أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

أما عن تطوير «ق ١»

أحمد عباس

الخميس، 27 فبراير 2020 - 08:40 م

كانت عشية السبت الماضى، على شاشة "ق١"، القناة الأولى بشعارها القديم الذى أعيد استخدامه مرة جديدة، وهى فكرة جيدة، تتماشى مع تيمة التجديد باللجوء للأصل، وأنا أحبها، إذا اكتملت صورتها، وخلقت شخصية عامة للقناة ككل، بخريطة برامجها المستحدثة.
وكانت ضجة كبرى قد سبقت ظهور القناة بشكلها النهائى، بعد أن تولت وضع خريطة برامجها أخيرًا مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهى محاولة التطوير الثانية للقناة ذاتها خلال نحو عام على الأقل، لكنها الأولى للمتحدة للخدمات الإعلامية، وتداولت المواقع الإخبارية تصريحات كانت تجيء على لسان تامر مرسى رئيس مجلس إدارة المجموعة وعضوها المنتدب، فظهر اسم الرجل فى المشهد لأول مرة، فى الوقت نفسه كانت حملة إعلانية كبرى تذاع على الفضائيات المصرية، تنوه عن الانطلاقة الجديدة للتليفزيون المصرى، صاحبتها إعلانات طرق بأماكن مميزة، تقول "احنا التليفزيون المصرى"، رافقتها أيضًا هجمة من بعض مذيعى ومقدمى البرامج القدامى بماسبيرو ذاته، ترفض دخول وائل الإبراشى مقدمًا رئيسيًا للبرنامج المسائى التاسعة، وتصفه بأنه ليس من أبناء ماسبيرو، المهم أن الحالة كلها اكتملت وخلقت دعاية لائقة، إيجابًا أو سلبًا، النتيجة واحدة "دعاية ضخمة".
وبينما يحدث ذلك كانت تسريبات قد سرت للسوشيال ميديا، تؤكد استضافة وائل الإبراشى فى الحلقة الأولى للبرنامج لمحمد رمضان دون إطالة، وانبرى محترفو السوشيال ميديا فى شن هجوم هائل على البرنامج بسبب الضيف المنتظر قبل الحلقة بأيام، وراح محللو السوشيال ميديا يفسرون أن هذا الضيف تم اختياره لإعادة تلميعه، واستعادة بريقه، بعد هاشتاج كان قد أطلق قبلها باسم "قاطعوا_محمد_رمضان"، ذلك بسبب مواقفه المغرورة، وتصريحاته الهوجاء، وأدائه المفتعل، إلا أن اختيار الضيف نُسب لتامر مرسى باعتباره رئيسًا للشركة المنتجة لأعمال رمضان السابقة والقادمة أيضًا، ووجه اللوم كله لاسم تامر مرسى ذاته باعتباره المسئول عن التطوير، وأن مصلحته أن يستعيد رمضان رونقه.
واعتبر أصحاب الرأى أن هذا الإصرار على الظهور بمحمد رمضان فى أولى حلقات البرنامج ما هو إلا تحدِ واضح لتوجه المزاج العام تجاه "نمبر وان".
ثم كانت ليلة الحلقة الأولى ليطل علينا "نمبر وان" مع الإبراشى فى الفقرة الثانية، والحقيقة أن روح وطبيعة وائل الصحفية طغت عليه، فلم تكن الفقرة تلميعًا ولا تبرئة، ولا حتى للحديث عن الفن، بل ناقش مواقف، وغرائب رمضان.
أما أنا فلا أدافع هنا عن تامر مرسى فللرجل ألف وسيلة، وذراعات إعلامية طولى، يتحدث عبرها متى يشاء، ويقول خلالها ما يرى، لكنى أتحدث هنا عن "الصنعة" نفسها، فببساطة أول أصول "صنعة الإعلام" أنه إذا أثار الشخص -أى شخص- جدلا، أو صاحبته أمور غير عادية، وجب الحديث معه على الفور، بغض الطرف عن هوانا ناحية الشخص نفسه، ورمضان طالما أثار الجدل حتى أصبح صنعته الوحيدة، وأنا شخصيًا ومن باب الصنعة أيضًا، إذا خرج لى الشيطان الرجيم سأطلب حوارًا معه على الفور، لعله يدافع عن نفسه، أو يقدم جديدا، للقارئ أو المستمع، أو المشاهد، وهذه هى مهنة الإعلام.
لكن بشكل عام.. التجربة كلها جيدة على الأقل سبقها جدل، ولم تولد مبتورة كما سابقتها، وشكل الشاشة حلو، وإعلانات الفواصل لاتزال تذهب للفضائيات، أما غلطة تامر مرسى كما أراها، هى أنه تعجل ظهور رمضان بالحلقة الأولى، ولم يتريث حتى تهدأ عاصفة الرفض التى يواجهها "نمبر وان".

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة