أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

هذه هى «الأخبار»

د. أسامة السعيد

الإثنين، 17 فبراير 2020 - 07:40 م

لماذا يرتبط العاملون فى «الأخبار» بصحيفتهم كل هذا الارتباط؟
لماذا ينفقون عمرهم سعداء من أجلها، ولو مُنحوا عمرا فوق عمرهم لما ترددوا فى إهدائه لصحيفتهم المحبوبة؟!
أسئلة تهيمن على ذهن من يشاهد تلك الأجيال العاشقة لصحيفة «الأخبار»، وهى نفس الأسئلة التى شغلتنى منذ أن التحقت بـ«الأخبار» قبل عقدين من الزمن، وبمرو الوقت كنت أعرف الإجابة بنفسى رويدا رويدا. عبر سنوات العمل الصحفى زرت العديد من غرف الأخبار فى مصر والوطن العربى والعالم، لم تكن صالة تحرير «الأخبار» هى الأضخم أو الأكثر أناقة، أو حتى الأكثر تطورا، لكنها كانت أشبه بباحة بيت كبير يضم بذراعيه أبناء عائلة كبيرة، فيهم من كل صنوف البشر، لكنهم برغم اختلاف جذورهم وطباعهم لا ينسون أبدا أنهم أبناء عائلة واحدة عريقة.. أحد أسرار تلك المحبة الطاغية لـ«الأخبار» تجدها فى ذلك التواصل الفريد لأجيالها، فكل جيل يسلم لمن يليه الراية بحب، وإذا أردتم الدليل فاقرأوا ترشيحات القائمة القصيرة لجوائز التفوق الصحفى التى تمنحها نقابة الصحفيين سنويا، ستجد بينها تنوعا نادرا بين كل المؤسسات الصحفية، فتجد من بين المرشحين أستاذنا شريف رياض أحد فرسان جيل الأساتذة، صاحب القلم الدقيق كمشرط الجراح، والذى تعلمنا على يديه دروسا لا تنسى فى الدقة واحترافية التغطية، وستجد أيضا المثقف والمبدع إيهاب الحضرى، فارس الحملات الصحفية فى مجال الأثار، والعاشق المتيم بالتراث، ثم تجد من جيل الوسط فارسين من رفاق مشوار الكفاح الممتد من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وخلال سنوات العمل بالأخبار، وهما العزيزان أمير لاشين وحازم بدر، ثم تمتد القائمة إلى نماذج واعدة من شباب الصحفيين، ممن سعدت بالعمل معهم خلال رئاستى لقسم التحقيقات، وشرُفت بمتابعة إنجاز بعض أعمالهم المرشحة للفوز بالجائزة، وهم الأعزاء دعاء سامى ومحمد وهدان وأحمد سعد، والواعدة بقوة ياسمين سامى.. بعضهم كان يسبقنى إلى احتفال نقابة الصحفيين خلال العامين الماضيين ليكون فى مقدمة صفوف المهنئين بفوزى بجائزة النقابة، واليوم يحين دورنا لنقف فى موكب الفرح بهم، هذه هى «الأخبار»، وهؤلاء هم أبناؤها من مختلف الأجيال، والذين سيبقون رهانها فى كل العصور، ومستقبلها الذى يتحدى كل الظروف.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة