أكواخ شنوان مصانع لإنتاج الجريد
أكواخ شنوان مصانع لإنتاج الجريد


حكايات| أكواخ بدائية بطاقة مصنع.. «شنوان» معقل الجريد المصري العالمي

محمد الشامي

الثلاثاء، 25 فبراير 2020 - 11:19 م

للوهلة الأولى تراها أكواخ بدائية لإحدى قبائل الغابات المنعزلة عن المدنية، ولكن بمجرد أن تدرك أن في محافظة المنوفية ستعرف أن هذا المشهد ورائه الكثير .. هنا شنوان معقل إنتاج أفضل أنواع الجريد. 

الورش المنزلية في شنوان متخصصة في صناعة وإعداد الأقفاص والكراسي من جريد النخيل، إذا يتخصص البسطاء من أهالي القرية في استخدام الجريد لعدة أغراض هامة، ليكسبوا قوت يومهم ورزق أبنائهم.

ومعلوم أن قرية شنوان بأكملها تعيش على مصنوعات الجريد، حيث توارثوا المهنة عن أبائهم وأجدادهم، ولا يخل منزل بالقرية من وجود ورشة متخصصة في صناعة الجريد، حيث نشأ أبناء القرية على مهنة تشكيل المنتجات من جريد النخيل على هيئة أقفاص للخضروات والفاكهة وأقفاص للعيش وكراسي من الجريد.

وعلى مرأى للقاصي والداني تنتشر أكواخ صغيرة مكونة من الجريد وبداخلها يجلس شخصان أو ثلاثة من أهالي القرية حاملين عدتهم، والتي تقتصر على مطرقة وسكين لتشكيل الجريد ومن وداخل إحدى ورش الجريد بشنوان.

يقول صنايعي الجريد رضا السيد: «ورثت هذه الصنعة أبا عن جد وأعمل بها منذ ربع قرن من الزمان، ونعتمد على أدوات بدائية تتميز بالبساطة، نقوم بشرائها من محافظتي القليوبية والجيزة، كما يمر على الورش بصورة منتظمة السَريحة والذين يقومون ببيع هذه الأدوات لنا باستمرار كما نقوم بشراء المواد الخام لصناعتنا من الصعيد وعدد من قرى الجيزة».

وأكمل: «المهنة أضحت مربحة اقتصاديا لكثرة الطلب على منتجاتنا من الجريد ويشمل ذلك الكافيهات والمناطق والقرى السياحية الأمر الذي ساهم في توفير مورد رزق جيد للجميع من العاملين بورش الجريد المنتشرة بقريتنا، ويسير نظام العمل هنا بالإنتاج فكل منا له معدل إنتاج يلتزم به وفي النهاية نقوم بتجميع المنتج النهائي من أقفاص وكراسي وعيّاشات للفاكهة والخضروات ونقوم ببيعه وتسويقه أما عبر التجار أو المشاركة في المعارض الكبرى والتى توفرها الدولة للخريجين والحرفيين».

 

 

تشريح الجريد

 

ويروي محمد أحمد السيد، صاحب ورشة، أن لصناعة منتجات الجريد عدة مراحل مختلفة تبدأ بتقطيع الجريد الأخضر واستخدام «الُلقط» الذي يستخدم في ثقب الجريد، حيث يتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام هى «المخ» وهو الجزء السفلي و«التوني» وهو الجزء الأوسط، و«الطوالي» وهو أطراف الجريدة ولكل من هذه الأجزاء استخدام يختلف عن الآخر فيما يتم تصنيعه.

وأضاف أن هناك العديد من المنتجات التي يتم الحصول عليها من الجريد، وتتمثل في أقفاص الخضر والفاكهة وهي أكثر ما ينتج إضافة إلى أقفاص العيش والكراسي، وبعض المنتجات الأخرى والتي تحتاج جميعها إلى نوعين من الجريد الأخضر والجريد الجاف وغالبا ما يتم تخزينه لشهور ولكل نوع منهما استخدامه، ولا يمكن الاعتماد على نوع واحد دون غيره، هذا بالإضافة إلى أن جميع تجار الخضار والفاكهة يقصدون القرية لشراء منتجاتنا لذلك فموسم الشتاء يعد هو الأكثر ربحا عن موسم الصيف خاصة، وأن تلقيح النخيل يكون صيفا ويندر بيع منتجاته في ذلك التوقيت ومن هنا نواجه أحيانا أزمة في توفير المادة الخام وهي الجريد في أيام الصيف.

 

 

معارض الجريد

 

ويضيف توفيق محمد، وهو صنايعي آخر، أنه يقوم بتقطيع الجريد الخام وتقفيله حسب نوع الطلبية أو المنتج المطلوب، حيث يتم إعداد أقفاص الجريد والكراسي وباقي أنواع المنتجات الأخرى وتسويقها.
 
ويكمل: «كنا في الماضي نجد صعوبات في توزيع المنتجات المصنوعة من الجريد، لكن الآن ومع كثرة وتنوع منافذ التسويق وانتشار المعارض التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الصناعة والتجارة، وتلك التي تنظمها الغرف التجارية أصبحنا نجد رواجا في التسويق لمنتجات ورش جريد قرية شنوان». 

 وأكد سيد البنبي- صاحب ورشه للجريد- إن المهنة تعد من المهن التراثية بالقرية حيث تتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد وفي الفترة الراهنة أخذت الورش والأكواخ المهتمة بصناعات جميع أنواع المنتجات الجريدية في الانتشار حيث بدأ الشباب بالقرية فى التوجه لتعلم فنونها وإتقانها من قبيل مواجهة أزمة البطالة وقلة الدخل فلايكاد يخلو بيت من كوخ أو ورشه للعمل بصناعة منتجات الجريد.
 

 

 


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة