أسامة هيكل وزير الدولة للاعلام
أسامة هيكل وزير الدولة للاعلام


وزير الدولة للإعلام: لا تداخل فى الاختصاصات بين الوزارة والهيئات الإعلامية الثلاث

أحمد مصطفى

الأربعاء، 26 فبراير 2020 - 04:36 ص

 

- خطة استراتيجية لمواجهة الشائعات وتطوير المحتوى الإعلامي

- الدولة تستهدف استعادة تأثير الصحافة القومية لدورها.. ولا تراجع عن التطور التكنولوجي

أسامة هيكل وزير الدولة للاعلام أكد أن دور الوزارة لا يتداخل مع اختصاصات الهيئات الثلاث، حيث أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يعمل كهيئة ضابطة وطبقا لدستور 2014، عليه وضع ميثاق الشرف الإعلامى ومنح التراخيص للقطاع الخاص وتأخذ دور المراقب والمحاسب بمعايير واضحة، أما الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام فهما جهات إدارة دورها الأساسى هو إدارة الوسائل الإعلامية المملوكة للدولة ولا تتدخل فى المحتوى الإعلامي، كما أن الدستور أعلن أن كل هيئة مستقلة، وأصبح هناك 24 اختصاصًا للمجلس الأعلى للإعلام، وهذه الاختصاصات لو كانت قد طبقت لكنا لمسنا اختلافًا شديدًا فى مستوى الإعلام فى مصر.


 وقام هيكل فى أول ظهور له بالمجمع العلمى المصرى بالقاء محاضرة حول المشهد الإعلامى المصرى ورؤيته للسياسة الإعلامية وآليات التطوير وقام بعرض بيانى يتضمن المشهد الإعلامى فى مصر وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام مسئولة عن 20 محطة تيلفزيون و76 محطة إذاعة و34 ألف موظف وإعلامى وبها 37.5 مليار جنيه ديونا و7 مليار جنيه عجزا سنويا.


 وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للصحافة مسئولة عن 55 إصدارا صحفيا و22 ألف موظف وصحفيا وعليها 22 مليار ديونا بسبب المطالب الفئوية، وتابع قائلًا : «من الأسباب الرئيسية التى أدت إلى تراكم الديون عدم اللحاق بركب التقدم التكنولوجى خلال عام 2011 بالتزامن مع ثورة 25 يناير حتى وصلت الديون إلى 22 مليار جنيه فضلا عن تدهور المحتوى، الأمر الذى لا يدع مجالًا للشك أن التطور التكنولوجى حقيقة حتمية».


درء الشائعات
وأشار هيكل إلى أن المشكلة الأساسية فى الإعلام أنه غير صانع للأمل، فعلى الرغم من المشروعات الضخمة التى تتم فى كافة ربوع مصر إلا أن حجم الانجازات لم يصل الى المواطن المصرى  وتابع قائلًا : «فى شبكة الطرق على سبيل المثال تقدمنا 40 تصنيفًا على مستوى العالم ولم يتم ذكر أى من هذا فى الإعلام الوطني، وكذلك المشروعات الضخمة التى تتم فى العاصمة الإدارية الجديدة والتى تعتبر بمثابة مشروع المستقبل ولم نستطع حتى الآن ربط هذا المشروع العملاق بمستقبل الأجيال القادمة وأن بعض المواطنين يرى أنه عبء على الكاهل الاقتصادى للدولة، ولهذا يجب عمل خطط وبرامج واضحة لإبراز كل  جهود الدولة للارتقاء بها عن إبراز المشاريع القومية، ويجب استعادة تأثير الصحافة والإعلام على المجتمع وإثراء المنافسة بين الوسائل الإعلامية، وجذب المواطنين يتم عن طريق الصورة المبهرة والمحتوى غير التقليدي، ومن دور وزارة الإعلام خلال الفترة المقبلة هو سرعة التعامل مع الأزمات التى تواجه الدولة لدرء الشائعات والحفاظ على الجبهة الداخلية للدولة.
 وقال هيكل : أن  وزارة الإعلام عادت من جديد لأن الهيئات الثلاث لم تنجح فى التعبير عن فكر الدولة بشكل عام ولا يوجد خلاف بين وجود وزارة الإعلام ووجود الهيئات الثلاث لأن الوزارة جاءت بمفهوم مختلف عن مفهوم الوزارة القديم.


خطة إستراتيجية
 وأوضح هيكل أن حروب الجيل الرابع من أبرز التحديات التى نواجهها خلال الفترة المقبلة، حيث إن الشائعات ونقص العلومات من العناصر الأساسية لتلك الحروب، الأمر الذى يستدعى وجود خطة إستراتيجية من الإعلام الوطنى لمواجهة تلك الحرب، ومواجهة قنوات الاتصال المعادية للدولة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئيه.


 وأشار إلى أن شكل الحروب القديمة بالأسلحة تطور فى العصر الحديث وأصبح يتم عن طريق عنصرين أساسيين هما: المال والإعلام كأدوات للحرب ويتم من خلالهم تحقيق الأهداف ومنع الآخرين من تحقيق اهدافهم، وأن الإعلام ضرورة للبشر والعقل البشرى يحتاج للمعلومات حتى يعلم كل ما هو جديد، وكلما زادت حجم الأزمة زاد احتياج المواطن إلى المعلومة، وتابع قائلًا: «يجب علينا أن نقوم بإثراء المواطنين بالمعلومات التى يحتاجونها لأن فى حالة حجب المعلومات عن المواطنين سيستقى المعلومات من مصادر أخرى تسعى لأهداف خبيثة لإسقاط الدولة المصرية» وعلى الإعلام أن يصبح له دور كبير وتأثير على المواطنين وأن يكون مصدر المواطنين الموثوق به خصوصًا فى وقت الأزمات.


وقال هيكل ان معتنقى الديانات السماوية أقل فى عددهم من مشتركى موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك الأمر الذى كان له أثر بالغ فى الإنهيار الأخلاقي، كما أنه عند تتبع الأحداث على المستوى الدولى تجد أن بعض الدول قامت بتجنيد جيش إلكتروني، حيث تقوم الدول المعادية باستخدام تكنولوجيا الجيل الرابع لإسقاط الشعوب من خلال جيش إلكترونى يقوم باستغلال الشائعات وضعف الوسائل الإعلامية فى الدولة وغياب الوعى لدى المواطنين فى إسقاط الدولة بنفسها دون الحاجة إلى التدخل الفعلى فى البلاد عن طريق إفقاد الثقة فى حكومتها.


تطوير الإعلام
وتقوم بعض الدول بصناعة إعلام ذى تأثير فيقوم بعمل قناة ويجعلها تتحدث بلغة البلد المستهدفة وخلق محتوى إعلامى جذاب لجذب المواطنين حتى يقوم بإرسال رسائل من خلال المحتوى الإعلامى يحقق له أهدافه الخاصة، ويجب علينا تطوير الإعلام المحلى حتى يكون قادرًا على إرسال رسائل إعلامية إلى المجتمع الأوروبى ويجب أن تكون بالأدلة والمعلومات والحقائق لأن المجتمع الأوروبى متعلم ولا يستمع إلا للحقائق والبراهين.
 
 الانهيار الأخلاقي
وقال هيكل ان السبب الرئيسى وراء الانهيار الأخلاقى هو اختفاء الحدود السياسية للدول، ففى عالم الإنترنت أصبحت كل الثقافات متاحة فى جميع البلدان العربية منها والغربية وفتح باب الإعلام على مصراعيه مما تسبب فى الانهيار الأخلاقى نظرًا لأن ما يتناسب مع دول أخرى لا يتناسب بطبيعة الحال مع الشعب المصري، كما بدأت حالة من خلط الشائعات بالحقائق وبدأ الإعلام الدولى افتعال المشاكل بين السنة والشيعة وغيرها من المشاكل التى أدت إلى إسقاط الدول.


 وأشار إلى أن جميع طوائف الشعب باختلاف الطبقات الاجتماعية كانوا يعيشون معا بنفس العادات والتقاليد ولكن فى الثمانينيات والتسعينيات بدأ ظهور ما يسمى بـــ «الكومباوند» للفئات الأعلى دخلا وله قيم خاصة به وعادات ، وجزء موجود بالعشوائيات لأنه يقوم بحل مشكلته بنفسه، ومع زيادة المواليد أصبح الشارع هو المعلم للأطفال، وفى هذا التوقيت بعدنا عن دور المدرسة وأصبحت منظومة القيم تنصهر داخل المدرسة وبالتالى أصبحت هناك المدارس الدولية للقادرين وللفئات الأعلى دخلًا وهناك مدارس خاصة، ومدارس تجريبية ومدارس حكومية، وكل مدرسة تقوم بالتدريس بطريقة مختلفة عن الأخرى، ولذلك على الإعلام دور كبير فى توجيه كل الفئات للوعى المستنير ووقف نزيف الانهيار الأخلاقي.


صحافة الروبوت
وأشار هيكل إلى أن التطور الكبير فى الصحافة انقسم إلى عدة محاور تضمن صحافة المواطن حيث أصبح بإمكان أى شخص تصوير حدث ما وعرضه على الرأى العام عن طريق فيديو أو صورة، وأصبح هناك ما يسمى بصحافة الروبوت وأصبحت المعلومات تنقل عن طريق «سوفت وير» يقوم بصياغة الخبر دون الحاجة للمحرر الصحفي، كما يقوم الروبوت بالتحدث مع المواطنين الذين يبحثون عن المعلومة، وبدأ هذا ينعكس على الصحافة العالمية عن طريق «الشات روبوت» وبدأت كبرى الصحف العالمية فى تطبيقه بالفعل وانحصر دور الصحفى فى التقرير أو التحليل.


مواقع التواصل
وقال هيكل ان مواقع التواصل الإجتماعى أثبتت فعالياتها فى التأثير على بعض القرارات الحاسمة فى مستقبل الشعوب، وأنها كان لها بالغ الأثر فى التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية ونجاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتستغلها بعض الدول فى إسقاط أنظمة الشعوب عن طريق فرق إلكترونية كبيرة، الأمر الذى يجب علينا أن نقابله بتطوير صناعة المحتوى والارتقاء بالوسائل الإعلامية المصرية حتى يصبح لها تأثير  على المستويين المحلى والدولي، كما أن هناك التجربة اللبنانية ولبنان حيث قامت السوشيال ميديا بإعطاء صورة غير حقيقية عما يحدث فى لبنان مما أدى إلى إنهيار الأوضاع هناك. وأشار هيكل إلى دور وسائل الاتصال فى إسقاط رئيس الفلبين جوزيف استرادا فى 3 أيام  من خلال 3 ملايين رسالة فى 2001، وشدد هيكل على دور الشباب فى المشاركة فى عملية تطوير المؤسسات الصحفية وأن إيقاف التعيينات فى المؤسسات الصحفية عملية مؤقتة، وأشار إلى أن أى عملية إصلاح تواجه العديد من التحديات الصعبة ويجب مواجهتها.


 وأكد ان الدراما المصرية تعانى بسبب تدهور المستوى، وأن خطة التطوير تشمل تطوير المحتوى حتى تساهم الدراما فى تشكيل وعى الشعب المصرى والإثراء الثقافى والفكري، وتحقيق خطة الدولة فى تقويم المجتمع وقال: يجب علينا عمل ميثاق شرف إعلامى واضح نكون متفقين عليه حتى يتم محاسبة المقصرين وسنقوم بتبنى مؤتمر يضم جمعا إعلاميا من المتخصصين لصياغة ميثاق شرف مهنى يتم الالتزام به من قبل كل الوسائل الإعلامية، وتابع : «لسنا وزارة ملكية صحف وقنوات إنما هى وزارة سياسية تعمل بشكل مهنى لتحقيق أهداف الدولة فى ظل فهم للتطورات الدولية فى المجال الإعلامي، والإعلام هو  خط الهجوم الأول للدولة وخط الدفاع الأول للدولة»  وأشار إلى أن الوزارة ستقوم بربط الإعلام بخطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 وتابع : «لم يتم الموافقة على الموازنة حتى الآن ولكننا قطعنا شوطا كبيرًا فى هذا الشأن خلال الشهرين الماضيين، وسيتم الإستعانة بموظفين من المجلس الأعلى للإعلام فى الوزارة وسيتم الاستعانة بالشباب فى الوزارة الجديدة لأن تطوير الإعلام يحتاج فى الأساس إلى فئة الشباب».


وقال: إن والحكومة خصصت مليون جنيه للوزارة لتسيير الأعمال لحين انشاء هيكل للوزارة، وأنهى حديثه بأنه متفائل بمستقبل الإعلام فى مصر، وأن المؤسسات القومية يقع على عاتقها مسئولية مواكبة التطور التكنولوجى والعمل على تنمية مواردها ووقف نزيف الخسائر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة