كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الأهلى والزمالك.. «نبذ التعصب» !

كرم جبر

السبت، 22 فبراير 2020 - 07:13 م

 

وصل «الغلّ الكروى» أقصاه بين جماهير الأهلى والزمالك، وأصبح يوم غد الاثنين منذراً بالخطر، إذا أقيمت مباراة الناديين فى موعدها، يمكن أن يحدث أى شىء، لأن الجماهير أصبحت فى حالة مواجهة ثأرية.
اللاعبون كانوا سيئين جداً بعد مباراة السوبر، وتبادلوا التصرفات اللاأخلاقية، وكان المفترض أن يعلموا أن أحد الفريقين بالضرورة سيخرج خاسراً، ومن المفترض أن يهيئ كل فريق نفسه لاحتمال الهزيمة.
فشل الفريقين فى حسم نتيجة المباراة فى الوقت الأصلي، الأهلى كان متفوقاً فى الشوط الأول، والزمالك متوازناً فى الشوط الثانى، وضربات الجزاء ليست دليلاً على الفريق الأحسن، ولعب الحظ دوراً كبيراً.
بدأ التسخين مبكراً قبل المباراة، وأسرف كل فريق وأنصاره فى التوقعات، وأنه سيطرح الآخر أرضاً، والمؤشرات كانت تشير إلى فوز ساحق للأهلى لاستقرار مستواه، وفارق النقاط الكبير فى مسابقة الدورى.
الزمالك حطم عاداته القديمة، وتحول لاعبوه المتخاذلون إلى محاربين فى مباراة الترجى فى قطر، وقدموا عرضاً انتقامياً، ليس ضد الفريق التونسي، ولكن ضد الإمارة المتآمرة ضد مصر.
مباراة الترجى كانت نقطة فاصلة للزمالك، وأهم ما فيها نزول اللاعبين وعلى صدورهم صورة الرئيس السيسي، فى مشهد لا يقدر بثمن، ويستحق اللاعبون التحية والإشادة، خصوصاً وجنبات الملعب تهتز «مصر.. مصر»، تحية للمنتصرين.
أعجبنى جداً أن جمهور الأهلى كان المبادر بتهنئة جماهير الزمالك بعد مباراة الترجي، لأن الفوز كان باسم مصر، وعلى أرض معادية لمصر، ووسط جمهور عاشق لبلده، رفع أعلامها وهتف باسمها.
كان من المفترض أن يكون أول المهنئين لجماهير الزمالك - أيضاً - محمود الخطيب ومجلس إدارة النادى الأهلي، التهنئة لـ «جمهور الزمالك» إذا كانوا لا يريدون تهنئة المستشار مرتضى منصور.
المفترض أن يرتفع شعار «نبذ التعصب» والبداية فى البرامج الرياضية والسادة المعلقين والإعلاميين والصحفيين، وأن يلتف الجميع حول هدف واحد هو «الأخلاق.. الأخلاق.. الأخلاق».
التعليقات على مباراة الفريقين فى أبوظبى لم تكن سيئة فقط، ولكن تجاوزت كل القواعد الأخلاقية، وتورط فيها جمهور عادى وشخصيات عامة، كان من الضرورى أن يقوموا بالدعوة إلى الحفاظ على الأخلاق وتهدئة الجماهير.
لماذا غضب جمهور الأهلى بهذا الشكل المبالغ فيه؟ ولماذا فرح جمهور الزمالك بشكل هيستيرى، مع أنها بطولة تحصيل حاصل، ولا تعكس المستوى الحقيقى للفريقين؟
الشحن الزائد كان السبب فى انفلات الأعصاب، ولم يكن للمديرين الفنيين أى دور فى تهيئة اللاعبين نفسياً وإعدادهم سلوكياً لتقبل الهزيمة وإعلاء الروح الرياضية، وتقديم صورة مشرفة لبلدهم فى دولة الإمارات التى أحسنت استضافتهم ونظمت البطولة بشكل رائع.
مباراة وعدّت.. المهم القادم وأن يكون أحسن، وأن تختفى المظاهر العدائية، وتعود الجماهير إلى عقلها ورشدها، ويحرص الإعلام على إعلاء المبادئ والقيم والروح الرياضية والسلوك الطيب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة