عمرو جلال
عمرو جلال


بعد الاختصار

المراكز الثقافية.. تجارة أم تعليم؟

عمرو جلال

الإثنين، 17 فبراير 2020 - 07:32 م

انشئت المراكز الثقافية التابعة للسفارات الأجنبية لتشكل نافذة على العالم من خلال تنظيمها للفعاليات المحلية والدولية التى تعتمد على الطرح الثقافى والفنى الحر والمختلف دون السعى للتربح التجارى..وطوال سنوات كنت أحرص على حضور الكثير من فعاليات المراكز الثقافية الأجنبية لما فيها من ألوان مختلفة من الفنون غالبا تجعلك تسافر إلى تلك الدول دون تذكرة طيران وترى فيها الفكر والعلم والتنوير عبر أنشطة متعددة تتسم بالعمق وبدون أن تدفع حتى تذكرة حضور.. فكل دولة تريد ان تنشر ثقافتها وتجذب المواطنين إلى سياستها وحضارتها ويصبح لها شعبية جاذبة خاصة بين صناع الرأى والشباب.. وفى الآونة الأخيرة ظهر جانب آخر أصبح ملاحظا فى تعامل بعض المراكز الثقافية الأجنبية فى مصر وخاصة المركز الثقافى البريطانى الذى وصل به الأمر إلى تصوير إعلانات تجارية لتسويق دورات اللغة الإنجليزية الخاصة به..تعجبت من الأمر فى البداية حيث إنه من المعروف ان الدورات التى يقدمها خاصة فى اللغة الإنجليزية لا تحتاج إلى مثل تلك الدعايات التجارية ودفع الأموال لترويجها على منصات التواصل الاجتماعى، لكن اكتشفت عندما قمت بالتقديم لأحد أبنائى بها ان الأمر أصبح بالفعل تجاريا بحتا فأسعار الدورة الواحدة مرتفعة للغاية وبشكل مبالغ فيه ومنهج المستوى الواحد يتم تقسيمه إلى عدة مستويات لزيادة عدد الدورات كما أن المدرسين أنفسهم ليسوا من المتحدثين الأصليين للغة كما كان فى السابق ولا يوجد منهم إلا عدد محدود، بل وفوجئت بهم يقومون بإلغاء اشتراك البعض ومن بينهم طفلى لأن هناك آخرين دفعوا ثمن 3 دورات مقدما، وهكذا تحول المركز الثقافى البريطانى إلى الاعتماد على التربح التجارى رغم أنه ـ على حد علمى ـ من الجهات غير الهادفة للربح فى الأساس..وقمت بإرسال سؤال إليهم حول خضوع أنشطتهم المختلفة للضرائب فلم أتلق أى أجابة.. ما أقوله هنا هو همسة عتاب فى أذن المركز الثقافى البريطانى بالقاهرة الذى كان ولا يزال منارة مهمة تنظم العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية المهمة شاركت فى العديد منها واستفدت كثيرا من محتواها.. باختصار يجب أن تبقى المراكز الثقافية الأجنبية مصادر متوهّجة تبث إشعاعاتها التنويرية والتثقيفية والتعليمية، دون أن تنجرف إلى الفعاليات التجارية التى لا ترقى إلى المستوى المأمول.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة