محمد سعد
محمد سعد


أمنية

شر الطمع !

محمد سعد

الأحد، 16 فبراير 2020 - 09:00 م

عشرات القضايا تناولتها وسائل الاعلام المختلفة خلال الأيام الماضية تتعلق فقط بالنصب على المواطنين وبيع الوهم لهم والاستيلاء على أموالهم، الأرقام التى وردت فى تلك القصص المروعة صادمة إلى حد كبير تقودنا إلى اسئلة عدة ورغم أنها ليست بالجديدة إلا أنها أصبحت ملحة، فمثلا لابد لنا أن نتساءل.. كيف استطاع النصاب خداع ضحيته واستحوذ على «تحويشة عمره» أو ما هى حيلة هذاالنصاب للايقاع بضحيته؟ وبالطبع أين ذهب عقل الضحية كى يسلم نفسه لهذا النصاب؟ هل أعماه الطمع ؟ أم أنه انسان ساذج؟.
هذه الأسئلة وأكثر منها بكثير لم تجد إجابات محددة وواضحة لها فى محاضر الشرطة أو تحقيقات النيابة العامة، والمحصلة النهائية أننا أمام جريمة مكتملة الأركان تحمل بين جنباتها الأدلة والجانى والمجنى عليه، دون النظر فى خطورة تفشى الظاهرة وخروجها من حيز المدينة وانتقالها إلى الريف فى الآونة الأخيرة، بل أيضا وصلت إلى المناطق النائية التى أصبحت بيئة خصبة لتلك الجرائم.
ومن بين عشرات القضايا أعرض 4 وقائع جرت خلال الأيام القليلة الماضية تظهر مدى الاحترافية التى وصل إليها المحتالون، وأن النصب تغير فى الأيام الماضية ليصبح النصابون يعملون بشكل جماعى أكثر من اعتماد النصاب على موهبته الفردية، ففى محافظة مطروح الهادئة سقط تشكيل عصابى مكون من 20 فردا قاموا بفتح وإدارة مجموعة من الحسابات المالية بمكتب بريد مطروح، وتلقى إيداعات وتحويلات قدرت بمليار و750 مليون جنيه، خلال 4 سنوات من حصيلة أنشطة غير مشروعة، تم إيداع معظمها عن طريق 7 أشخاص من محافظات الصعيد، كانوا يودعونها فى هذه الحسابات، التى فتحها وأدارها 5 موظفين بفرع بريد مطروح، مقابل عمولات كبيرة عن كل عملية سحب.
الواقعة الثانية كانت فى الجيزة حين سقط تشكيل عصابى تخصص فى النصب والاحتيال على المواطنين، وكشفت التحقيقات، أن المتهمين زعموا بأنهم موظفون عموميون فى إحدى الجهات الحكومية، واستغلوا تلك الصفة من أجل إيهام الراغبين فى شراء سيارات «اللوط» بقدرتهم على إرساء جلسات المزاد العلنى بجمارك السيارات بمطار القاهرة الدولى عليهم، واستولوا على أموال مالية ضخمة بلغت 3 ملايين جنيه بموجب تلك الحيلة.
والقصة الثالثة كانت فى سوهاج حيث ورد بلاغ من 6 مواطنين يتهمون أحد الأشخاص بتلقى مبالغ مالية منهم بلغ إجماليها 725 الف جنيه، لتوظيفها واستثمارها لهم فى مجال تجارة الأدوية والمستلزمات الطبية مقابل حصولهم على أرباح شهرية إلا أنه توقف عن السداد.
الواقعة الرابعة كانت لـ 4 متهمين سقطوا فى قبضة الأمن وبحوزتهم أوراق مالية مزورة واعترفوا بالنصب على المواطنين عقب إيهامهم بقدرتهم على تحويل الأوراق المضبوطة بحوزتهم إلى دولارات.
> مسك الختام
يقول المثل الشعبى «طمعنجى بنى له بيت.. فلسنجى سكن له فيه»، العيب ليس فى النصاب ولكن فى «المغفل» الذى أعطى فرصة لهذا المحتال أن يدخل عليه وينصب شباكه ويستدرجه إليه ويسلم إليه أمواله.. على الجميع أن يراجعوا أنفسهم ويأمنوا شر الطمع الذى يسيطر على النفس البشرية فى بعض الأحيان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة