علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

«العمل اللائق».. لمن؟ وبمن؟

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 26 فبراير 2020 - 08:01 م

 

استوقفنى خبر يشير إلى ختام مؤتمر محوره «مشروع وظائف لائقة لشباب مصر».
الموضوع مهم، ويناقش قضية حيوية تحتل أولوية متقدمة على كل الأصعدة، أو هكذا أتصور.
والحق أن أى صاحب مؤهل مناسب، أو موهبة حقيقية، أو مبدع أو مبتكر يجب أن يكون له نصيب، بل حق فى شغل موقع يتناسب مع ما يملكه، لا من أجله فقط، وإنما من أجل وطنه.
وليس بالضرورة أن يتعلق الأمر بوظيفة، بقدر ما يتمثل فى أن يحظى الشاب بفرصة «عمل لائق» فلم تعد الوظيفة بمفهومها التقليدي؛ «تراب الميرى»، تتسق مع المتغيرات المتلاحقة التى يشهدها العالم من حولنا، وانتبهنا لها بعد عقود من المقاومة أو الغفلة!
من ثم فإن مقاربة المسألة يجب أن تنطلق من منظور تنموى يستهدف الموارد البشرية وآليات التعامل معها فى إطار فهم واع بأبعاد ومكانة العمل والإنتاج، المرتبط بمفهوم التنمية الشاملة والمستدامة، وبالتالى فإن «العمل اللائق» يتجاوز مايتعلق بالفرد ليشمل المشروع أو المؤسسة وصولا إلى المجتمع ذاته.
«العمل اللائق» مفهوم يتقاطع مع ما يسبق مرحلة العمل أى الإعداد التعليمى الذى يؤهل لسوق العمل، ثم التدريب المستمر اثناء العمل، وبمواكبة مستجدات الثورة الصناعية الرابعة، وتأثيراتها ذات الايقاع المتسارع، وعلينا الوعى بأن عدم اللحاق بها يخصم من فرص الفوز بـ «عمل لائق».
وإذا كنا بصدد تعامل جدى مع مفهوم «العمل اللائق»، فإنه لابد من إبداع آليات من شأنها فك الاشتباك مع السعى لخفض العمالة بالجهاز الادارى للدولة، وضرورة مده بعناصر تتسلح بإمكانات عصرية تجسد ما يتعلق بهذا المفهوم فى المنظومة الحكومية، لجيل من حقه الحصول على «وظائف لائقة».
المسألة أوسع بل وأعقد من رفع لافتة فى مؤتمر، لكنها ترتبط قبل ذلك وبعده بتحسين البرامج التعليمية، وخلق حوافز تشجع الأجيال الصاعدة على اللحاق بركب التقدم التقنى، بل اكساب كل شاب القدرة الابتكارية على التفكير الفردى والجماعى لإطلاق مشروع بعيدا عن «تراب الميرى».
«العمل اللائق» تحدٍ يقف تحت مظلته أكثر من جيل، وجميع المؤسسات العامة والخاصة. باختصار إنه تحدٍ للأمة لاقتحام المستقبل، فهل نحن مستعدون؟!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة