الفطريات الخارقة.. مستعمرات ما بعد كارثة «تشيرنوبل» النووية
الفطريات الخارقة.. مستعمرات ما بعد كارثة «تشيرنوبل» النووية


حكايات| الفطريات الخارقة.. مستعمرات ما بعد كارثة «تشيرنوبل» النووية

مي حسين

الأحد، 23 فبراير 2020 - 01:33 م

ليس عليك أن تشاهد أفلام «مارفيل» الخيالية، لتعرف أن هناك كائنات ذات قدرات خارقة على هذا الكوكب، بعضها نراه أمام أعينا ونتعجب، وأخرى لا يراها إلا العلماء في المختبرات، تحت عدسات الميكروسكوب، إذ ترقد فطريات قادرة على التهام الخطر الأكثر فتكا بالإنسان على هذه الأرض.  

 

كائنات مدهشة مشبعة بقوى كونية تجعلها قادرة على التكيف في أقسى الظروف التي لا يستطيع غيرها تحملها، منذ أكثر من عشر سنوات، تم اكتشاف أن بعض الفطريات أحادية الخلية ازدهرت على طريقة أفلام «السوبر هيرو» الهوليودية، إذ وُجدت تلك الفطريات في بقايا مفاعل نووي في تشيرنوبيل، في أوكرانيا.


تشيرنوبل
تشيرنوبيل مكان أكبر حادث نووي في العالم عام 1986، انبعثت وقتها مستويات خطيرة للغاية من الإشعاعات التي قضت على كل شيء حي في المنطقة، تسببت الحادثة في إطلاق أكبر كمية إشعاعية غير خاضعة للرقابة في البيئة تم تسجيلها في أي عملية مدنية، وتم إطلاق كميات كبيرة من المواد المشعة في الهواء لمدة 10 أيام تقريبًا، تسبب هذا في اضطراب اجتماعي واقتصادي خطير لعدد كبير من السكان في روسيا البيضاء وروسيا وأوكرانيا، وتراوح عدد القتلى ما بين 93 ألف إلى 200 ألف شخص، ويصعب حساب عدد القتلى في تشيرنوبيل لأن الكثير من الناس لم يموتوا كنتيجة مباشرة للانفجار.


ماذا يفعل الإشعاع ؟
يتسبب التعرض للأشعة النووية في مجموعة من التغيرات الكيميائية التي تغير طبيعة الأنسجة العضوية للكائنات الحية.


وتتزايد حدة تلك التغيرات الكيميائية بحسب قدر الإشعاع التي تمتصها الخلايا في الجسم، كما لا يظهر الأثر بشكل مباشر، إنما بعد فترة من الزمن والتي تعرف بـ«فترة الحضانة»، والتي قد تتأخر لبضعة إلى سنوات، بعد التعرض للإشعاع.

 

مشهد قد يؤذي أصحاب الحس المرهف يظهر أضرار الإشعاع النووي (من مسلسل تشيرنوبل)


وأثبتت دراسات علمية أن التعرض للإشعاع النووي يسـبب ظهـور أمراض سرطانية متنوعة، وتستند معظم المعلومات المستقاة عن تأثير الإشعاع النـووي علـى الإنسان من دراسـة الحالات التي يتعرض فيها بعض الأشخاص إلى جرعة إشعاعية عالية ومن خلال دراسة نتائج التفجيرات النووية التي حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية في مدينتي هيروشيما وناكازاكي، إضافة إلى التجارب التي تجرى على الحيوانات. يمكن سرد بعض المخاطر الناتجة من تعرض.


اكتشاف الفطر الخارق
عندما عاد العلماء إلى الموقع وجدوا فطريات سوداء على قيد الحياة وتغطي جدران المفاعل، وكونت مستعمرات بأكملها وكانت تزدهر بسعادة، وكان من الواضح أن هذه الفطريات لم تنج من الأضرار الناجمة عن الإشعاع فحسب، بل كانت تستخدمها بطريقة ما لصالحها.


منذ حوالي 500 مليون سنة، كانت الفطريات تقطن هذا الكوكب، وتتغذى على كل ما يمكن أن تجده، وتملأ كل مكان بيولوجي يمكنها أن تجده، لكن من كان يخطر بباله فعليًا أن يتغذوا على الإشعاع النووي؟


وجد العلماء بعض الأمور المثيرة للغاية، أن اللون الأسود الموجود بالفطريات يرجع إلى مادة الميلانين المتطابق كيميائياً مع الميلانين الموجود في أجسامنا، وهذا ما دفعهم إلى الاعتقاد بأنه يمكن أن يوفر الطاقة لرواد الفضاء بالاعتماد على هذه الفطريات كمصدر غذائي لا ينضب في المهمات الطويلة.

 

العلماء رغبوا في الاستفادة من هذا الفطر الخارق، وبالفعل توصلوا لعدة مجالات يمكن استخدامه فيها ومنها بعض العلاجات لأمراض السرطان وفي بعض مستحضرات الوقاية من الشمس.
 


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة