خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

فضايح المحمول..سلوك مخجل وانحدار أخلاق

خالد النجار

الإثنين، 17 فبراير 2020 - 07:44 م

يبدو أننا نتفنن فى عشق الفوضى.. تحولت شوارعنا لمزيج من القبح والانحلال.. استبحنا الهرجلة ومخالفة القانون، ابتدعنا سلوكيات خاطئة وتفشت عادات أكسبتنا أخلاقيات سيئة.. بجاحة مابعدها بجاحة فى استخدام المحمول أثناء القيادة وعمت الفوضى الطريق ونحصد يوميا أرواح ونجنى خسائر ونكتسب عادات قبيحة.. تحول المحمول لقنبلة فى يد الجميع سيطر على تصرفاتنا، وهدم عاداتنا وتقاليدنا، تسبب فى مشكلات عديدة وغير مشاعرنا وأسلوب الحياة.. تحول لمصدر للشائعات وفساد الأخلاق الدين وبث الفتن.
استخدمه أعداؤنا فى تغيير سلوكياتنا وتحكموا باقتدار فى توجهاتنا.. تحول استخدامنا الخاطئ للتليفون المحمول لمفسدة، نتناقل شائعات ومعلومات خاطئة، وصار التليفون المحمول هو الأب والمعلم والواعظ واتخذه البعض بديلا للأسرة حتى تفككت أوصالها.. تركنا أولادنا تربيهم السوشيال ميديا والقنوات المنحرفة واستعبدتهم التليفونات المحمولة وتلاشت المبادئ والقيم وظهرت عادات خبيثة وأشياء غريبة تبلدت أمامها مشاعرنا.. طفحت بجاحة المحمول وانتشرت فى الشوارع، ولم يعد كافيا مايتداول من افكار مسمومة ومغلوطة وتشويه لرموز الوطن والتشكيك فى استقراره.
رسخ التليفون المحمول بالاستخدام الخاطئ حالة من البجاحة وقلة الحياء، لم تقتصر على أبناء المدن المتحضرين بل توغلت فى الريف، ولم تعد تأمن جلسة مع أصدقاء فالغالب أن أحدهم يفتح تليفونه لتسجيل الجلسه وتوثيقها ليس فقط بالصوت لكن صورة وفيديو أيضا!
زادت الجلسات العرفية فى الريف أغلبها لحل مشاكل نتجت عن مشاكل المحمول، وارتفعت حالات الطلاق وتفشت ظواهر سيئة، واستسغنا الخسة والخيانة، فترى مشاكل نتجت عن علاقات عاطفية ينصب أحد الطرفين فيها كمينا للآخر بتصوير لحظات الغرام وتصويرها سواء من الرجال أو السيدات، وهناك مشاكل كثيرة نتج عنها فضائح وخراب بيوت.
حدثنى صديق عن مأساة يعيشها بعض أقاربه انقلب فيها الهزار لجد وتحولت الحكاية لكارثة، بعد أن فتح أحدهم تليفونه المحمول خلال جلسة عائلية ليستمع احد اطراف العائلة على الناحية الأخرى لفاصل طويل من التريقة والتقطيع وكلام خلال جلسة عائلية طويلة شارك فيها الجميع بالحديث عن أولاده وزوجته وتصرفاتهم وانتقادات جرحته، لم يلتأم الجرح ومازالت تسبب شرخا كبيرا، ناهيك عن الحكايات اليومية لزملاء فى العمل وصديقات استعذبوا عادة التجسس القذرة بهزار سخيف تنتهى برسائل عبر الواتس تنقل مايدور فى جلساتهم وتطال سيرة البعض وصور يتم التقاطها خلسة، حتى ولو بالهزار لكنها تسبب ألما وغصة.. عادات دنيئة استبحناها عندما رأينا كبارا فى السن والمقام يمارسون تلك الأفعال المنحطة التى تحدث ثقوبا وجروحا غائرة وتنزع الثقة..ياخسارة.. عزز سوء استخدام التليفون المحمول عادة قبيحة اعتدناها وهى التجسس، وصارت لعبة سخيفة، رغم أننا نعلم حرمتها وعواقبها.
فعادة التجسس والتلصص والتتبع، موبقات نهانا عنها الله ورسوله وتزيد الضغينة والحقد وتدفع للسلبية واللامبالاة.
تلك العادة الخبيثة تأصلت وبدأت فى ازدياد بفعل الاستخدام الخاطئ للمحمول وماصاحبه من تكنولوجيا خبيثة وجهتنا بضعف نفوسنا لطريق الشر.
مخجل أن ينساق الكبار أسرى لتلك الدناءات.. مخجل أن تستعبدنا التكنولوجيا بهذة الطريقة لنرتكب الأفعال والسلوكيات المخزنة.. اللهم عافنا واعفُ عنا وأصلح أحوالنا أجمعين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة