جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

تركيا تدفع ثمن الحماقة الأردوغانية

جلال عارف

الإثنين، 24 فبراير 2020 - 06:39 م

رغم أن محاولات استعراض القوة كانت دائما جزءا من سياسة الرئيس التركى أردوغان، إلا أنه كان دائما حريصا على تجنب اشتباك القوات التركية فى معارك حقيقية بقدر الإمكان.
فى سوريا كان اعتماده الأساسى على جماعات الإرهاب وفى مقدمتها جماعة النصرة الإخوانية فى تحقيق أهدافه. وفى ليبيا قال فى البداية إنه سيرسل فقط أعدادا قليلة من المستشارين. ثم بدأ فى نقل الآلاف من الإرهابيين والمرتزقة من سوريا إلى طرابلس مع شحنات الأسلحة التى ظن أنها ستكفى لدعم بقاء العاصمة الليبية فى يد عصابات الإرهاب.
تطورات الموقف على الجبهتين السورية والليبية عمقت الورطة التى يواجهها أردوغان. تغيرت قواعد اللعبة ولم يعد ممكنا أن يبتعد أردوغان عن المواجهة الحقيقية. جماعات الإرهاب أصبحت هدفا للضربات القاصمة فى سوريا وفى ليبيا رغم ما يتلقونه من سلاح عن طريق تركيا. بالأمس أعلنت روسيا أن تركيا تقوم بتزويد الفصائل الإرهابية بمعدات خطيرة جدا بهدف منع تقدم الجيش السورى الذى يتواصل بعد تدمير هذه الأسلحة المتقدمة وضرب فصائل الإرهاب. وفى نفس الوقت كانت ضربات الجيش الليبى الوطنى تتواصل، والسلاح الذى ترسله تركيا يتم تدميره فى مخازنه.
التطور الأخطر كان فى تسارع سقوط القتلى من الجنود والضباط الأتراك على الجبهتين. فى ليبيا تم الاعلان عن مقتل ١٦ عسكريا تركيا بينهم قادة كبار بالإضافة إلى مائة من المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان. وفى سوريا يتواصل دفع ثمن الحماقة الأردوغانية من دم الجنود الأتراك. ويجد أردوغان نفسه فى موقف دقيق. كل جندى يعود لتركيا فى نعشه يطرح الأتراك معه السؤال الكبير: إلى متى تستمر الحماقة الأردوغانية؟ ولماذا يقتل أبناؤنا دفاعا عن ميليشيات الإرهاب الإخواني، أو قربانا لهوس رجل بأن يكون سلطانا عثمانيا جديدا ولو بنشر الدمار فى كل أنحاء المنطقة؟
فى انتظار الاجابة، تعرف تركيا الآن كم هو فادح ثمن حماقات اردوغان!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة