كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ماسبيرو والتطوير

كرم جبر

الإثنين، 24 فبراير 2020 - 06:51 م

 

ما يعنينى بالدرجة الأولى أن يستوعب التطوير، مذيعات ومذيعين شباناً، يزخر بهم المبنى العريق، ويمكن مع زملائهم الآخرين أن يحققوا نجاحاً هائلاً، ويقدموا تجربة رائدة لتطوير الإعلام المصرى، فى المبنى العظيم الذى افتتحه جمال عبد الناصر فى 21 يوليو 1960.
أعرف مجموعة من المذيعات والمذيعين الشطار جداً، وألتقى بهم فى المؤتمرات الشبابية والندوات وغيرها، ويتمتعون بحسن المظهر والثقافة والحضور، وينقصهم فقط التدريب وإتاحة الفرصة وتقديمهم بصورة مشرفة.. وهم يمتلكون كل المواهب والمؤهلات.
فى حديثى مع الأستاذ حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أكد أنه سيفتح قنوات التليفزيون لأبناء ماسبيرو، وأنه طلب منهم بالفعل تقديم أفكار جديدة فى القناة الفضائية وقناة النيل للأخبار، والدخول فى ماراثون المنافسة لتقديم الأفضل.
من مزايا التطوير أن القطار بدأ يتحرك ولا ينبغى أن يتوقف، وأن يستمر معالجاً السلبيات ومضخماً الإيجابيات، متسلحاً بكل خطوة نجاح، مع الوضع فى الاعتبار أن الشكل الجديد الذى ظهرت عليه القناة الأولى، كان مبهراً ومبشراً بمرحلة جديدة يسترد فيها التليفزيون المصرى مكانته المفقودة.
الأمر الآخر المهم هو تكريس هوية ماسبيرو كتليفزيون رسمى للدولة، سواء فى القنوات أو البرامج أو استايل المذيعين والمذيعات، أو موسيقى نشرة أخبار التاسعة التى كانت بصمة مميزة مثل دقات ساعة جامعة القاهرة.
أما الضجة المثارة التى صاحبت انطلاق التطوير، فسببها الرئيسى الإحساس بالخوف، وهو أمر مشروع خفف من حدته اللقاءات المستمرة لرئيس الهيئة الوطنية للإعلام مع شباب المذيعين والمذيعات، وتأكيده أن الفترة القادمة ستشهد استيعاب أعداد كبيرة منهم، ليكونوا شركاء فى النجاح، فالمعارضة لم تكن أبداً ضد التطوير، ولكن من حق كل إنسان أن يكون له دور ولا يتم استبعاده أو تجاهله.
نحن أمام تجربة نتائجها تبشر بالنجاح، وفيها سلبيات أتمنى أن يتم تلافيها فى المستقبل، بالحوار والمناقشة وفتح القلوب والعقول للرأى والرأى الآخر، واعتبار الجميع شركاء حريصين على المبنى التاريخى العريق، الذى تسلل إليه الإهمال وكاد أن يدمره ويحطم مستقبل العاملين فيه.
ما يحدث الآن بادرة خير، تحتاج التشجيع والنقد الموضوعى وليس التجريح والهدم، فنحن أمام شاشة مبهرة وديكورات رائعة ومذيعين ومذيعات على أعلى مستوى من الأناقة والشياكة، مثل القنوات العالمية المحترمة، فأصبحت جاذبة للنظر والمشاهدة.
أهم بند فى التطوير أن يكون جاذباً للعقول، محرضاً للرؤى والأفكار والحوارات الهادفة، التى تحترم التنوع وتمس الضمير الوطنى بقوة، فيكون تليفزيون الدولة هو المدافع الأول عن الدولة وسياساتها وتوجيهاتها، وينقل رسالتها إلى الرأى العام باحترام وموضوعية.
إعلام الدولة هو الحارس الأمين لمكونات الدولة، والمدافع الأصيل عن قضاياها ومصالحها، وليس معنى ذلك أن يكون فاشلاً أو مكبلاً بالروتين والتعقيدات والإهمال، فمن حق الدولة أن يكون لها ذراع طويلة تدافع عنها، ولن يفعل ذلك إلا التليفزيون الرسمى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة