كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«على فكرة» !

كرم جبر

الأحد، 16 فبراير 2020 - 07:08 م

 

على فكرة، فى أى وقت يجيء إليك الحب، تمسك به ولا تتركه ودافع عنه، فقد يأتى يوم تندم فيه أنك فرطت أو تهاونت، أو لم تقدر مقولة أن السعادة هى «إفاقة من حلم» اسمه الحياة.
الحب فى هذا الزمن لم يعد مثلما كان زمان، فالعشاق التاريخيون المشهور عنهم العذاب واللوعة والشجن وإتيان أعظم المشاعر الإنسانية الحزينة، لم يكتب لواحد منهم أن ينال حبيبته، وظل يغزل من اللوعة كلمات خلدته بعد فناء الأجساد.
المرأة هى جوهر الحب ومضمونه وغايته وبدايته ونهايته، وأقصد الحب العاطفى الذى يسمو فوق كل صنوف الحب الأخرى، فقل ما شئت أحب أبى أو أمى أو أختى أو وردة جميلة هم الحب الخالد، ولكن تبقى العاطفة هى صاحبة السيادة والسيطرة.
الحب يلهبه الحرمان، والحرمان سر الإبداع والإلهام، وإذا لم يجد الشاعر حرماناً يأتى إليه بالخيال، بحث عنه فى طقوس حبيبته عن لحظات الفراق، ولو كانت فى أحضانه.
>>>
لا تستغرب وأنت تفتش فى ملفات الطلاق، وأغلبها أولاد وبنات صغار السن، جمعهم الحب سريعاً، وفرقهم الطلاق أسرع، فأصبح كما كنا نكتب العناوين فى بداية حياتنا الصحفية «زواج على ورقة طلاق».
يذهب «هو» إلى بيت أمه وتعود «هي» إلى منزل والدها، عاشوا غرباء تحت ستار حرية واهية، لا تضع قيوداً على الطرفين، فضاقوا بالجدران، اسأل نفسك: كيف افترقا بعد أن كانا عصفورين يتهامسان فوق الأغصان؟.
البيوت التى تتنسم هواء الحب تكون أكثر سعادة واستقرار، من الأم التى تتسع أحضانها لاحتواء الصغير والكبير، وإلى الأب الذى لم يعد «سى السيد»، ولكن يصاحب أولاده «يخاويهم»، ويجالسهم ويستمع لمشاكلهم، خير صديق ويحفظ نفسه كبيراً فى عيونهم.
والبيوت التى يجافيها الحب هى الأكثر شقاء، حتى لو كانت غارقة فى الثروة والأموال، فالفلوس لا تجلب السعادة ولا تصنع الود، وكم من أسر ثرية لم تضبط إيقاع أولادها، فأصبحوا عبئاً عليها ومن أسباب الهموم والأوجاع.
>>>
علموا أولادكم الحب، والبداية تكون من الآباء والأمهات، وقديماً غنت فايزة أحمد لست الحبايب، وجاءت إلى عبارة «وتقومى تشقري»، وهى كلمة عامية رائعة ليس لها مثيل فى أى لغة أخرى، ومعناها التفتيش على الأولاد أثناء نومهم والطبطبة عليهم واحتضانهم والاطمئنان عليهم.
الحب ليس فقط بالكلمات رغم أهميتها فى طقوس الحياة، ولكن بالأفعال والتصرفات، والإحساس بالسند والظهر، وأن الإنسان إذا تعرض لأزمة يجد من يقف بجواره ويعينه على اجتيازها والعبور منها بسلام.
البيوت نوعان، إما أزواج وزوجات يهيمون عشقاً وحنيناً ووداً وإخلاصاً، أو جدران من نار تلهب من فيها بالجفاء والقطيعة، غرباء تحت جدران واحدة، اللهم اجعل أيام الأوفياء « فى عيد الحب « دفئاً وحناناً.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة