إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني
إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني


حوار| مديرة المجلس الثقافي البريطاني: إشادة من دول العالم بخطة مصر لتطوير التعليم

إبراهيم مصطفى

الجمعة، 28 فبراير 2020 - 06:12 ص

- لا نواجه أي تضييق في عملنا بالقاهرة وليس لدينا أجندة خفية
- محمد صلاح يحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا وقدوة لشباب الشرق الأوسط وأفريقيا

أكدت إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني في مصر، أن هناك احتراما دوليا كبيرا للتجربة المصرية في تطوير التعليم، مشيرة في حوار لـ«الأخبار» أن لندن تدعم مصر عبر تدريب المعلمين وكشفت عن مباحثات مع وزارة التربية والتعليم لاختبار معلمي اللغة الإنجليزية قبل تعيينهم، مؤكدة أنها لا تشعر بأي معوقات أو ضغوط على عمل المجلس في مصر.. وإلى نص الحوار:

 > ما أهمية منتدى التعليم الدولى الذى يقام سنوياً فى لندن وما دلالة الحرص المصرى على المشاركة؟
المنتدى يعد فعالية سنوية تتيح لوزراء التعليم من جميع أنحاء العالم لتبادل الأفكار والنقاش حول تطوير التعليم فى بلدانهم، ود.طارق شوقى وزير التربية والتعليم يحرص على حضور المنتدى منذ سنوات قبل توليه الوزارة وبعدما أصبح وزيراً يشارك سنوياً فى فعالياته، ويمكن القول بأنه أحد «نجوم» المنتدى ويحظى باحترام كبير من المشاركين ويسعى الكثيرون للحديث معه، وقد قدم د.طارق شوقى عرضاً خلال المنتدى حول برنامج إصلاح وتطوير التعليم المصرى، والطموحات الكبيرة لدى الرئاسة المصرية لتطوير المدارس، وعرض التحديات التى تواجهه وكذلك النجاحات التى تم تحقيقها، مثل بنك المعرفة والتطوير فى المناطق الريفية، حيث يعتبر الوصول للمواد الدراسية من خلال الإنترنت تغييرا كبيرا فى حياة الطلاب فى القرى، ربما ليس كالطلاب فى المدن.

كما التقى وزير التربية والتعليم بعدد من الشركات العاملة فى مجال التعليم خاصة فى قطاعى التدريب والتكنولوجيا، والتى تبحث عن فرص التعاون مع الجانب المصرى، كما التقى مع وزير الدولة البريطانى للتعليم جافين ويليامسون على إفطار عمل وتبادلا وجهات النظر حول كيفية تطوير كفاءة المعلمين باعتبارها أحد السبل لتحسين جودة التعليم، كما كان ضمن الوفد الدكتور محمد لطيف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، الذى ناقش مع وزير التعليم العالى البريطانى كريس كيدوول الرغبة المصرية فى التعاون مع مزيد من الجامعات البريطانية، كما عقد اجتماعاً مع ممثلى عدد من الجامعات الراغبة فى العمل بمصر سواء من خلال درجات علمية مشتركة مع جامعات مصرية، وغيرها من أشكال التعاون، لأن التنسيق لا يقتصر على إنشاء حرم جامعى لجامعة بريطانية بمصر.

تطوير التعليم 

> كيف ترين المعارضة من جانب البعض لعملية تطوير التعليم الجارية فى مصر حالياً؟
التعليم بطبيعته لا يمكن أن يكون محافظاً وتقليدياً لا يتقبل التغيير، لأن عملية التعليم نفسها قائمة على التطوير، وإذا كنت أحد أولياء الأمور ربما تتصور أن أبناءك يجب أن يتعلموا بنفس الطريقة التى تعلمت بها، لهذا يجب العمل على التوضيح للناس لماذا من المهم أن يذهب الأطفال إلى المدارس للتعلم وليس مجرد حضور الحصص الدراسية، وهناك فارق كبير بين المفهومين، وخلال منتدى التعليم فى لندن كان هناك احترام كبير من وفود دول العالم لما تقوم به مصر فى مجال تطوير التعليم .

> كيف تعمل بريطانيا على مساعدة مصر لتنفيذ برنامج تطوير التعليم؟
هناك قطاعان رئيسيان نعمل عليهما منذ فترة لتطوير التعليم المدرسى، الأول والذى يأتى بنتائج سريعة ومباشرة هو برنامج تدريب معلمى اللغة الإنجليزية، فكما تعلم المجلس الثقافى البريطانى موجود بمصر منذ 82 عاماً وخلال تلك السنوات كان دائماً يعمل مع معلمى اللغة الإنجليزية بالمدارس، من خلال تدريبهم على طرق حديثة فى التعليم القائم على التفكير النقدى، ونحن حالياً نعمل فى 27 محافظة وهناك إقبال كبير على ذلك البرنامج، وقد كنت مؤخراً فى الأقصر وشهدت ردود فعل إيجابية جداً من جانب المعلمين المشاركين فى البرنامج، بعضهم وصف البرنامج بأنه غير حياته.

أما ثانى القطاعات فهو برنامج ربط الفصول الدراسية وهو برنامج منفذ فى العديد من دول العالم يطور من مهارات التعليم القائم على التفكير وينشر مفاهيم القيادة، والبرنامج مطبق منذ 10 سنوات فى 11 محافظة استفاد منه 4 آلاف معلم فى مدارس حكومية و120 ألف طالب، ونحن نتطلع للمزيد حيث نركز على المناطق خارج القاهرة خاصة الريف ومنح مزيد من التركيز للفتيات فى المدارس.

ونحن نناقش حالياً مع وزارة التربية والتعليم وضع اختبار لمعلمى اللغة الإنجليزية قبل التحاقهم بالعمل، لأن الوزارة لاحظت أن بعض المعلمين لا يملكون المهارات اللغوية الكافية، وهو ما يؤثر على كفاءة ما يقدمونه للطلاب، وفى النهاية نحن لا نقدم حزمة من المنتجات المصممة فى بريطانيا، وإنما كل برامج التعاون تكون نتاجا لسنوات من العمل مع وزارة التربية والتعليم لتحديد احتياجات المعلمين المصريين بدقة.

حلم الفتيات 

> ما هى الجهود التى تقومون بها لخدمة الفتيات المصريات؟
نعمل على أن يكون 60% من المستفيدين بكافة برامجنا من السيدات، وقد أطلقنا برنامج «100 فتاة 100 حلم» الذى يساعد على تحقيق حلم الفتيات فى التدريب على كرة القدم خاصة فى المناطق الريفية، وقد نجحنا فى تغيير نظرة المسئولين والأسر والفتيات أنفسهم لممارسة كرة القدم، ما يزيد من ثقة الفتيات بأنفسهن، وهو الهدف الذى نسعى إليه فى كافة برامجنا، حيث قمنا باستطلاع رأى المستفيدين من كافة برامجنا مؤخراً واختار 90% منهم الثقة بالنفس باعتباره أكبر مكاسبهم.. كما نعمل مع جامعة القاهرة على برنامج لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسى من خلال التوعية بدعم وحدة مكافحة التحرش فى الجامعة ونقل خبرات الجامعات البريطانية فى ذلك المجال.

> كم عدد المستفيدين من برامج دعم البحث العلمى؟
يقدر عدد المستفيدين ببرنامج «نيوتن مشرفة» بأكثر من 200 باحث دراسات عليا، أما برنامج مختبر الشهرة فيهدف إلى زيادة ثقة الباحثين الصغار فى أنفسهم وتنمية مهاراتهم فى استخلاص الأفكار والبحث العلمى، وقد شاركت مع أعضاء لجنة تحكيم البرنامج لمشاهدة الفيديوهات التى أرسلها شباب مصريون لطلب المشاركة فى البرنامج، وقد أذهلنا المستوى العلمى لهم، كما يوفر برنامج نيوتن مشرفة شراكات بين الجامعات والمراكز البحثية المصرية والبريطانية فالأمر لا يقتصر على سفر باحث للدراسة فى بريطانيا، ونحن سعداء بتزايد تلك الشراكات، كما منحنا خلال العام الحالى 50 منحة دراسية لباحثين مصريين بقيمة نحو مليون جنيه استرلينى، وسيتم بحث مسألة استمرار عمل البرنامج فى العام المقبل فى ظل اهتمام حكومة البلدين بالبرنامج، باعتباره أحد أهم برامج التعاون فى مجال التعليم العالى بين مصر وبريطانيا.

> ما تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على عمل المجلس الثقافى البريطانى فى مصر؟
بغض النظر عن آرائنا فى «بريكست» فقد وقع بالفعل وهو تغيير كبير فى تاريخ بريطانيا، بالنسبة للمجلس الثقافى البريطانى نحن مستمرون فى عملنا بالتعاون مع شركائنا حول العالم فى مختلف مجالات الثقافة وتعليم اللغة الإنجليزية، فنحن لسنا مؤسسة سياسية تتأثر بالعضوية فى الاتحاد الأوروبى، كما أن خروجنا من الاتحاد لا يعنى أننا لسنا جزءاً من أوروبا، ونحن مازلنا متمسكين بالقيم الدولية والأوروبية.

صانعو السياسات 
 

> هل العهد الجديد الذى تدخله بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى وما يحمله من تغيرات مالية سيؤثر على التمويل الحكومى للمجلس الثقافى البريطانى؟
البريكست يمنح بريطانيا فرصة النظر لفرص التعاون مع كافة دول العالم، بعد سنوات من التركيز على الدول الأوروبية، وهذا ما يجعل التعاون الثقافى أكثر أهمية حالياً.. الشهر الماضى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى حاضراً فى قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية فى لندن وأجرى محادثات ناجحة مع الأمير ويليام ورئيس الوزراء بوريس جونسون حيث أكدا على التزامهما بدعم التعاون فى مجالات التعليم والثقافة وهو ما نأمل فى ترجمته إلى التمويل اللازم، ونحن نتطلع إلى العديد من الفعاليات المهمة خلال العام الحالى، مثل مؤتمر تابع لبرنامج «schools now» سيجمع ممثلين عن المدارس ذات المناهج البريطانية والمجالس الثقافية البريطانية فى العالم فى القاهرة يومى 3 و4 مارس المقبل بمشاركة صانعى السياسات التعليمية والمعلمين من جميع أنحاء العالم، وسيكون لأول مرة فى مصر.

> هل يواجه عملكم أى تضييق أو صعوبات فى مصر؟
ليس لدى شعور بالتضييق أو الضغط على عملنا، مع الاعتراف بصعوبة إقامة بعض الفعاليات خارج القاهرة لأسباب لوجيستية وصعوبة الحصول على التصاريح اللازمة، ونحن لسنا منظمة سياسية وليس لنا أجندة خفية، ونحرص على الشفافية والنزاهة فى عملنا، ونعمل فقط على زيادة فهم ومعرفة بريطانيا داخل المجتمع المصرى، وأعتقد أن هناك نوايا حسنة من جانب الدولة وشركائنا المصريين للتعاون معنا، وهو شيء متراكم على مدار السنوات الماضية، ونعتبر ذلك رأس مالنا كمنظمة تعمل على تعزيز الفهم والثقة بين الشعبين المصرى والبريطانى، تظهر نتائجها على المدى البعيد.

> كيف يمكن للمجلس استغلال نجومية 3 لاعبين مصريين فى الدورى الإنجليزى لتحقيق مزيد من التأثير فى مصر؟
منذ أسابيع التقيت الجراح العالمى السير مجدى يعقوب فى حفل أقمناه، وقلت إنه من الأبطال بالطبع لكنه ثانى أكثر المصريين شهرة فى بريطانيا، لأن محمد صلاح يحظى بشعبية كبيرة ليس فقط نتيجة لمهاراته وموهبته وإنما بأسلوب الحياة الملتزم وكونه قدوة للشباب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والقبول الذى يتحلى به، وأعتقد أن لاعب كرة قدم ناجحاً قد يلعب دوراً مهماً فى العلاقات الدولية مثلما كان نجاح ديفيد بيكهام مؤثرا فى الترويج لبريطانيا سابقا، وحالياً محمد صلاح مع ليفربول يعيشيون موسماً رائعاً، وهم متقدمون بفارق كبير فى الدورى.

وخلال الأسابيع المقبلة سيتم تنظيم احتفالية بمناسبة وضع تمثال فى حديقة المعادى مدون عليه القواعد الأولى لكرة القدم وهو أحد ٤ تماثيل حول العالم موضوعة فى أماكن لها رمزية خاصة فى عالم كرة القدم، وذلك بالتعاون مع الدورى الإنجليزى باعتبار انجلترا مهد كرة القدم وبحضور عدد من نجوم اللعبة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة