رضع وسيدات حوامل.. مشاهد صعبة لنقل المصريين من ووهان  
رضع وسيدات حوامل.. مشاهد صعبة لنقل المصريين من ووهان  


حكايات| رضع وسيدات حوامل.. مشاهد صعبة لنقل المصريين من ووهان  

إنجي خليفة

الأحد، 16 فبراير 2020 - 08:39 م

 

لحظة صعود المصريين إلى الطائرة لنقلهم من ووهان إلى مطار العلمين، كانت مؤثرة للغاية.. «وجدنا عددًا كبيرًا من الرضع والسيدات الحوامل والأطفال، هنا أدركنا أنه لم يكن إنسانيًا التراجع عن هذه المهمة. 

 

كأي إنسان واجه كابتن طيار أشرف الهواري، كبير الطيارين بشركة سياف للطيران على طراز  A330 لحظات صعبة حين تم إبلاغه بمهمته الإنسانية لنقل المصريين المتواجدين بمدينة ووهان الصينية إلى أرض الوطن.


 
واجه الطيار الهواري بعض الصعوبات في كيفية تمهيد الأمر لأسرته، وهنا يقول: «أسرتي كانت متحمسة جدا لعودة المصريين ولكن عندما علموا أن شركة سياف التي أعمل بها هي من ستقوم بذلك بدأ الوعي بأنني أمهد أن من سيقوم بالرحلة هو أنا».

 

 

ويتابع كابتن أشرف: «قامت أسرتي بعقد اجتماعات وإنشاء جروب على واتس آب لإقناعي بأنني ليس الشخص المناسب للمهمة، وكانوا يتحدثون معي وفق كلام علمي، حيث أن بعد البحث وجدوا أن فيروس كورونا يصيب الأشخاص ذات المناعة الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن، والتغلب على الفيروس يقوم به الجهاز المناعي، وأن الشباب هما أكثر قوة ومناعة وبالتالي أفضل أكثر مني للقيام بذلك، لكنني في النهاية أقنعتهم».

 

اقرأ للمحررة أيضًا| مهمة انتحارية مصرية.. طاقم جوي يتحدى «كورونا» في سماء الصين

 

كان لأهمية الرحلة عامل غير عادي لدى الكابتن الهواري؛ إذ يقول: «منذ أن عُرض عليّ الأمر كنت مرحبًا جدا وكنت متحمسًا، وكان يجب أن أقوم بالبحث عن العدد المطلوب لأداء هذه الرحلة، وقمت بالاتصال هاتفيًا بالأشخاص وفي البداية طلبوا مهلة للتفكير وفي النهاية العدد الذي كنا بحاجة إليه وافق».

 

وبكلمات يغلفها الثقة، يقول كابتن طيار أشرف: «سبب الحماس الرئيسي أن هناك مصريين من أولادنا في محنة والمفترض أن لو كان لي أخ أو ابن أو قريب سأكون متحمسًا لإعادته، عملت في الشركة الوطنية مصر للطيران لمدة 20 عامًا، لكن خلال 32 عاماً طيران أول مرة أواجه مشكلة بهذا النوع أن يكون هناك مرض وبائي منتشر ولا يوجد له علاج وأتطوع للقيام برحلة بهذا الشكل».

 

 

«كان الشق الأهم هو هل هناك طاقم يوافق متطوعا لأداء هذه الرحلة؟، حيث من الممكن أن يرفض الطاقم، وللأمانة هذه الرحلة الاستثنائية تمت تطوعًا بوازع داخلي من الشخص نفسه، وهناك آخرون اعتذروا عن الرحلة، ولكن كنا مقدرين ذلك ولا غبار عليه هو لم يقصر في شيء».

 


من السماء.. مدينة الموت 


    
يتذكر قائد الرحلة المصرية إلى ووهان جيدًا ما تم وضعه من خطة مدروسة بعناية من أجل الإجراءات التي سيتم إتباعها للحفاظ على سلامة الفريق والحفاظ على سلامة الركاب وألا يكون هناك أي احتمالية لنقل العدوى بين الركاب وبعضهم البعض ولا يكون هناك أي مشكلة تعرض الطاقم أو الفريق الطبي للخطر.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| المكياج ليس كل شيء.. عنصرية واغتصاب وتحرش لمضيفات الطائرات

 

يقول كابتن أشرف الهواري، إنه تم تقليل عدد الطاقم والمرافقين للحد الأدنى، حيث كانت سعة الطائرة 297 راكبًا، لكن عند العودة وصل العدد إلى 320 ومن بينهم رضع لا يحتاجون مقاعد.. «أتينا بأقصى حمولة للطائرة وكان غير مسموح براكب آخر زيادة». 

 

 

بعد  9ساعات طيران، وتحديدًا يوم الأحد 2 فبراير، وصلت الطائرة المصرية ووهان، والتي يصفها الهواري: «كانت المدينة خاوية على عروشها، ونحن في السماء لم نر الأضواء التي اعتدنا عليها، والشوارع خالية، كانت مدينة فاقدة للحياة، لا يوجد بشر ووجدنا المطار أيضا ميت، والطائرات في حالة تخزين ومغلفة بالكامل، وقتها شعرنا بإحساس الناس الموجدين هناك».

 

الصعود للطائرة.. مشهد صعب

 

صعود المصريين للطائرة لم يكن مشهدًا هينًا على طاقم الطائرة، حيث يتحدث الكابتن قائلا: «عدد كبير من الرضع والسيدات الحوامل والأطفال، شعرنا أنه لا يمكن لأحد أن يتخاذل عن هذه المهمة وهذا رد فعل طبيعي، وأثناء صعود المصريين كنا في كابينة القيادة لأن كنا نواجه مشاكل أخرى خاصة بعدم توفر عمال كفاية لتحميل الحقائب».

 

تظل المشكلة الأخطر أن حالة الجو في ووهان بدأت تتدهور والرؤية الأفقية تقل وبدأ الخوف يتسرب إلى طاقم الطائرة.. «إذا تأخرنا من الممكن أن تسوء حالة الطقس ولا يسمح لنا بالإقلاع من مطار ووهان وتكون هناك مشكلة كبيرة، في هذه الأثناء كان هناك بعض الضغط، ولكن بفضل تعاون الطاقم تمت الرحلة بنجاح».

 

 

صحيح أن كابتن طيار وسام الدين صلاح، والطيار مصطفى كمال، توليا رحلة الذهاب من مطار القاهرة الدولي إلى ووهان، إلا أن الكابتن أشرف الهواري اختار تنفيذ رحلة العودة ومعه الطيارين أيمن سراج وهاني هاشم، ونفذت العودة بهدف إرجاع المصريين من هناك وكانت الرحلة سلسة جدا.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| صائمون بين السحاب.. راكب يطلب «بدل وجبة» وأخر يفطر على «خمر»!!

 

ويؤكد أن فرق ساعات الطيران بين رحلة العودة التي استغرقت 12 ساعة طيران و الذهاب 9 ساعات، كان سببه السير عكس اتجاه الرياح بالتالي السرعة كانت أقل ونتج عنه زيادة في وقت الطيران هذا، إضافة إلى 55 دقيقة تضاف للرحلة للفرق بين مطار الذهاب والعودة حيث الأول كان مطار القاهرة والثاني كان مطار العلمين.

 

أما طاقم الضيافة المكون من رؤساء طواقم أحمد جلال، وأحمد بهجت، ومصطفى السيد، ومضيفين جويين رحاب الشافعي، وريهام حلمي، وأيمن طلعت، وعبدالرحمن سعيد، وحسن منتصر»، فقدموا مجهودا رائعا في تنفيذ واتباع الإجراءات الوقائية لأنفسهم ولطاقم الطيران فعندما يقتربون من قمرة القيادة كانوا يبدلون جميع مستلزمات الحماية التي يردونها خلال احتكاكهم بالكابينة. 

 

أخطر رحلة 

 

كانت الإجراءات الصحية المشددة في العلمين، أحد المشاهد المرهقة في الرحلة بالنسبة لطاقم الطائرة، وهنا يظهر علهم الإرهاق، بعد 4 ساعات في مطار العلمين لإنهاء إجراءات الوصول وساعتين أخريين للنقل إلى مطروح.

 

 

بحق هذه أخطر رحلة طيران أقوم بها، والكلام عائد للكابتن طيار أشرف الهواري، وعند العودة وضع الرجل سيناريو كاملا؛ إذ خصص فترة الحجر الصحي لقراءة كتاب شخصية مصر لجمال حمدان، بعد أن حصل عليها من معرض الكتاب.

 

ويختتم حديثه بكلمات: «لم أتعامل مع المصريين القادمين من ووهان حتى الآن، حيث تم عزلنا كطاقم طائرة بمفردنا في مبنى خاص، وصل عدد الموجدين بالحجر حوالي 700 شخص وكشف طبي دقيق صباحا ومساء فالأمور مأخوذة بجدية هنا».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة