صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

نحو الإصلاح

صالح الصالحي

السبت، 29 فبراير 2020 - 10:18 م

الأحوال الصعبة التى تمر بها المؤسسات الصحفية القومية ليست وليدة اليوم.. بل تعود لتراكم سنوات عديدة عانت فيها كل المؤسسات من تردى أساليب الإدارة.. والدليل على ذلك أن مشكلاتنا واحدة.
لا أحد ينكر المعاناة الاقتصادية للجميع.. فبالأمس القريب كنا نصنف مؤسسات شمال وأخرى جنوب وفقا للحالة الاقتصادية التى كانت عليها المؤسسات فى ذلك الوقت ولكن اليوم أصبحنا كلنا مؤسسات جنوب.. مؤسسات تئن من عثرة اقتصادية فادحة نتيجة عوامل داخلية وأخرى خارجية مر بها مجتمعنا على مدار ثورتين انحسرت فيهما موارد المؤسسات الرئيسية من إعلانات واشتراكات.. ناهيك عن بزوغ أشكال جديدة للإعلام.. وأصبحت المؤسسات الصحفية فى مهب الريح.. لا هى بالتقليدية القديمة القوية ولا هى بالحديثة الصامدة.
كل هذا المشهد ونجدف كى نصل لشاطئ نرسو عليه ونبنى مجدا جديدا لصحافتنا.
وأتصور أن الأمل مازال موجودا إذا أحسنا استغلال الفرصة الأخيرة.. فمازالت الدولة تقدم الدعم للمؤسسات القومية وإن ثقل على كاهلها هذا الدعم.
وإذا كنا لا نريد أن ندفع ثمن أخطاء سابقينا فى الإدارات التى أفلست مؤسساتنا.. فإننا نعيب على أنفسنا أن نظل مكاننا لا نتحرك.. نطلب الدعم والعون ونهدره بعيدا عن أوجه التطوير.
وإذا قبلنا استمرار هذا الوضع فإن الدولة لن تستطيع الاستمرار فى دعم هذه المؤسسات بالشكل الحالى مهما كان اهتمامها بهذه المؤسسات باعتبارها كنزا تنويريا قوميا يحمى حق المواطن فى التمتع بصحافة نزيهة وعلى قدر رفيع من المهنية.
علينا أن ننهض بمؤسساتنا بأيدينا.. ولا أتصور أن أحداً منا يقبل أن تفرض عليه خطط من خارج المؤسسة.. التى من المؤكد لو حدث ذلك ستكون عواقبه وخيمة.
والأسوأ من ذلك أن نستيقظ على مشهد يخلو من صحف ومطبوعات استمرت طويلا.
إذا استغنى القارئ عنا وانشغل بأشكال الإعلام الأخرى ووجد البديل والضالة فيه.. فالعيب فينا وحدنا لأننا فشلنا وسقطنا فى اختبار المنافسة.
فلنحافظ على تاريخنا بفرض واقع جديد.. نجتهد فيه ليكتب لنا تاريخ الصحافة أننا انتصرنا فى معركة المنافسة وحافظنا على مؤسستنا من الانهيار الذى أتصور أنه أصبح وشيكا إذا ما استمرت الأوضاع على ما هو عليه.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة