الفنان كمال أبو رية
الفنان كمال أبو رية


حوار| كمال أبو رية : أحب البهجة والمرح ودموعى قريبة

غادة زين العابدين

الأحد، 23 فبراير 2020 - 04:29 ص


هو فنان مميز،له طلة محببة،يشد انتباهك بمجرد ظهوره على الشاشة مهما كانت مساحة دوره، ويمنحك شعورا بالصدق فى جميع أدواره مهما تنوعت، فنصدّق فورا أنه محرر المرأة قاسم أمين،أو رائد التنويرعلى مبارك،أو شاعر الشباب أحمد رامى،أو شقيق العندليب اسماعيل شبانة، هو الفنان المتميز الذى تحمل شهادة ميلاده اسم «عبد الرحيم كمال»، بينما نعرفه جميعا باسم «كمال أبو ريا».
...........................
ولدت فى قرية كفر سعد بدمياط،والمعروف أن أهل دمياط يعشقون العمل والنظافة وجميعهم متعلمون،ولكنهم عمليون ومجاملاتهم فى حدود ضيقة للأهل والمقربين. ويبتسم قائلا:»بصراحة أنا ماأخدتش حاجة من الدمايطة»،فأنا لست عمليا،ولست حريصا على أداء عمل لا أحبه، يمكن أكون كسلان،ويمكن أكون شديد الاعتزاز بنفسى،والسبب تربيتى التى تميزت «بالدلع» الشديد من أبى ومن كل أهلى.
..........................
أبى كان رجلا شديد الوسامة بدرجة تلفت الأنظار،وكان مثار اعجاب وحب أهل القرية كلها،كان تاجرا عمل بالتجارة فى سن 17 عاما،بعد وفاة شقيقه الأكبر الذى رباه «عبد الرحيم» مبكرا،وتزوج فى سن 38 عاما وأنجب ستة أبناء كنت أنا أكبرهم،»على فكرة اسمى الحقيقى «عبد الرحيم»،وقد أطلق علىّ أبى اسم شقيقه «عبد الرحيم» وفاء له،أما كمال فهو اسم أبى الذى اخترته لنفسى بعد الشهرة.
...........................
كان والدى شديد الحنان والعطف وكريم جدا،بعكس الدمايطة،أما والدتى فكانت اكثر شدة وحرصا،وأما انا فكنت طفلا غاية فى الرقة والعذوبة،عشقت الرسم فى عمر 8 سنوات،وكنت مدللا من الجميع،وأذكر فضل العديد من المدرسين علىّ،مثل مدرس الرسم بشير الصيفى الذى تبنى موهبتى وظللنا أصدقاء لدرجة أنه كان معى حينما تقدمت لخطبة أم أولادى الفنانة ماجدة زكى.
.....................
جذبنى التمثيل لأول مرة حينما دعانا أحد مدرسى المدرسة لمشاهدة عرض مسرحى فى قصر الثقافة،ثم تعرفت فى قصر الثقافة بالمخرج عبد المنعم عبد الحميد سراج الذى أخرج لنا بعض العروض،ورغم ذلك ظل الرسم هو حبى الأكبر،فتقدمت لاختبار القدرات الفنية بعد الثانوية العامة، ونجحت فيه،لكن للأسف لم يسمح لى مجموعى بالالتحاق بالفنون الجميلة،فنصحنى صديقى المدرس بشير بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
............................
دخلت المعهد وأنا محكوم بالأفكار والقيم التى تربيت عليها،فلم تكن لدىّ الجرأة على اقتحام الآخرين وعمل علاقات اجتماعية قوية،ولا أستطيع تقديم نفسى وطلب العمل،وهو ما أثر كثيرا على مسيرتى الفنية،فظللت أوقاتا طويلة بعد التخرج بدون عمل،إلى أن جاءتنى الفرصة الحقيقية حينما رشحنى محسن زايد لبطولة ثلاثية نجيب محفوظ والقيام بأداء شخصية الشاب الثورى سامى عبد الجواد.
......................
تزوجت مرة واحدة من أم أولادى الفنانة ماجدة زكى،كانت زميلتى فى المعهد،ولفتت نظرى بأخلاقها،ورآها أبى ووافق عليها فورا لأنها محتشمة ولا تدخن،وعشنا معا 20 عاما أنجبنا خلالها أحمد وكمال وحبيبة،وقد ورثت حبيبة عنى حب الرسم وتخرجت من كلية الفنون بالجامعة الألمانية،وكمال درس الهندسة،وأحمد ادارة الأعمال وبدأ أخيرا العمل بالفن،ونصحته من البداية أن يعتمد على موهبته،وأرى أن له كاريزما محببة،وهو رأى زملائى أيضا.
...............
انفصلنا أنا وماجدة بهدوء،واحتفظنا بمشاعر الود والاحترام،والانفصال لم يمنعنى من متابعة أولادى فى كل خطواتهم،بل أننى كثيرا ما أزورهم وأفتح الثلاجة لأطمئن على ما يأكلون، وعلاقتى بهم ممتازة،أساسها الحنان والعطف مثلما كانت علاقتى بأبى.
......................
الحياه الزوجية يمكن أن تتعرض للانهيار فى أى وقت،فمع الزمن يمكن أن تتغير أشياء،وتضاء مناطق كانت مظلمة،أى تظهر عيوب لم تكن تراها من قبل،فتبدأ الخلافات وعدم التفاهم ويحدث الانفصال. ورأيى الشخصى أن استمرار العلاقة الزوجية مستقرة وسعيدة،يحتاج لحرص كل طرف على أن يضع الطرف الآخر فى مقام أعلى قليلا من مقامه،ليشعره بمكانته فى حياته.
.........................
البديل للونس بالزوجة،هو الونس بالصداقة،فالصديق الحقيقى نعمة كبيرة،وقد كان أقرب أصدقائى الفنان الجميل فاروق الفيشاوى رحمه الله،فقد كان صديقا ودودا وكريما وشديد الحنان،وصاحب رأى حر،ومن أصدقائى أيضا الفنان الجميل عماد رشاد الذى أحرص على التواصل معه.وأنا عموما أقضى وقتى بين البيت ونادى الصيد،لممارسة «بلياردو سنوكر» التى تعتمد على التفكير والتكتيك.
.......................
أحب تأمل وجوه الناس فى الشوارع،وأحزن حينما أشعر بمعاناتهم،لكنى أتمنى أن نتحمل هذه الفترة الصعبة،فهناك مشروعات ضخمة تتم،ولدىّ ثقة كبيرة أن مصر ستكون شيئا آخر خلال سنوات قليلة.
.....................
أعيش الحياه ببساطة،وأحب المرح والبهجة وأكره جو النكد،ورغم ذلك فأنا سريع التأثر ودموعى قريبة،وأبكى حينما أرى حزن انسان أو حتى فرحته.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة