الشيخ محمد حسين
الشيخ محمد حسين


حوار| مفتي فلسطين: اليهود يخططون لمحو هويتنا لكننا صامدون

أحمد نزيه

الأحد، 23 فبراير 2020 - 01:57 م

-الشيخ محمد حسين: الصراع في القدس مسؤولية عربية وإسلامية

- أوضاع الأقصى حاليًا أسوأ من أيام غزو التتار وسقوط بغداد

- صراع القدس متعدد الجوانب.. والتهويد مستمر من 1967

 

تعيش القضية الفلسطينية في الأوقات الراهنة ظروفًا عصيبةً، خاصةً مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط، والتي رفضها الفلسطينيون بصورةٍ قطعيةٍ.

إعلان ترامب جاء فيه أن القدس كاملةً ستظل العاصمة الموحدة لإسرائيل، في وقتٍ تعيش المدينة مرحلةً من التهويد وطمسٍ للهوية العربية والفلسطينية في زهرة المدائن من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما تطال الانتهاكات الإسرائيلية المسجد الأقصى بصورةٍ متكررةٍ.

وفي هذا الإطار، أجرت "بوابة أخبار اليوم" حوارًا عبر الهاتف مع الشيخ محمد حسين، مفتي الديار الفلسطينية، دار حول مسلسل التهويد المستمر وكيفية مواجهته من قبل الفلسطينيين.

 

في البداية.. نود أن نعرف إلى أي مدى وصلت سياسة التهويد في القدس على وجه التحديد، خاصةً مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام؟

تهويد القدس لم يبدأ فقط مع إعلان ترامب صفقة القرن، بل بدأ منذ عام 1967، حينما تم إلغاء المؤسسات الفلسطينية في القدس مثل أمانة القدس وبلدية القدس، وألغوا أي سيادة أو مظهر عربي في القدس، وقاموا بضم القدس الشرقية على القدس الغربية، وبدئوا بالاستيطان وإجراءاته على الأرض، وألغوا كل المؤسسات الفلسطينية.

آخر شيء يخططون له الآن هو إنهاء أي مظهر عربي فلسطيني في القدس، ولكن مع ذلك، المقدسيون يواصلون الصمود والتمسك بأرضهم، وهو أمرٌ واضحٌ، ورغم كل الإجراءات القمعية لا يزال المقدسيون يرابطون في أرضهم.

 

ما آخر الإجراءات التي قام بها الاحتلال في محاولة لطمس الهوية العربية من القدس؟

في الفترة الأخيرة، تم التركيز على اقتحامات كثيرة للمسجد الأقصى على وجه التحديد، وهناك أكثر من ألف مستوطن اقتجموا المسجد عدة مرات تحت قيادات إسرائيلية.

إضافةً إلى ذلك، هناك دعوات تحريضية يهودية واضحة، خاصةً في المناسبات الدينية لليهود، علاوةً على ذلك، أعمال الحفريات إلى جانب المسجد الأقصى من أجل التنقيب على الهيكل المزعوم.

 

الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطابه بمجلس الأمن إن الصراع مع الاحتلال ليس صراعًا دينيًا بقدر ما هو صراع على الأرض.. كيف ترى طبيعة الصراع مع المحتل؟

الصراع متعدد الجوانب.. لذلك دعني أقول إن الصراع على القدس صراع حضاري، وصراع ديني أيضًا على المقدسات الدينية.

وهذا الصراع مسؤولية عربية تاريخية ومسؤولية دينية للعالم الإسلامي كذلك. والمجتمع الدولى كذلك يتحمل تبعيات هذا الصراع.

 

في الفترة الأخيرة.. اتخذ الاحتلال قرارًا بإبعاد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، عن المسجد الأقصى لأربعة أشهر وآخرين كذلك.. إلى أي مدى تم تطبيق هذا القرار على أرض الواقع؟

للأسف القرار تم تطبيقه على أرض الواقع، بل إنهم يتتبعون الشيخ عكرمة صبري، وليس هو وحده فقط، بل هناك كثير من أبناء القدس وكثير من العمال والموظفين والمرابطين بالمسجد الأقصى يطالهم هذا القرار.

 

دائمًا ما يذهب الفلسطينيون بالآلاف إلى صلاة الفجر على وجه التحديد سواءً في المسجد الأقصى أو الحرم الإبراهيمي، وتفوق الأعداء حتى من يصلي في المسجد الحرام في هذا التوقيت.. ما مدلول ذلك للفلسطينيين والقضية؟

هذا تراث شعبي وتراث ديني أيضًا لإعمار المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكذلك مساجد فلسطينية أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

والمطلوب دينيًا من كل المسلمين الحرص على أداء صلاة الفجر في المساجد في كل مكان.

 

ما الدور الذي تبذله الإفتاء من أجل حماية المسجد الأقصى على وجه التحديد وكذلك في عمليات إعماره؟

ونحن في دار الإفتاء الفلسطينية نتعاون قدر المستطاع لتحقيق الأمن والهدوء في المسجد الأقصى، من أجل استمرار أداء العبادات، وكذلك نحرص على التعاون فيما يخص التعميرات بالمسجد.

 

نختم بهذه الجزئية فضيلة الشيخ.. في القرن الماضي حينما سئُلت جولد مائير عن أسوأ وأسعد أيام حياتها، قالت الأسوأ يوم حرق المسجد الأقصى لأنها خشت من هبة المسليم، والأسعد كان اليوم التالي حينما لم تجد ردة الفعل تلك.. هل ترى هناك تخاذل من العرب والمسلمين تجاه الأقصى والقدس؟

نعم للأسف.. أرى أن هناك تخاذلًا من العرب والمسلمين في هذه الحقبة الزمنية، فالأوضاع في المسجد الأقصى حاليًا لا تقارنه بأوضاعه أثناء غزو التتار وسقوط بغداد، بل أسوأ من ذلك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة