صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


النوير والدينكا.. قبيلتان من «أصل واحد» فرقتهما نزاعات الحكم بجنوب السودان

أحمد نزيه

الأحد، 23 فبراير 2020 - 02:03 م

أدى ريك مشار، زعيم المتمردين في جنوب السودان، اليمين الدستوري، أمس السبت 22 فبراير، نائبًا للرئيس سلفا كير، في خطوةٍ تمهد لإنهاء الصراع الدائر في البلد المنفصل عن السودان قبل نحو تسع سنوات.

 

وتعيين سلفا كير لريك مشار نائبًا له يمثل قنطرة العبور نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية في جنوب السودان، وإنهاء ست سنوات من الحرب الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين، وإنهاء صراع عرقيٍ قبليٍ استشرى بين أكبر قبيلتين في جنوب السودان من حيث التعداد.

 

وسيصبح ريك مشار (66 عامًا) النائب الأول لرئيس جنوب السودان من بين خمس نوابٍ للرئيس، وسيحل محل النائب الأول الحالي تابان دينج جاي، وهو حليف سابق لريك مشار، لكنه انشق عنه.

 

صراع بين القبيلتين

وكان ريك مشار نائبًا للرئيس سلفا كير، بدءًا من يوليو عام 2011، في أعقاب الانفصال عن السودان بصورةٍ رسميةٍ، قبل أن يقدم في ديسمبر عام 2013 على محاولة انقلابية على سلفا كير، بيد أن تلك المحاولة فشلت، ليتحول الاثنان على إثر ذلك إلى خصمين سياسيين، أدى الشقاق بينها إلى نزاعٍ مسلحٍ أشبه بالحرب الأهلية.

 

الصراع بين الاثنين تحول إلى نزاعٍ قبليٍ بين قبيلة "النوير"، التي ينتمي إليها ريك مشار، وقبيلة الدينكا، التي ينتمي إليها غريمه الرئيس سلفا كير.

وأعاد اتفاق سلام تم التوصل إليه عام 2015 مشار إلى منصب نائب الرئيس وعاد إلى جوبا مع إجراءات أمنية مشددة، لكن ذلك لم يدم طويلًا مع انهيار الاتفاق بين الجانبين في يوليو عام 2016، وهو ما أدى إلى سقوط العاصمة جوبا في معاركة وحشية بين القوات الحكومية وجيش المتمردين.

 

قبيلتا النوير والدينكا

وكلٌ من قبيلتي النوير والدينكا ينتميان إلى أصلٍ واحدٍ وجدٍ واحدٍ. فالنوير هم ثاني أكبر مجموعة نيلية، ويحتلون المرتبة الثانية بعد الدينكا من حيث التعداد السكاني، فهما يعتبران من أكبر القبائل، التي تعيش على ضفاف نهر النيل.

 

أما الدينكا فهي تنحدر من فروع الشعوب النيلية وتتحدث باللغات النيلية وأفرادها من أكثر الأفارقة سمرة وطولًا، وموطنها الأصلي يتوزع بين منطقة بحر الغزال، وولاية جونقلي ومناطق من ابيي ولاية الوحدة وولاية أعالي النيل.

 

يبلغ تعداد شعب الدينكا حوالي 1.5 مليون نسمة، وهو ما يعادل 4% تقريبًا من مجمل سكان جنوب السودان، وهي بذلك أكبر مجموعة عرقية في البلاد.

 

وخطوة تعيين ريك مشار نائبًا للرئيس للمرة الثالثة ستكون خطوةً مهمةً في إرساء الهدوء والاستقرار، الذي عاني منذ استقلاله عام 2011 اضطراباتٍ في معظم الأوقات.

 

وكانت جنوب السودان قد انفصلت عن جمهورية السودان في 9 يوليو عام 2011، نتيجة استفتاءٍ شعبيٍ جرى تنظيمه برعايةٍ أممية في 9 يناير من ذلك العام، صوّت خلاله الغالبية العظمى من الجنوبيين لصالح الانفصال عن الشمال السوداني.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة