كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

معركة هانى شاكر !

كرم جبر

الإثنين، 17 فبراير 2020 - 08:41 م

أؤيد هانى شاكر وأدعمه فى حربه المقدسة، ضد لوبى الانحدار الفني، وواجب كل مصرى غيور على بلده وسمعته أن يقف معه، لتطهير الفن الجميل، من فتوات التشويه والإساءة والقبح.
منذ متى كانت مصر مهداً لتلك الأسماء الغريبة الشاذة التى طفت على السطح فى أيام حزينة، أعقبت الفوضى العارمة التى جاءت فى أعقاب حوادث الفوضى والسطو والتخريب، التى أوشكت البلاد على التخلص منها.
تهب على الساحة الآن بقايا الربيع الفنى العربى القادم من جحيم الربيع العربى، يمثلهم هؤلاء الأدعياء، الذين يحملون فى أصواتهم وأشكالهم وغنائهم رائحة قنابل الدخان، والحرائق المتناثرة، وسرقة المتحف المصرى وحرق المعهد العلمى واحتلال الشوارع والميادين، وغيرها من أيام الذكريات السوداء التى عشناها ونعانى توابعها.
لا فرق بين من يحرق سيارة أو يدمر منشأة أو يقطع الطريق العام، وبين مخربى الذوق العام، القادمين من الطافحين من بالوعات الفوضى، ولا يعترفون بنظام أو قانون يحمى المجتمع من تجارة البانجو الفني.
أتذكر ليلة رأس السنة الماضية، اتصل بى الفنان هانى شاكر، منزعجاً من قيام إحدى القنوات الفضائية باستضافة أحد هؤلاء المندسين لإحياء السهرة، وقلت له سأتدخل بشكل ودى، واتصلت برئيس القناة متطوعا كمواطن مصرى، وأبلغته انزعاج الفنان الكبير من استضافة شخص قامت النقابة بمنعه عن الغناء.
رئيس القناة كان متجاوباً لأقصى درجة، وبعد دقائق اتصل بى مؤكداً أن القناة قررت إلغاء السهرة، احتراماً للنقابة وحماية للذوق المصرى، وأبدى هانى شاكر شكره وامتنانه، لأن القناة كانت سنداً له فى معركة مشروعة.
للأسف ظهر نفس الفنان الهابط فى فضائية أخرى، ثم أصبح نجماً متجولاً فى كثير من البلدان الشقيقة، التى تدعم هذا الفن الهابط، وهى تعلم جيداً أنه ممنوع بسبب تشويه الذوق المصرى، وأن النقابة قامت بإيقافه.
الخلاصة أنه فى عصر الانفتاح لا أحد يستطيع أن يمنع أحداً، ولكن على الأقل أن تقوم الجهات المسئولة بدورها، وتحمى المجتمع من طوفان الفوضى، وتوقظ فى الناس فضيلة الاحترام وصيانة المثل والأخلاق.
الفن ليس قرش حشيش يُلف فى سجائر او يُغمس فى شيشه، ولا مطواة قرن غزال يتباهى بها الفتوات فى الأفراح الشعبية، ولا طلقات رصاص من سلاح غير مرخص للاحتفاء بالعريس، ولكنه يشكل ضمير الأمة ووجدان الرأى العام، وكل بلد عليه أن يحمى نفسه من أسباب الانهيار.
مستاء جداً من فنان يحظى بشعبية كبيرة، ولكنه قرر أن يكون شوكة فى ظهر المجتمع الذى جعل له «سعر»، وبدونه لا يساوى شيئاً، فأسرف فى تجبره وغروره وهبوطه، دون أن يعلم قسوة المجتمع حين يقرر أن يدوس متغطرساً بالأقدام.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة