«من الديزل والزعيم» لـ «حمو بيكا وشاكوش».. ماذا حدث لذوق المصريين؟
«من الديزل والزعيم» لـ «حمو بيكا وشاكوش».. ماذا حدث لذوق المصريين؟


من «ديزل وشطة وكزبرة» لـ«حمو بيكا وشاكوش».. ماذا حدث لذوق المصريين؟

نشوة حميدة

الثلاثاء، 18 فبراير 2020 - 03:22 م

 

- أستاذ إعلام: سيادة المهرجانات والأغاني الهابطة يؤكد غياب التثقيف والتنوير

- خبيرة علم الاجتماع: الشهرة والمال والتقدير الاجتماعي السبب.. وعودة النظر إلى الطبقة المتوسطة «بداية الحل»

- استشاري طب نفسي: مسلسل بلطجة وعنف لا ينتهي.. والنتيجة تدمير شخصية صغار الجيل

 

حالة من الجدل الممزوج بالغضب سيطرت على المشهد العام خلال الأيام الماضية، بعد تصدر أغاني المهرجان الهابطة قائمة استماع المصريين، وأصبحت على كل لسان، على الرغم من حملها ألفاظًا وإيحاءات خارجة تفسد الذوق العام وتؤثر سلبا على أبناء الجيل الحالي وشبابه.

أغاني المهرجانات
وأصبحت أغاني مهرجانات «الديزل والزعيم والعصابة والمدفعجية وأوكا وأورتيجا وشاكوش وريشة وعلي سمارة والدخلاوية وولاد سليم وحمو بيكا وشواحة وفيفتي وعمر كمال وعمرو حاحا والصواريخ والعفاريت والكعب العالي وكزبرة وحنجرة ومجدي شطة ووزة مطرية» على لسان الصغير قبل الكبير، وتحولت الشوارع ووسائل المواصلات إلى ساحة خصبة لسماعها، في ظاهرة تدق ناقوس الخطر، وتدفعنا إلى التساؤل ماذا حدث  لذوق المصريين؟.

ذوق المصريين!
«بوابة أخبار اليوم» ترد على هذا السؤال في السطور التالية، بعد أن ناقشت ظاهرة تصدر الأغاني الهابطة وتحركات محمد رمضان اهتمامات الجميع، وأصبحت مادة مستساغة ومتداولة بشكل واسع، فبمجرد ظهور خبر عنها يتحول الأمر إلى تريند وحديث الساعة.

دور الإعلام

يرى د.محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن سيادة أغاني المهرجانات والأغاني الهابطة بشكل عام وانتشارها بهذا الشكل يؤكد إشكاليات كثيرة في المنظومة الثقافية والإعلامية وشبه غياب لدور فاعل في التثقيف والتنوير ونشر الفنون والآداب التي ترقي بالفكر والوجدان وهي مسئولية مجتمعية تشترك في تحقيقها مؤسسات عديدة.

وذكر «المرسي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هناك شبه غياب للطرب الحقيقي واختفاء نجوم الغناء الحقيقي، أمثال هاني شاكر، محمد منير، غادة رجب وعلي الحجار وغيرهم، وأكد أن عدم وجودهم علي الساحة الغنائية إلا علي فترات متباعدة هو ما يمنح الفرصة أيضًا لانتشار مثل هذه الأغاني، مشيرًا إلى أن هذه الأغاني أيضًا والإقبال الكبير عليها يؤثر في الذوق العام وتوجهه إلي كل ما هو سطحي ورديء حيث لا كلمة ولا لحن ولا صوت.

وأضاف أستاذ الإعلام: هذا الجيل يعاني بالفعل من غياب كل ما هو راق والذي يتراجع بشكل كبير في مقابل صعود كل ما هو رديء، وهو ما يؤكد أهمية دور الجهات الرقابية مثل المصنفات الفنية ونقابة الموسيقيين لأن هذا الجيل رغم إقباله علي مثل هذه النوعية من الهبوط إلا أنه حين يجد الفن الجيد الراقي يقبل عليه وبكثافة مثلما يحدث في حفلات الموسيقي العربية وفيلم الممر وحفلات كبار المطربين، لافتًا إلى أن وجود دور فاعل في بناء الإنسان وتنمية الوعي هو السبيل لإعادة التوازن لنسق القيم والأخلاقيات في المجتمع وهو دور مجتمعي يشترك في تحقيقه مؤسسات عديدة أهمها الأسرة والمؤسسة التعليمية والدينية والثقافية والشباب والرياضة وكذلك الإعلام.

الشهرة والمال
فيما أرجعت د. هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، انتشار هذا اللون من الفن الهابط إلى معاناة المجتمع من الحياة المادية الصعبة، حيث يلجأ عدد من الشباب إلى صناعة أغاني المهرجانات بهدف الشهرة والمال والتقدير الاجتماعي، نظرا لارتباط الفن بهذه الحالة.

وقالت «منصور» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن المشاهير بطبيعة الحال هم نجوم المجتمع، فيلجأ الصغار والشباب إلى تقليدهم والاقتداء بهم كمثل أعلى للحصول على نفس مكتسباتهم، من شهرة ووجاهة اجتماعية وأموال وكيان اجتماعي، مددلة على ذلك بالفنان محمد رمضان الذي يستعرض بين الحين والآخر أسطول سياراته وممتلكاته وكذلك منازله وفيلاته الفاخرة.

وأشارت إلى أن محمد رمضان وحمو بيكا وشاكوش وغيرهم يكتسبون حالة من الاحترام الاجتماعي بمرور الوقت، ويقدرهم المسئولين، ويلتقط كثيرون صورا تذكارية معهم، بل يتحولون إلى نماذج تعبر عن حالة المجتمع، وفي بعض الأحوال إلى واسطة اجتماعية تذلل لهم وأقاربهم أي عراقيل في أي مصلحة حكومية أو غير حكومية، لافتة إلى أن المجتمع يعاني من حالة ضغوط اجتماعية وشحنات سلبية للمواطنين تلجأ مع مرور الوقت إلى «الطبلة والدوشة» التي تعلو على صوتها، وتدفعه إلى إخراج أي شحنة سلبية لديه، ومن ثم يصبحون أكثر رضا وهدوء، موضحة أن الشباب هم الذين ساعدوا في انتشار هذه الأعمال بداية من اللمبي حتى ما يعتبرون أنفسهم نجوما حاليا، هذا بجانب الدعم الإعلامي والإنتاج الفني لهم، مردفة: هذه صناعة صهيونية، لا تتعجبوا من ذلك.

وعن طرق المواجهة، قالت «منصور»، إن الحل يكمن في دعم الطبقة الوسطى، وتغذيتها بالدعم الاجتماعي وتخفيض الأسعار، وكذلك تقليص معدلات الفقر، لأن هذه الطبقة لا تمتلك ما تستثمره في أولاها، وكذلك الاهتمام بالتعليم والصحة، الذين أصبوا «ضحايا» لاختلال الميزان الاجتماعي، مشددة على ضرورة الاهتمام بإصلاح منظومة الأخلاق وقيم المجتمع من خلال التربية والتعليم، واحترام حقوقهم، واستغلال طاقة الشباب وتمكينهم اجتماعيًا بما يعود بالنفع على خدمة الوطن، ويبعدهم عن مسلسل الهبوط الفني. 

التأثير النفسي
وعن الدوافع النفسية وراء الانجذاب إلى هذه الألوان، كشف د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن هذه الأغاني تعتبر محرك ودليل على تراجع اهتمامات المصريين، ووصفها بأنها حلقات متقاربة من مسلسلات البلطجة وأفلام العنف والمخدرات والسرقة مما يجعلهم يدمرون شخصيه المراهقين وصغار الجيل.

وذكر «فرويز» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن نجوم هذه المهرجانات تجعل الشباب يتمايلون كالبنات، في تقليد أعمى لتلك الأغاني بحركاتها وألفاظها الخارجة عن الذوق العام مما يدمر الشخصية المصرية، وينتج عنه مسخ شخصية ناتج عن المسخ الثقافي، وأن هذه الألوان تدمر شخصية الأطفال والمراهقين.

وشدد على ضرورة الاهتمام بتربية الصغار على الفن الراقي مع البعد عما يدمر شخصيتهم ويبعدهم عن قيم وأخلاق المجتمع بالشكل الذي ينتج المشهد الحالي الذي لا يسر أحدًا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة