وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

كورونا وفرصة الأزمة

وليد عبدالعزيز

الأحد، 16 فبراير 2020 - 07:07 م

 حالة من الرعب والذعر تسيطر على الاقتصاد العالمى بعد تفشى فيروس كورونا واتخاذ العديد من دول العالم إجراءات وقائية واحترازية ضد الصين وبطبيعة الحال فإن المنتجات الصينية ستكون منتجات غير مرغوب فيها ومخيفة وقد تقوم العديد من الدول فى التفكير ألف مرة قبل أن تستقدم سلعا صينية.. الصين والتى تحتل المرتبة الثانية عالميًا كأكبر اقتصاد تتعرض هذه الأيام لهزة كبرى قد تؤثر على معدلات النمو وحجم الإنتاج والصادرات.. لا أحد يعلم أين سيقف زحف الفيروس وهل ستنجح الصين فى القضاء على الوباء وما هى الفترة الزمنية التى تستغرقها لتستعيد عافيتها الاقتصادية؟.. ما لفت نظرى أن العديد من دول العالم بدأت تتحدث عن الدول البديلة للاستيراد خاصة وأن العديد من المصانع فى معظم الدول تعتمد على المعدات والآلات وقطع الغيار ومدخلات الإنتاج من الصين.. وبما أننا دولة تعيش فى محيط عالمى تؤثر وتتأثر فعلينا أن نستفيد من الأوضاع ونتعامل مع فكرة الفرصة البديلة.. لدينا أسواق عديدة نتعامل معها والأهم أننا دولة تعيش هذه الأيام تحديدًا صحوة صناعية بعد أن اتخذت الحكومة حزمة إجراءات إصلاحية تفيد الصناع والمستثمرين.. من هنا يجب أن نبدأ.. علينا أن نسعى لإدخال منتجات مصرية جديدة للسوق.. وعلينا أن نتعامل مع الأزمة على أنها فرصة تساعد الجميع على تحسين الأوضاع وتعديل ثقافة التصنيع القائمة على استيراد الجانب الأكبر من مدخلات الإنتاج.. لدينا فرصة ذهبية للاستفادة القصوى من إمكانيات بعضنا البعض.. الوقت حان لأن يدخل صناع ومستثمرو مصر فى شراكة حقيقية فيما بينهم لإدخال صناعات جديدة قد تساعد على التقليل من الاستيراد وإدخال سلع جديدة عالية الجودة للسوق المحلى كنا نعتمد على استيرادها.. المتغيرات العالمية تجبر الدول على توفير الحد الأدنى من احتياجات المستهلكين فى كافة القطاعات.. دعونا نتذكر أزمة جنون البقر والتى ضربت أسواق اللحوم فى العالم وهنا يجب أن نعترف أن سعى الدولة لتوفير ثروة حيوانية هو مشروع ضرورى لأننا فى حاجة إلى توفير احتياجات المواطنين فى حالة الأزمات.. نفس الحال ينطبق على المشروعات الزراعية.. الجميع كان يتوقع أن تضرب العالم أزمة اقتصادية جديدة خلال العام الجارى والعديد من الدول كانت تعمل على استغلال فرصة الأزمة.. ومع ظهور فيروس كرونا تعرض العالم لأزمة كبرى مصحوبة بالرعب والخوف من المجهول.. الدولة المصرية تعاملت مع الفيروس بكل احترافية وشفافية.
وعلى الجميع أن يتعامل مع الأزمة على أنها ظرف طارئ ولكن من الممكن أن نحقق مكاسب تضمن لنا الحفاظ على سلامة أسواقنا وتوفير منتجات محلية جديدة وأيضا السعى إلى دخول الأسواق المجاورة التى تعرضت فيها المنتجات الصينية لهزة ولو مؤقتة.. لو كانت لغة المصالح هى التى تحكم العالم فإن مصلحة مصر وشعبها فوق الجميع.. دعونا نتعامل مع الفرص باحترافية لتعود المكاسب على الجميع وأتوقع أن يستغل القطاع الخاص الفرصة ويكون أكثر ذكاءً ليستفيد من الأزمة ومما تقدمه الدولة المصرية هذه الأيام لعودة الحياة للصناعة والاستثمار  .. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة