عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

المكعبات الملونة!!

عبلة الرويني

السبت، 29 فبراير 2020 - 10:11 م

 

فى كتابه الجديد (من علم عبد الناصر شرب السجائر؟) الصادر عن دار الكرمة.. اختار عمر طاهر راحة البال، ومحاولة التقاط الأنفاس، واستعادة لياقته النفسية، فرارا من جحيم الأصوات العالية حوله، والمشاحنات والتوتر والتخوين والاتهامات والتحفز المتبادل!!...
الكتاب ممتع بالفعل، شطارة كاتب حكاء، قادر على جذب القارئ بخفة ولطافة، وصنعة فى اكتشاف السؤال المختلف المدهش والاستعراضي..(لماذا غنى الناس فى جنازة عبد الناصر، ولم يغنوا فى جنازة أم كلثوم؟)...(متى ظهر أول مخبر فى مصر؟)..(ما الذى يدفع الملك فاروق لصداقة كهربائي؟)..
كتاب (عكس ما أراد صاحبه)... يقطع الأنفاس.. نفس القارئ والكاتب معا!!... ينتقل من حكاية لحكاية، ويقفز من موضوع إلى آخر، دون أن يستكمل الجملة أحيانا، ودون أن يشغله متابعة الحكاية... إشارات سريعة على هامش التاريخ، صالحة لإثارة الدهشة وصالحة للسؤال.. لكن عمر طاهر (الذى اختار راحة البال) غير مشغول كثيرا بالإجابة، ولعله غير مشغول أيضا بالسؤال، الا بقدر لمعانه وقدرته على إحداث الدهشة... هو مشغول أكثر بكرتونة المكعبات الملونة، يفرغها على الأرض أمامه وأمامنا، ليبدأ فى صناعة حكاياته المتناثرة والمثيرة على هامش التاريخ.. تماما كما يصف بليغ حمدي (يجعلك تنسى المنتج، وتنشغل بتأمل الصنعة)!!.. صنعة الكتابة والشطارة، وتوريط القارئ فى لعبة البحث عن سؤال، والبحث عن إجابة وراء تلك الأحداث والحكايات المبعثرة كالمكعبات الملونة...
إجابة محددة هى ما توقف أمامها عمر طاهر فى الكتاب، ليفتح أقواسا حول معانى بعض الكلمات العامية (حتتك بتتك.. القاشية معدن.. طفاسة.. شبرق.. قرديحي..)..ويا متعة معرفة (يادهوتي)!!.. (الدهو) هو العقل.. والكلمة تعنى الاستغاثة بالعقل لإنقاذنا من المصيبة!! 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة