلية درجات نجد أقلها سعر 120*100 تقريبا 1200 جنيها إلى 3000 جنيها، فالأصلي درجات من حيث الصنع، فمثلا نجد مرتبة  أصلية و لكن بدرجة متوسطة، وأخرى طبية وهي أعلى ويصل سعر مترها المربع لـ3000 جنيها.

«مخاطر كثيرة»

وتقول الدكتورة أمل إبراهيم دكتورة الإمراض الجلدية، انه يجب أن نختار المرتبة بعناية فهي قد تسبب الكثير من الإمراض في حالة كونها مغشوشة، أو مكوناتها ذات جودة رديئة أو سبق استخدامها من قبل فتسبب أمراض كثيرة عند ملامسة أجسامنا لها، فالمراتب المصنوعة من خامات رديئة، أو مصنوعة ببيئة غير صحية، من الممكن أن تحمل فطر ، أو بكتريا معينة وفيروسات، وأقمشتها مصنوعة من مواد صناعية وليست طبيعية فأنها تصيب الجلد بحساسية، وإحمرار واحتقان وحكة وقد تصل للقشور الجلدية والعداوات الفطرية، وكما أنها من الممكن إصابة جهاز التنفس، كما إن الجزء التقني في المرتبة مهم جدا ففي حالة المغشوش منها قد يصاب العمود الفقري والمفاصل بالالتهابات وانعواجات.

ونصحت «إبراهيم» أنه يجب شراء المراتب من أماكن موثوق بها، وعدم الاهتمام بالأسعار أكثر من الجودة، بعد شراءها يجب وضع غلافين علي الأقل من الأقمشة القطنية على المرتبة، وإذا ظهر على الجسم أي حكة أو احمرار، فيجب على الفور التوجه للطبيب المختص.

«البرلمان يحذر»

وكان المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، قد تقدم بطلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان موجهًا للحكومة، بشأن مصانع بير السلم التي تنتج المراتب المغشوشة، من خلال خامات مجهولة المصدر وتدون على منتجاتها أسماء وعلامات تجارية مغشوشة ومقلدة، مطالبا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد عمليات الغش التجاري ومواجهة مصانع بير السلم والإعلانات الكاذبة.

وأضاف عامر، أن الكثير من المواطنين يقبلون على شراء هذه "المراتب" ظنًا منهم أنها فرصة للتوفير لاسيما ورخص ثمنها وعدم وجود رقابة على الإعلانات الخاصة بها، في حين أنها عملية نصب تؤدى إلى أضرار صحية لاحقة.

وأوضح رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الغش بصناعة المراتب يأتى عن طريق حيل مصانع "بير السلم" لتقليد الماركات الشهيرة والمعروفة بجودة خامتها عالميًا وأسعارها المرتفعة، واستخدام خامات رديئة للغاية، وتُباع بأسعار منخفضة وتلجأ هذه المصانع لإضافة كلمة إلى اسم الماركة الشهيرة كنوع من الغش التجارى فى محاولة لإقناع المستهلك بالانتماء إلى الأصلية.

ولفت عامر، إلى أن هذه المراتب تتهالك بعد فترة قليلة من الشراء، كما أنها لا تحوى إسفنج من الأساس، فبعض المصانع تعمل على وضع طبقة مما يسمى «الفِل» زهيدة الثمن، وتعمل على تبطينها بطبقة من الإسفنج الرقيقة للغاية، ووضع أسفلها "السوست"، والتي بالنهاية تمنحها الارتفاع المطلوب دون وضع طبقة الإسفنج التي تعد كمرحلة أساسية في تصميم أي مرتبة.

وأشار رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، إلى أن المصانع التي تلجأ إلى الغش التجاري، هى مصانع محلية تفضل الانتشار الكبير عن طريق بيع منتج زهيد ومغشوش، وغالبًا ما تستخدم القنوات التلفزيونية المغمورة في الإعلان عنها، كوسيلة تعامل مباشرة مع المستهلك تراها هى الأسرع في تحقيق الأرباح من التعامل مع تجار الجملة. 

وشدد عامر، على ضرورة اختيار نوع المراتب المُستخدمة، والعمل على شراء أجود الأنواع منها، حرصًا على صحة وراحة الجسم، حسبما يؤكد الخبراء، محذرًا من أن المراتب المغشوشة تسبب مشاكل صحية بالمفاصل والعظام، خاصة العمود الفقري والكتف.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة