كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ماذا تريد مصر من أمريكا ؟

كرم جبر

الأربعاء، 26 فبراير 2020 - 07:23 م

العلاقات المصرية الأمريكية مهمة للجانبين، فالتجربة والواقع والماضى والحاضر والمستقبل والتاريخ والجغرافيا.. تؤكد أن مصر قوة إقليمية كبرى، وفى يدها مفاتيح كثيرة لا يمكن انتزاعها، وليس فى استطاعة طامح أو طامع أن يجلس على عجلة القيادة بدلاً منها.
الأدوار لا تشترى بالمال ولا بالمؤامرات، ولا بمزاج من حاولوا فى فترة من الزمن أن يجعلوا المنطقة حقل تجارب، لفوضى خلاَّقة أو ربيع عربى، مصر دولة راسخة، ولا يمكن العبث بمصير شعبها.
أمريكا فيها مئات الآلاف من المصريين، يعيشون من عشرات السنين، وأصبحوا جزءاً من المجتمع الأمريكى، ولكن الفارق بينهم وبين الشعوب الأخرى، أن ارتباطهم بوطنهم أقوى من أى شيء آخر.. لم تشغلهم رفاهية الحياة فى أمريكا، عن متابعة أحوال بلدهم، وأسعار الخبز والدواجن والسلع الغذائية والمشروعات الكبرى، بما يعنى حرصهم على أن تكون العلاقات بين القاهرة وواشنطن فى أحسن حالاتها، وعدم الاستهانة بمشاعرهم وحبهم لبلدهم. انتهت إلى الأبد فكرة فرض نظام حكم، والمصريون متوافقون على الاصطفاف خلف الدولة والحفاظ عليها واستمرار مسيرتها الرائعة.. لم يفرض أحد عليهم ذلك، بل بالمعايشة والتجربة والأحداث، بعد أن دفعوا ثمناً فادحاً للربيع العربى الغادر، وأدركوا أن وجودهم فى وطن يعانى من بعض التحديات، أفضل من لا وطن.
ماذا تريد مصر من أمريكا؟.. الصداقة والعلاقات الاستراتيجية والاحترام والمساندة العادلة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.. فهذه هى أهم مفردات الكرامة الوطنية.
>>>
لنا وطن يقف على قدميه، نافضاً عن جبينه بقايا التراب والدخان، مستعيداً عزته وكبرياءه ومكانته، ويسابق الزمن لبناء دولة عصرية حديثة، وتزداد قدرته على تلبية احتياجات شعبه، بعد أن حاولوا إفقاره وتجويعه وتشريده.
مصر تقدم لدول وشعوب المنطقة نموذجاً حياً وخلاقاً، للربيع الحقيقى الذى يحمى الشعوب ويصون الدول.. ربيع ينبع من الهوية العربية، وثقافة شعوب المنطقة وحضارتها.. ربيع يأتى بوئام وسلام، وليس بسيوف الإرهابيين وجيوش الحلفاء.
أفشلت مصر مخططاً رهيباً لتفكيك المنطقة وإعادة تقسيمها، وتحويلها إلى ولايات دينية، وفشلت مؤامرة الجماعة الإرهابية، وتصدى المصريون لمسلسل التفريط فى الأرض، بعد قيام المعزول وأهله وعشيرته بإلغاء النص الوارد فى دستور 1971 الذى يحظر التنازل عن الأراضى، وأجرى تعديلاً قانونياً يتيح له إدخال تعديلات على الحدود، ليتنازل عن أجزاء من التراب الوطنى، مقابل إعلان قيام دولة الخلافة الإخوانية فى مصر، فتصدى له الجيش والشعب وانتزعوا جماعة الشر، من فوق مقعد السلطة، قبل أن يضيع الوطن.
>>>
«وطنى يا مالى بحبك قلبى، وطنى يا وطن الشعب العربى» أغنية قلبت علىّ المواجع، عندما استمعت إليها فى راديو السيارة.. الشعب العربى المعذب فى العديد من البلدان العربية.. الشعب العربى الذى لا يعمل له أحد حسابا.. الشعب العربى الذى ينتظر الإنقاذ.. نزار قبانى كان مشغولاً جداً بسؤال: متى يعلنون وفاة العرب؟.. العرب يمرضون ولا يموتون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة